في ظل ارتفاع درجات الحرارة التي تشهدها المملكة العربية السعودية خلال موسم الحج، تواصل الجهات المختصة تطوير وسائل وتقنيات جديدة لحماية الحجاج وتأمين راحتهم أثناء تأدية المناسك

 

استخدام رذاذ الماء لتخفيف الحرارة عن الحجاج في جبل عرفات: تجربة ميدانية ناجحة لحج أكثر أماناً

ومن أبرز هذه الوسائل التي أثبتت فعاليتها في السنوات الأخيرة، نظام رذاذ الماء الذي تم استخدامه بكثافة هذا العام في جبل عرفات، وذلك لتلطيف الأجواء ومواجهة الحرارة الشديدة التي قد تصل إلى أكثر من 40 درجة مئوية.

 

يُعد يوم عرفة من أهم أيام الحج، ويشهد توافد أعداد كبيرة من الحجاج إلى جبل عرفات لأداء ركن الوقوف بعرفة، وهو أحد الأركان الأساسية في فريضة الحج ومع كثافة التجمعات والطقس الصحراوي الحار، تبرز الحاجة إلى ابتكار حلول ميدانية فعالة تحافظ على سلامة الحجاج وتمنع تعرضهم لضربات الشمس أو الإجهاد الحراري.

 

أهمية استخدام أنظمة رذاذ الماء

نظام رذاذ الماء الذي استخدم في جبل عرفات يعتمد على إطلاق رذاذ ناعم من الماء في الهواء عبر فتحات موزعة على أعمدة وأجهزة مخصصة، ما يؤدي إلى تقليل درجة حرارة الهواء المحيط الرذاذ يساعد على تبريد الجسم بشكل غير مباشر من خلال تبخير جزيئات الماء على سطح الجلد، الأمر الذي يُسهم في خفض الشعور بالحرارة دون التسبب في ابتلال ملابس الحجاج.

 

هذه التقنية ليست جديدة، ولكن تطبيقها بهذا النطاق الواسع في موسم الحج يعكس حجم التخطيط والتنظيم الذي تقوده المملكة لتوفير بيئة آمنة للحجاج وقد أثبتت التجربة الميدانية هذا العام مدى فاعلية هذه الأنظمة، خاصة في ساعات الذروة بين العاشرة صباحًا والرابعة عصرًا، حين تبلغ درجات الحرارة أعلى مستوياتها.

 

جهود ميدانية متكاملة لحماية الحجاج

بالإضافة إلى أنظمة رش المياه، تم توفير آلاف المظلات الواقية التي وزعتها فرق الدعم الميداني في مختلف أرجاء المشاعر المقدسة. وشملت الجهود أيضاً توفير نقاط توزيع مياه الشرب المبردة في مواقع متعددة، إلى جانب نشر الفرق الطبية والإسعافية المتنقلة التي استعدت للتعامل مع أي حالة طارئة نتيجة الحرارة.

 

تعمل هذه الفرق ضمن منظومة تنسيق عالية تجمع بين وزارة الصحة، وزارة الحج والعمرة، هيئة الهلال الأحمر السعودي، وقوى الأمن، وذلك لضمان استجابة فورية وسريعة لأي طارئ. كما تم تخصيص فرق خاصة لرعاية كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، حيث يُعدّ هؤلاء الفئة الأكثر عرضة للمضاعفات الناتجة عن الحر الشديد.

 

تحذيرات صحية وتوعية مستمرة

أطلقت وزارة الصحة السعودية حملة توعوية موسعة تحت عنوان "حج بصحة"، شملت إرشادات حول كيفية التعامل مع الحرارة، وأهمية الترطيب المستمر، وتجنب أشعة الشمس المباشرة، واللجوء إلى الظل والمناطق المبرّدة.

 

الحملة اعتمدت على مختلف الوسائط، من خلال فرق توعوية في الميدان، وعبر شاشات إلكترونية داخل المشاعر، وكذلك على وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الرقمية.

 

من أبرز التوصيات التي تم التركيز عليها هي أهمية شرب الماء بشكل دوري دون انتظار الشعور بالعطش، وضرورة استخدام المظلات أثناء التنقل، وتجنب المشي حافي القدمين أو لمس الأسطح المكشوفة التي قد تكون شديدة السخونة.

 

كما أكدت الوزارة على ضرورة التبليغ الفوري عند الشعور بأي أعراض تشير إلى ضربات الشمس أو الإنهاك الحراري، مثل الدوخة أو الصداع أو الغثيان.