تناقلت بعض المصادر غير الرسمية أن الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، قد وافق بشكل مبدئي على خطط لشن ضربات جوية تستهدف منشآت نووية إيرانية. تأتي هذه التسريبات في ظل تصاعد التوترات الإقليمية واستمرار برنامج إيران النووي المثير للجدل. ورغم عدم وجود تأكيد رسمي من أي جهة حكومية أمريكية، إلا أن هذه الأنباء أثارت قلقًا واسعًا في الأوساط السياسية والدبلوماسية. لا يمكن التأكد من صحة هذه المعلومات في الوقت الحالي، ويجب التعامل معها بحذر شديد.

سيناريوهات الضربة المحتملة

إذا صحت هذه الأنباء، فإن الضربة المحتملة قد تستهدف مواقع نووية رئيسية في إيران، بما في ذلك منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم، ومفاعل أراك للأبحاث. يعتقد الخبراء أن أي هجوم من هذا القبيل سيكون معقدًا للغاية، ويتطلب تخطيطًا دقيقًا لتجنب وقوع خسائر بشرية كبيرة وتقليل خطر انتشار التلوث الإشعاعي. من المرجح أن تستخدم الولايات المتحدة صواريخ كروز وطائرات بدون طيار في أي عملية عسكرية محتملة. ومع ذلك، فإن الدفاعات الجوية الإيرانية أصبحت أكثر تطوراً في السنوات الأخيرة، مما قد يزيد من صعوبة تنفيذ الضربة وتقليل فرص نجاحها.

ردود الفعل المحتملة

من المتوقع أن يكون رد الفعل الإيراني على أي ضربة أمريكية قاسياً ومباشراً. قد ترد إيران بشن هجمات صاروخية على القواعد الأمريكية في المنطقة، أو من خلال دعم الجماعات المسلحة التابعة لها في العراق وسوريا ولبنان. كما قد تهدد إيران بإغلاق مضيق هرمز، وهو ممر مائي حيوي لتجارة النفط العالمية. بالإضافة إلى ذلك، قد تتخذ إيران خطوات لتسريع برنامجها النووي، مما قد يؤدي إلى تفاقم الأزمة وزيادة خطر الانتشار النووي في المنطقة. من المهم الإشارة إلى أن أي تصعيد عسكري بين الولايات المتحدة وإيران قد يكون له تداعيات كارثية على الأمن والاستقرار الإقليميين والعالميين.

الدور الإقليمي والدولي

في حال تأكدت هذه الأنباء، فإن الدور الإقليمي والدولي سيكون حاسماً في احتواء الأزمة ومنع تفاقمها. من المرجح أن تسعى الدول الكبرى، مثل الصين وروسيا، إلى لعب دور الوساطة بين الولايات المتحدة وإيران. كما قد تضغط الدول الأوروبية على الجانبين لضبط النفس والعودة إلى طاولة المفاوضات. ومع ذلك، فإن فرص النجاح في هذه الوساطة قد تكون محدودة، نظراً للثقة المعدومة بين واشنطن وطهران. من الضروري أن تتكاتف جهود المجتمع الدولي لمنع وقوع حرب مدمرة في منطقة الشرق الأوسط.

مستقبل العلاقات الأمريكية الإيرانية

تبقى العلاقات الأمريكية الإيرانية في أسوأ حالاتها منذ عقود. فشلت الجهود الدبلوماسية لإحياء الاتفاق النووي الإيراني، وتصاعدت التوترات بين البلدين بسبب قضايا مختلفة، بما في ذلك برنامج إيران النووي، ودعمها للجماعات المسلحة في المنطقة، وانتهاكات حقوق الإنسان. أي ضربة أمريكية على منشآت إيران النووية ستزيد من تعقيد الوضع، وقد تؤدي إلى قطيعة دائمة بين البلدين. من الضروري أن تبحث الولايات المتحدة وإيران عن طرق جديدة للحوار والتفاهم، من أجل تجنب وقوع كارثة إقليمية.