أجابت دار الإفتاء المصرية عن سؤال شائع يتكرر مع اقتراب التاسع من شهر ذي الحجة من كل عام، وهو: "ما هي فوائد صيام يوم عرفة؟ ولماذا هو مكفر للذنوب؟"، موضحة في بيان رسمي أن صيام يوم عرفة من أعظم الأعمال المستحبة في الإسلام، لما له من فضل عظيم وأجر كبير عند الله تعالى، خاصة لغير الحجاج.
دار الإفتاء توضح فضل صيام يوم عرفة: تكفير الذنوب ورفع الدرجات
أكدت دار الإفتاء أن صيام يوم عرفة سنة مؤكدة لغير الحاج، ويُستحب للمسلمين اغتنامه بجد واجتهاد في الطاعة. واستدلت بما جاء عن النبي ﷺ: "صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفّر السنة التي قبله والسنة التي بعده" (رواه مسلم)
أي أن من صام هذا اليوم بإخلاص واحتساب، يُرجى له أن يُكفّر الله له ذنوب عامين كاملين: عام مضى وعام مقبل، وهو ما يجعل هذا اليوم فرصة عظيمة للتطهير الروحي ومغفرة الذنوب.
ما معنى تكفير الذنوب؟
أوضحت دار الإفتاء أن المقصود بتكفير الذنوب في هذا الحديث الذنوب الصغائر فقط، أما الكبائر فتحتاج إلى:
- توبة نصوح
- شروط خاصة للتكفير
- الإقلاع عن الذنب
- الندم عليه
- العزم على عدم العودة إليه
وهذا التمييز ضروري لفهم حدود الحديث وعدم إساءة تفسيره، إذ لا يُستغنى عن التوبة فيما يخص الكبائر حتى مع صيام عرفة.
هل يستحب الصيام للحاج؟
نبهت دار الإفتاء إلى أن صيام يوم عرفة لا يُستحب للحاج، خاصة إذا كان الصيام:
- يضعفه عن أداء المناسك
- يؤثر على قدرته على الوقوف بعرفة
- يجعل أداء الفريضة ناقصًا
لذلك يُفضل أن يُركّز الحاج على أداء الفريضة بكامل قوته ونشاطه، مع استحضار النية والروح الإيمانية الكاملة، حيث إن الوقوف بعرفة هو الركن الأعظم في الحج.
عبادات أخرى يُستحب الإكثار منها في يوم عرفة
فضل هذا اليوم لا يقتصر على الصيام فقط، بل يُستحب فيه:
- الإكثار من الذكر والدعاء والاستغفار
- قراءة القرآن الكريم
- الصلاة على النبي ﷺ
- الدعاء للأهل والأمة الإسلامية
- الدعاء بأحب الأدعية إلى الله ومنها:
- "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير"
ويُرجى في هذا اليوم أن تُستجاب الدعوات وتُرفع الأعمال الصالحة، لما لهذا اليوم من مكانة عظيمة عند الله.
دعوة للاغتنام والاستعداد
اختتمت دار الإفتاء بيانها بدعوة عامة للمسلمين: "اغتنموا يوم عرفة بما فيه من نفحات ربانية، وأقبلوا على الله بالطاعات والعبادات، فهو يوم عظيم يغفر الله فيه الذنوب، ويُعتق الرقاب، ويُرفع فيه الدرجات."
يوم عرفة هو فرصة سنوية للتقرب إلى الله، وإعادة ترتيب العلاقة معه عبر الصيام، الدعاء، والاستغفار. هو يوم المغفرة والرحمة والعطاء، فليحرص المسلمون على استثماره كما ينبغي، وليدعوا الله أن يبلغهم إياه ويعينهم على حسن استقباله واغتنامه.