أكد المرشح الرئاسي الإيراني، مسعود بزشكيان، على خطورة نشوب أي حرب جديدة في منطقة الشرق الأوسط، مشيراً إلى أنها ستزيد من حالة عدم الاستقرار الإقليمي وتعمق الأزمات القائمة. تأتي تصريحات بزشكيان في ظل تصاعد التوترات الإقليمية وتزايد المخاوف من اندلاع صراعات جديدة، خصوصاً مع استمرار التوترات بين إيران وإسرائيل والولايات المتحدة. وشدد بزشكيان على ضرورة اتباع الدبلوماسية والحوار كسبيل وحيد لحل الخلافات وتجنب المزيد من التصعيد. يعتبر بزشكيان من الشخصيات السياسية المعتدلة في إيران، ويعرف بدعوته إلى الانفتاح على العالم وتحسين العلاقات مع الدول الأخرى. يرى مراقبون أن تصريحاته تعكس قلقاً متزايداً داخل إيران من تداعيات أي مواجهة عسكرية محتملة على البلاد والمنطقة بأكملها. من المتوقع أن يكون هذا الملف حاضراً بقوة في المناظرات الانتخابية المقبلة، حيث سيسعى المرشحون إلى تقديم رؤاهم حول كيفية التعامل مع التحديات الأمنية والسياسية التي تواجه إيران.

 

استئناف المفاوضات مع الولايات المتحدة بشروط

أشار بزشكيان إلى إمكانية استئناف المفاوضات مع الولايات المتحدة، لكنه وضع شرطاً أساسياً لتحقيق ذلك، وهو تقديم واشنطن ضمانات بعدم السماح لإسرائيل بمهاجمة إيران مرة أخرى. وأكد أن أي حرب جديدة لن تصب في مصلحة الولايات المتحدة، وأن الحوار والتفاوض هما الخيار الأمثل لحل الخلافات القائمة. هذا الشرط يعكس مخاوف إيران من تكرار الهجمات الإسرائيلية على أراضيها، والتي كان آخرها الهجوم الذي استهدف القنصلية الإيرانية في دمشق. تعتبر هذه المطالب بمثابة اختبار جدي للإدارة الأمريكية، التي تسعى إلى احتواء التوترات في المنطقة وتجنب المزيد من التصعيد. في الوقت نفسه، يرى البعض أن هذه الشروط قد تكون صعبة التحقيق، نظراً للعلاقات الوثيقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل. ومع ذلك، فإن طرح هذه المطالب يظهر رغبة إيران في إيجاد حلول دبلوماسية للأزمة، وتجنب الانزلاق إلى حرب شاملة.

 

التحقق من البرنامج النووي الإيراني

أعرب بزشكيان عن استعداد إيران لإجراء محادثات حول التحقق من برنامجها النووي، مؤكداً أن بلاده ملتزمة بالشفافية والتعاون مع المجتمع الدولي. هذه التصريحات تأتي في ظل استمرار الجدل حول طبيعة البرنامج النووي الإيراني، ومخاوف بعض الدول من أن إيران تسعى إلى تطوير أسلحة نووية. لطالما نفت إيران هذه الاتهامات، وأكدت أن برنامجها النووي مخصص للأغراض السلمية، مثل إنتاج الطاقة والأغراض الطبية. ومع ذلك، فإن استئناف المحادثات حول التحقق من البرنامج النووي يمكن أن يساهم في تهدئة المخاوف وتخفيف التوترات. يعتبر هذا الملف من أبرز الملفات الخلافية بين إيران والدول الغربية، وقد يكون حاسماً في تحديد مستقبل العلاقات بين الطرفين. من المتوقع أن تشارك الوكالة الدولية للطاقة الذرية في هذه المحادثات، للإشراف على عمليات التفتيش والتحقق.

 

تأثير الحرب على مصالح الولايات المتحدة

شدد بزشكيان على أن أي حرب جديدة في المنطقة لن تصب في مصلحة الولايات المتحدة، مؤكداً أن مثل هذه الحرب ستزيد من حالة عدم الاستقرار وتعمق الأزمات الإقليمية. يرى مراقبون أن هذه التصريحات تعكس قلقاً إيرانياً من تداعيات أي تصعيد عسكري على المصالح الأمريكية في المنطقة، والتي تشمل حماية حلفائها وضمان تدفق النفط. لطالما سعت الولايات المتحدة إلى الحفاظ على الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، باعتبارها منطقة حيوية لأمنها القومي واقتصادها. ومع ذلك، فإن التدخلات العسكرية الأمريكية في المنطقة في الماضي أدت في كثير من الأحيان إلى نتائج عكسية، وزادت من حالة عدم الاستقرار والتطرف. لذلك، فإن بزشكيان يحذر من تكرار هذه الأخطاء، ويدعو إلى اتباع نهج دبلوماسي يعتمد على الحوار والتفاوض.

 

الدعوة إلى الحوار وتجنب التصعيد

في الختام، دعا مسعود بزشكيان إلى تغليب لغة الحوار والدبلوماسية على لغة السلاح، مؤكداً أن هذا هو السبيل الوحيد لتجنب المزيد من التصعيد وتحقيق الاستقرار في المنطقة. تصريحاته تعكس رغبة في إيجاد حلول سلمية للأزمة، وتجنب الانزلاق إلى حرب شاملة ستكون لها تداعيات كارثية على الجميع. يبقى أن نرى ما إذا كانت هذه الدعوة ستلقى آذاناً صاغية في واشنطن وطهران، وهل ستنجح الأطراف المعنية في إيجاد أرضية مشتركة للحوار والتفاوض. مستقبل المنطقة يعتمد على ذلك، فهل سيتمكن القادة من تجاوز الخلافات وتغليب المصالح المشتركة؟ هذا ما ستكشف عنه الأيام القادمة. الاستقرار الإقليمي و الحوار الدبلوماسي هما المفتاح لحل الأزمة. تجنب الحرب هو الهدف الأسمى. المفاوضات النووية ضرورية لضمان السلام. ضمانات أمريكية مطلوبة لتهدئة المخاوف الإيرانية.