أفادت وكالة رويترز نقلاً عن الرئاسة التركية أن الرئيس رجب طيب أردوغان أبلغ نظيره الإيراني استعداد تركيا للعب دور الوسيط في المفاوضات النووية، وذلك في ظل تصاعد التوتر الإقليمي إثر هجمات متبادلة بين إيران وإسرائيل. يأتي هذا العرض في وقت تتزايد فيه المخاوف الدولية بشأن مستقبل البرنامج النووي الإيراني وإمكانية العودة إلى الاتفاق النووي الموقع عام 2015.

 

تأتي هذه المبادرة التركية في أعقاب تصريحات مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي أكد عدم وقوع أضرار إضافية بموقع محطة تخصيب الوقود في نطنز منذ يوم الجمعة الماضي. وأضاف المدير العام أن الوكالة لم ترصد أي ضرر بموقع محطة فوردو أو بمفاعل قيد الإنشاء في خونداب.

 

"الوكالة موجودة في إيران وعمليات التفتيش ستتواصل حالما تسمح ظروف السلامة بذلك."

كما أشاد بالتعاون وتبادل المعلومات بين السلطات الإيرانية والوكالة، محذراً من أن التصعيد العسكري يؤخر العمل الضروري نحو حل دبلوماسي.

 

 

في المقابل، أعلن الحرس الثوري الإيراني عن مقتل اثنين من قواته إثر هجوم إسرائيلي على منطقة إيجرود في محافظة زنجان شمال غربي البلاد. وقبل ذلك، أفادت وكالة أنباء مهر بأن الدفاعات الجوية في أصفهان تصدت فجر اليوم لمقذوفات معادية قرب منشأة نطنز النووية. ويأتي هذا التصعيد بعد إعلان الحرس الثوري الإيراني، مساء الأحد، عن اغتيال رئيس جهاز الاستخبارات الإيراني محمد كاظمي واثنين من زملائه، متهماً "الكيان الصهيوني" بالوقوف وراء العملية.

 

توازياً مع هذه التطورات الميدانية، أدلى المتحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية بتصريحات شديدة اللهجة، قائلاً:

"لنا بنك أهداف شامل وعلى الإسرائيليين عدم السماح باستخدامهم دروعا بشرية."

وأضاف: "هجماتنا تشمل مواقع حيوية ومقار سكنية للقادة والعلماء الصهاينة"، مشدداً على أن "الهجوم الصهيوني سيقابل برد صادم يشمل كل الأراضي المحتلة". كما ذكرت وسائل إعلام إيرانية أن الدفعة الصاروخية استهدفت مصانع أسلحة تابعة للاحتلال الإسرائيلي في حيفا المحتلة.

 

 

 

تعكس هذه التطورات المتسارعة حالة من عدم الاستقرار الإقليمي وتزيد من المخاوف بشأن إمكانية اندلاع صراع أوسع. في هذا السياق، تكتسب مبادرة الرئيس التركي أهمية خاصة، حيث تسعى تركيا إلى لعب دور فاعل في تهدئة التوترات وإيجاد حل دبلوماسي للأزمة النووية الإيرانية. ويبقى السؤال المطروح هو مدى استجابة الأطراف المعنية لهذا العرض التركي وقدرته على تحقيق تقدم ملموس نحو استئناف المفاوضات النووية.