شهدت مدينة الإسكندرية شمالي مصر، خلال ليلة الجمعة وحتى صباح السبت الموافق 30 مايو 2025، واحدة من أشد الظواهر المناخية التي لم تعهدها المحافظة منذ عقود، تمثلت في عاصفة شديدة مصحوبة بأمطار رعدية غزيرة، وتساقط للثلوج، ورياح عاتية تجاوزت سرعتها 50 كيلومترًا في الساعة هذا الحدث الجوي الفريد أثار تساؤلات كثيرة حول أسبابه، ودفع الخبراء إلى تقديم تفسيرات علمية لما حدث، ربطت بين الظاهرة وموجات من التوهج والانفجارات الشمسية.
عواصف الإسكندرية غير المسبوقة 2025: بين التوهجات الشمسية والظواهر المناخية القاسية
في مساء يوم الجمعة 29 مايو، بدأت الأجواء في الإسكندرية بالتحول تدريجيًا نحو حالة من الاضطراب الجوي، سرعان ما تصاعدت لتتحول إلى عاصفة متكاملة الأركان.
غيوم كثيفة، برق ورعد، أمطار غزيرة، وتساقط نادر للثلوج في مدينة ساحلية معتدلة المناخ، أثار دهشة الأهالي والخبراء على حد سواء وأُرفقت هذه الظواهر برياح شمالية عاتية، ساهمت في زيادة الإحساس بانخفاض درجات الحرارة، وفاقمت من شدة الأوضاع الجوية.
الانفجارات الشمسية والتوهجات: التفسير العلمي للحالة الجوية
الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية والجيولوجيا بجامعة القاهرة، أوضح في تصريحات إعلامية أن ما شهدته الإسكندرية ليس مجرد منخفض جوي اعتيادي، بل هو نتيجة لحالة من النشاط الشمسي المكثف، وتحديدًا الانفجارات الشمسية والتوهجات التي تؤثر مباشرة على الغلاف الجوي للأرض.
فبحسب شراقي، تعرضت الشمس يوم الجمعة لانفجارين قويين، تلاهما موجة أخرى من الانفجارات صباح السبت هذه التوهجات تطلق كميات هائلة من الطاقة في صورة أشعة كهرومغناطيسية وجسيمات مشحونة، تصل إلى الأرض خلال ساعات أو أيام، وتؤثر على طبقات الغلاف الجوي، مما يسبب اضطرابات مناخية شديدة وغير معتادة.
تأثير الانفجارات الشمسية على الطقس
عند وصول التوهجات الشمسية إلى الغلاف الجوي للأرض، يمكن أن تؤدي إلى تغيرات حادة في الضغط الجوي، وزيادة النشاط العاصفي، واضطراب في توزيع الكتل الهوائية، وهو ما يُترجم ميدانيًا إلى ظواهر جوية قاسية ويتضاعف التأثير في حال تزامن وصول هذه التوهجات مع مرور منخفضات جوية نشطة في مناطق معينة.
في حالة الإسكندرية، كانت منطقة شرق البحر المتوسط تعاني أصلًا من حالة من عدم الاستقرار الجوي، حيث كان منخفض جوي يتحرك من مرسى مطروح نحو الإسكندرية.
ومع وصول التوهجات الشمسية، تضاعف تأثير هذا المنخفض، فازدادت شدة الرياح، وغزارة الأمطار، بل وتساقطت الثلوج، وهو ما يُعد نادرًا للغاية في مناخ المدينة.
الدورة الشمسية الـ25 وتأثيراتها المستمرة
يرتبط هذا النشاط الشمسي بما يعرف بالدورة الشمسية رقم 25، والتي بدأت في نوفمبر 2019 وتستمر حتى عام 2030 وتصل ذروتها ما بين عامي 2024 و2025، حيث يزداد عدد البقع الشمسية والانفجارات والتوهجات، وهو ما يُتوقع أن يصاحبه تأثيرات بيئية ومناخية ملحوظة في مختلف أنحاء العالم.
وقد شهد العالم خلال العام 2024 ظواهر مناخية غير معتادة أيضًا، منها هطول أمطار غزيرة في مناطق مثل شرق العوينات وتوشكى في جنوب مصر، وهي مناطق لم تشهد مثل هذه الظواهر منذ مئات السنين وتشير هذه المشاهدات إلى أن تأثير الدورة الشمسية ليس محدودًا بموقع جغرافي واحد، بل يشمل النطاق العالمي.
التداعيات المحتملة والاستعدادات المستقبلية
الظواهر الجوية الشديدة مثل ما حدث في الإسكندرية، أصبحت أكثر شيوعًا في السنوات الأخيرة، سواء بفعل التغير المناخي أو النشاط الشمسي، مما يحتم على السلطات والمحافظات الساحلية تطوير أنظمة إنذار مبكر، وتعزيز البنية التحتية لمواجهة العواصف والفيضانات.
من المهم أن تتعاون مؤسسات البحث العلمي والمراكز المتخصصة في الأرصاد الجوية مع الجهات التنفيذية لتبادل المعلومات والتنبؤ بالأحداث المشابهة مستقبلاً، خصوصًا في ظل استمرار النشاط الشمسي خلال السنوات المقبلة كما ينبغي رفع الوعي المجتمعي حول كيفية التعامل مع الظروف الجوية القاسية، خاصة في المناطق الساحلية.