في حوار حصري مع قناة فرانس24، ندد سفير إيران في فرنسا، محمد أمين نجاد، بالضربات الجوية التي نفذها الجيش الأمريكي صباح الأحد ضد ثلاثة مواقع نووية إيرانية، أبرزها موقع "فوردو". ووصف نجاد هذه الضربات بأنها "انتهاك صارخ للقوانين الدولية واعتداء على سيادة إيران وكرامة شعبها". وأكد السفير الإيراني أن "إيران لا تخوض حربا مع الولايات المتحدة الأمريكية"، مشددا على أن الهجمات الأمريكية تمثل "اعتداء على سيادة إيران وكرامة شعبها". وأضاف نجاد، الذي نادرا ما يتحدث لوسائل الإعلام الفرنسية، أن "إيران ليست في حالة حرب مع الولايات المتحدة. مثلما حدث مع الاعتداء الإسرائيلي على الأراضي الإيرانية، تعرضنا لاعتداء آخر من قبل الولايات المتحدة الأمريكية التي خرقت جميع القوانين والمعاهدات الدولية". وأكد أن إيران تعتبر هذه الهجمات بمثابة اعتداء غير مبرر، خاصة وأن المواقع المستهدفة كانت تخضع لرقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
نجاد: المواقع النووية الإيرانية كانت تحت رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية
أشار السفير الإيراني إلى أن "هذا الهجوم يمثل تعديا على القوانين الدولية وانتهاكا لكرامة الإيرانيين"، مضيفا أن "الطرف الذي كان من المفترض أن يحافظ على التوازن الدولي (ويقصد الولايات المتحدة الأمريكية) قد تخطى جميع الحدود وخرق جميع القوانين الدولية". وانتقد السفير الإيراني هذه الضربات، مشيرا إلى أن "هذه المواقع كانت تحت رقابة مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية منذ عام 2003، الذين أكدوا مرارا أن النشاطات النووية الإيرانية كانت سلمية ولم تكن أبدا لأغراض عسكرية". وأضاف: "لم تكن هناك مواقع نووية سرية في إيران. جميع المواقع كانت تحت رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهذا هو السبب الذي جعلنا نتوصل إلى اتفاق في 2015 مع الأوروبيين، الصين، الولايات المتحدة وروسيا. تعهدنا في هذا الاتفاق بأن يكون تخصيب اليورانيوم لأغراض مدنية بحتة وليس عسكرية، وذلك مقابل رفع العقوبات القاسية المفروضة على إيران". وأكد نجاد على التزام بلاده بالاتفاقات الدولية والسلمية في برنامجها النووي.
إيران تدرس الرد المناسب وتؤكد على سلمية برنامجها النووي
وفي سؤال عن كيفية رد إيران على الضربة الأمريكية، قال أمين نجاد: "حتى الآن، نحن بصدد تقييم حجم الأضرار والخسائر التي تعرضت لها المواقع الإيرانية من قبل الهيئات المختصة، وبعد ذلك سنقرر كيفية الرد، ومتى وأين سيكون". وأكد أنه "من المستبعد أن تستخدم إيران أسلحة دمار شامل لأن ذلك سيتسبب في المزيد من القتلى والدمار"، ولكنه أضاف: "الشعب الإيراني تعرض لانتهاك لكرامته وشرفه وافتخاره بتطوير برنامج نووي علمي وسلمي". وأكد نجاد أن الرد الإيراني سيكون مدروسا ومتناسبا مع حجم الاعتداء، مع التأكيد على أن إيران لا تسعى إلى التصعيد أو استخدام أسلحة دمار شامل. وشدد على أن بلاده تحتفظ بحقها في الرد على هذا الاعتداء بالطريقة التي تراها مناسبة.
السفير الإيراني يستبعد طلباً للدعم العسكري ويشير إلى المخاطر التي تواجهها القيادة الإيرانية
وفيما يخص إمكانية طلب إيران الدعم العسكري من حلفائها مثل باكستان أو الصين، استبعد السفير الإيراني ذلك، مؤكدا: "لن نطلب دعما عسكريا من هذه الدول، لكن إذا شعرت هذه الدول أو الأسرة الدولية بشكل عام أن السلم الدولي مهدد، فعليها أن تتحرك بما تراه مناسبا". وبخصوص المخاوف من اغتيال المرشد الأعلى علي خامنئي، أكد السفير الإيراني في فرنسا: "الجميع في إيران يشعرون بالخطر بعد أن قرر النظام الإسرائيلي مهاجمة إيران وقتل كل من فيها. هذا النظام الذي قتل للأسف 65 ألف شخص في غزة والضفة الغربية، من بينهم 5000 طفل". وأضاف: "كيف لا نشعر بالخطر عندما يسمح المجتمع الدولي لهذا النظام بالتصرف بهذا الشكل؟". وأكد نجاد على أن إيران قادرة على الدفاع عن نفسها وأنها لن تتردد في اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية قيادتها وشعبها.
نجاد ينفي سعي إيران للقضاء على إسرائيل ويؤكد على أهمية الحفاظ على السلم الدولي
كما نفى السفير الإيراني أن تكون بلاده تسعى "للقضاء" على إسرائيل أو "محوها من الخريطة"، مؤكدا: "هذا ليس خيارنا، واتهامنا بذلك غير صحيح. بالطبع، هناك العديد من الشعوب التي تندد بتصرفات إسرائيل وترفضها، ولكن ليس الدولة الإيرانية التي تقوم بذلك". وفيما يتعلق بقرار البرلمان الإيراني بشأن إغلاق مضيق هرمز كرد على الضربات الأمريكية، أوضح السفير الإيراني أن "القرار النهائي سيتخذ من قبل السلطات العليا في البلاد، بما في ذلك مجلس الأمن القومي الإيراني". وأكد نجاد في ختام حديثه على أهمية الحفاظ على السلم الدولي وتجنب التصعيد، مشددا على أن إيران ملتزمة بالحلول الدبلوماسية وتسعى إلى تحقيق الاستقرار في المنطقة.