يستعد النادي الأهلي المصري للمشاركة في بطولة كأس العالم للأندية 2025، التي ستُقام في مدينة ميامي بولاية فلوريدا الأمريكية، في حدث رياضي ينتظره عشاق كرة القدم حول العالم وقد اتخذ الجهاز الفني بقيادة المدرب البرتغالي خوسيه ريبيرو عدداً من القرارات التحضيرية الهامة استعداداً لهذه البطولة، في مقدمتها منح اللاعبين راحة سلبية قبل السفر، بينما كان هناك جانب إنساني مؤثر يتمثل في انضمام الحارس محمد سيحا إلى صفوف الفريق، وهو ما يعكس روح الانتماء والعزيمة التي يتميز بها النادي.

 

استعدادات الأهلي لكأس العالم للأندية 2025 ورحلة محمد سيحا من الحلم إلى الواقع

في إطار التحضير لكأس العالم للأندية، قرر المدير الفني للنادي الأهلي، خوسيه ريبيرو، منح لاعبي الفريق الأول راحة سلبية يوم الأربعاء المقبل الهدف من هذه الخطوة هو تمكين اللاعبين من الحصول على قسط كافٍ من الراحة البدنية والنفسية، قبل التوجه إلى الولايات المتحدة الأمريكية في رحلة شاقة تستغرق قرابة عشرين ساعة.

 

تأتي هذه الراحة في وقت حاسم، حيث يعلم الجهاز الفني أن الرحلة الطويلة والمرهقة إلى مدينة ميامي الأمريكية، والتي تتضمن محطة ترانزيت في مدينة دبي، قد تؤثر سلباً على جاهزية اللاعبين في حال عدم الحصول على وقت كافٍ من الاستشفاء من هنا، بدا قرار الراحة السلبية في يوم السفر كخطوة ذكية ومدروسة من قبل ريبيرو وطاقمه الفني، خاصة مع الطموحات الكبيرة التي يحملها الفريق في مشاركته المرتقبة.

 

تفاصيل الرحلة إلى ميامي

من المقرر أن تغادر بعثة النادي الأهلي مطار القاهرة في تمام الساعة الثامنة مساء يوم الأربعاء، متوجهة إلى مطار دبي، على أن تصل الرحلة في الساعة الحادية عشرة والنصف مساءً سيقوم الفريق بقضاء بعض الوقت في دبي، قبل أن يستكمل رحلته الطويلة إلى مدينة ميامي بولاية فلوريدا.

 

تشير التقديرات إلى أن الرحلة ستستغرق ما يقارب عشرين ساعة، على أن تصل بعثة الأهلي إلى ميامي في تمام الساعة الرابعة عصر يوم الخميس وقد جرى التنسيق الكامل بين الجهازين الفني والإداري لضمان وصول الفريق في أفضل حال بدني ممكن، مع وضع برامج استشفائية وتدريبات خفيفة فور الوصول، تمهيداً للدخول في أجواء البطولة بأقصى سرعة.

 

مشاركة تاريخية في البطولة

تعد مشاركة الأهلي في كأس العالم للأندية 2025 حدثاً تاريخياً يضيف إلى سجل النادي الحافل بالمشاركات العالمية، ويعكس المكانة التي بات يتمتع بها النادي قارياً وعالمياً يسعى الفريق إلى تحقيق نتائج مشرفة خلال هذه البطولة، مع طموحات جماهيرية عالية بتكرار الإنجازات السابقة أو تجاوزها، خاصة أن البطولة ستُقام في الولايات المتحدة، وهو ما يضيف طابعاً خاصاً للحدث من حيث الحضور الإعلامي والجماهيري.

 

محمد سيحا... من الحلم إلى الحقيقة

على جانب آخر، شهدت الأيام الماضية إعلان انتقال الحارس محمد سيحا إلى صفوف النادي الأهلي، في خطوة وُصفت بأنها تتويج لقصة كفاح استمرت لسنوات طويلة فقد عبر سيحا، في تصريحات رسمية نُشرت عبر الحسابات الرسمية للنادي الأهلي، عن سعادته البالغة بتحقيق حلم طفولته باللعب للنادي الذي طالما تمنى الانضمام إليه.

 

يروي سيحا قصة مؤثرة تعود إلى عام 2009، حين تقدّم لاختبارات الناشئين في النادي الأهلي لكنه لم يُوفّق في اجتيازها. عقب ذلك، انتقل إلى نادي طلائع الجيش وواصل مشواره الكروي هناك وعلى الرغم من الإخفاق الأول، ظل حلم الانضمام للأهلي يراوده، بدعم مستمر من والده الذي لعب دوراً كبيراً في تحفيزه للاستمرار.

 

ما يجعل هذه القصة أكثر تأثيراً هو أن سيحا حرص على عدم إخبار والده بإتمام صفقة انضمامه للأهلي إلا بعد الانتهاء من جميع الإجراءات الرسمية وعندها، عاد بذاكرتهما إلى تلك اللحظة التي لم يُقبل فيها ضمن ناشئي النادي، وأخبر والده بأنه نجح أخيراً في تحقيق الحلم القديم، وهو ما يعكس حجم العاطفة والانتماء الذي يعيشه اللاعب تجاه القلعة الحمراء.

 

روح جديدة في الفريق

انضمام سيحا لا يمثل مجرد صفقة جديدة على الصعيد الفني، بل يحمل دلالات معنوية كبيرة داخل غرفة ملابس الفريق. وجود لاعب عاش تجربة الفشل المبكر ثم تمكن من العودة بعد سنوات من الإصرار يُعد مثالاً يحتذى به داخل النادي، خاصة في ظل توجه الإدارة إلى ضم لاعبين يمتلكون شخصية قوية وشغفاً حقيقياً بالقميص الأحمر.

 

من المتوقع أن يكون لسيحا دور هام ليس فقط كحارس مرمى، بل كعنصر محفز لبقية زملائه من اللاعبين الشباب، ما يضيف إلى الروح الإيجابية العامة التي تسود النادي في هذه المرحلة.