أكد رئيس الوزراء العراقي، في بيان أوردته وكالة الأنباء العراقية (واع)، اليوم الأربعاء، أن العراق يمضي قدماً في بناء منظومة دفاع جوي متكاملة، وذلك من خلال تعاقدات جديدة تهدف إلى تأمين الأجواء العراقية. وأشار إلى أن العراق يتبنى دبلوماسية هادئة متوازنة، ويعمل على إيصال رسائله إلى الأصدقاء والشركاء حول خطورة الوضع في المنطقة، مع التأكيد على أن السيادة العراقية غير خاضعة للمساومة.

 

تأتي هذه التصريحات في ظل التوترات الإقليمية المتزايدة، وحرص العراق على الحفاظ على استقلاليته وحماية مصالحه الوطنية. وشدد على أهمية استقرار العراق للمنطقة بأسرها، مؤكداً أن اتساع رقعة الحرب سيؤدي إلى الإضرار بأمن واستقرار العراق، ويؤثر على إمدادات الطاقة وتصدير النفط لدول المنطقة. يعتبر هذا التأكيد على بناء منظومة دفاع جوي متكاملة خطوة مهمة نحو تعزيز قدرات العراق الدفاعية وحماية أجوائه من أي تهديدات محتملة.

 

كما يعكس حرص الحكومة العراقية على الاستثمار في البنية التحتية الأمنية لضمان استقرار البلاد وأمن مواطنيها. إن الدبلوماسية المتوازنة التي يتبناها العراق تعتبر ضرورية في ظل التحديات الإقليمية المعقدة، حيث يسعى العراق إلى الحفاظ على علاقات جيدة مع جميع الأطراف الفاعلة في المنطقة، مع التأكيد على سيادته واستقلاليته.

 

وأوضح رئيس الوزراء أن "العراق مستمر في دعم القضية الفلسطينية، واستطعنا المحافظة على قرار السلم والحرب الذي تملكه الدولة ومؤسساتها الشرعية". وأشار إلى أن العراق يمتلك علاقات جيدة مع إيران والولايات المتحدة، وكلاهما يقدران أهمية استقراره، وعدم زجه في أي صراع ضمن التوتر بينهما. هذه التصريحات تعكس التزام العراق بدعم القضايا العادلة في المنطقة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، مع التأكيد على أهمية الحفاظ على استقلالية القرار العراقي في مسائل السلم والحرب. كما يوضح حرص العراق على بناء علاقات متوازنة مع القوى الإقليمية والدولية، بما يخدم مصالحه الوطنية ويساهم في تحقيق الاستقرار في المنطقة.

 

إن العلاقات الجيدة التي يتمتع بها العراق مع إيران والولايات المتحدة تعتبر رصيداً مهماً يمكن الاستفادة منه في تعزيز الحوار والتعاون الإقليمي، وتجنب التصعيد والنزاعات. يؤكد هذا النهج الدبلوماسي على دور العراق كعامل استقرار في المنطقة، وقدرته على لعب دور الوساطة في حل النزاعات الإقليمية.

 

وحذر السوداني من أن "العمل على انهيار النظام في إيران سيؤدي إلى تداعيات خطيرة على عموم المنطقة"، مؤكداً أن "وجود نتنياهو في الحكومة الإسرائيلية مبعث قلق للمنطقة، وسعيه المستمر لخلق المشاكل ونشوب الصراعات". هذه التصريحات تعكس قلق العراق من التطورات الإقليمية السلبية، وتأثيرها المحتمل على استقرار المنطقة. ويؤكد رئيس الوزراء على أن أي محاولة لزعزعة الاستقرار في إيران ستكون لها تداعيات خطيرة على المنطقة بأسرها، مما يستدعي الحذر والتعامل بحكمة مع هذه القضية.

 

كما يعبر عن قلق العراق من السياسات التي يتبعها رئيس الوزراء الإسرائيلي، والتي تهدف إلى خلق المشاكل ونشوب الصراعات في المنطقة. هذه التصريحات تعكس حرص العراق على الحفاظ على الاستقرار الإقليمي، وتجنب أي تصعيد أو نزاعات قد تؤدي إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية والأمنية في المنطقة.

 

وفيما يتعلق بملف التحالف الدولي، لفت السوداني إلى أن "مهمة التحالف الدولي بالعراق ستنتهي في سبتمبر 2026، ونجري حوارات مع دول التحالف للانتقال الى علاقات امنية ثنائية". وتابع: "عقدنا جولتين من الحوار مع الولايات المتحدة في بغداد وواشنطن، وسنعقد الجولة الثالثة لصياغة شكل العلاقة الأمنية، وفق الدستور والقانون". هذه التصريحات تحدد الإطار الزمني لإنهاء مهمة التحالف الدولي في العراق، والانتقال إلى علاقات أمنية ثنائية مع دول التحالف. ويعكس هذا التوجه رغبة العراق في تولي مسؤولية أمنه بشكل كامل، مع الاستمرار في التعاون مع الشركاء الدوليين في مجال التدريب والتسليح وتبادل المعلومات. إن الحوارات الجارية مع الولايات المتحدة تهدف إلى صياغة شكل العلاقة الأمنية المستقبلية، بما يتوافق مع الدستور والقانون العراقيين، ويحقق المصالح المشتركة للبلدين. يعتبر هذا الانتقال خطوة مهمة نحو تعزيز السيادة العراقية، وتطوير القدرات الأمنية العراقية، وتمكينها من مواجهة التحديات الأمنية بشكل مستقل.

 

وأكد السوداني أن "الانتخابات تؤكد المسار الديمقراطي، وهي رسالة مهمة للداخل والخارج، والحكومة حريصة على إجرائها في موعدها وتهيئة متطلباتها كافة". وأوضح، أن "مشاركتنا بالانتخابات مسؤولية وطنية، ولدينا رؤية باستكمال مشروعنا على أسس تضع مصالح العراقيين في الأولوية. مؤكدا حققنا إنجازات ونسباً متقدمة في أعمال البناء والإعمار في بغداد والمحافظات، رغم كل التحديات". وأشار إلى أن "هناك دورا مهما وفاعلا للقطاع الخاص، وحجم الاستثمارات العربية والأجنبية تجاوز 88 مليار دولار خلال العامين الماضيين". هذه التصريحات تؤكد التزام الحكومة العراقية بالمسار الديمقراطي، وإجراء الانتخابات في موعدها المحدد، وتوفير كافة المتطلبات اللازمة لضمان نزاهتها وشفافيتها. ويعتبر رئيس الوزراء أن المشاركة في الانتخابات مسؤولية وطنية، وأن الحكومة لديها رؤية واضحة لاستكمال مشروعها على أسس تضع مصالح العراقيين في الأولوية.

 

كما يشير إلى الإنجازات التي تحققت في مجال البناء والإعمار، على الرغم من التحديات الكبيرة التي تواجه البلاد. ويؤكد على أهمية دور القطاع الخاص في تحقيق التنمية الاقتصادية، مشيراً إلى أن حجم الاستثمارات العربية والأجنبية قد تجاوز 88 مليار دولار خلال العامين الماضيين. هذا يعكس ثقة المستثمرين في الاقتصاد العراقي، وقدرته على تحقيق النمو والازدهار.