العرج العصبي، أو ما يُعرف بـ "العرج الكاذب"، هو حالة طبية تنجم عن الضغط على الأعصاب الشوكية في منطقة العمود الفقري القطني (أسفل الظهر). هذا الضغط يؤدي إلى ظهور ألم متقطع في الساقين، وقد يمتد إلى أسفل الظهر والأرداف. غالبًا ما يرتبط العرج الكاذب بتضيق العمود الفقري القطني، وهي حالة تحدث عندما تصبح المساحة داخل عظام العمود الفقري القطني ضيقة جدًا، مما يضغط على الأعصاب. بحسب موقع "Very well health"، يعتبر العرج العصبي متلازمة أو مجموعة أعراض ناتجة عن انضغاط العصب الشوكي، بينما يصف تضيق القناة الشوكية تضيق الممر الشوكي، ويمكن علاجهما معًا، وغالبًا ما يؤثر تضيق القناة الشوكية على كبار السن.
أعراض العرج العصبي
تتنوع أعراض العرج العصبي، ولكنها تتميز بشكل رئيسي بالألم العصبي الذي يشعر به المريض، وعادةً ما يكون الألم موجودًا في كلتا الساقين. بالإضافة إلى الألم، قد يعاني المريض من أعراض أخرى مثل: ألم حاد أو مؤلم أو حارق يمتد إلى الأطراف السفلية، إحساس بالحرقان أو الخدر والوخز، تعب وضعف في الساق، إحساس بثقل في الساق، وتشنجات الساق. الألم الناتج عن العرج العصبي غالبًا ما يكون متقطعًا، أي أنه يظهر ويختفي تبعًا لحركات أو أنشطة معينة. على سبيل المثال، الوقوف أو المشي، أو نزول السلالم أو ثني العمود الفقري للخلف قد يزيد من حدة الألم، بينما الجلوس أو صعود السلالم، أو الانحناء للأمام قد يخفف الألم.
أسباب الإصابة بالعرج العصبي
السبب الرئيسي للعرج العصبي هو انضغاط الأعصاب الشوكية. في معظم الحالات، يكون تضيق العمود الفقري القطني (LSS) هو السبب وراء هذا الانضغاط. تضيق القناة الشوكية عادة ما يكون نتيجة لتدهور العمود الفقري القطني مع التقدم في العمر، ولكن هناك أسباب أخرى قد تؤدي إلى تضيق القناة الشوكية، مثل: صدمة العمود الفقري (نتيجة لحادث سيارة أو إصابة أخرى)، انزلاق غضروفي في العمود الفقري، هشاشة العظام في العمود الفقري، التهاب الفقرات التصلبي، النتوءات العظمية، وأورام العمود الفقري (حميدة أو خبيثة). نظرًا لأن العرج العصبي يرتبط غالبًا بالشيخوخة وتدهور العمود الفقري، فإنه يميل إلى التأثير على كبار السن، وخاصةً من هم في الستينيات والسبعينيات من العمر.
علاج العرج العصبي
يهدف علاج العرج العصبي إلى تخفيف الألم وتحسين قدرة المريض على الحركة. تشمل خيارات العلاج مجموعة متنوعة من الأساليب، بدءًا من العلاجات التحفظية وصولًا إلى التدخل الجراحي. تشمل العلاجات التحفظية: مسكنات الألم ومضادات الالتهاب غير الستيرويدية التي تساعد على تخفيف الألم والالتهاب، العلاج الطبيعي الذي يهدف إلى تقوية العضلات المحيطة بالعمود الفقري وتحسين وضعية الجسم، بالإضافة إلى تمارين التمدد وتمارين الأيروبيك. يمكن أيضًا استخدام حقن الستيرويد فوق الجافية، حيث يتم حقن الكورتيزون في الجزء الخارجي من العمود الفقري لتخفيف الالتهاب والألم. إذا لم تنجح العلاجات الأخرى وكانت الأعراض تؤثر بشكل كبير على جودة حياة المريض، قد يتم اللجوء إلى الجراحة، مثل استئصال الصفيحة الفقرية، والتي تهدف إلى تخفيف الضغط على العمود الفقري القطني.
تحسين المشي مع العرج العصبى
تُعد مشاكل المشي علامةً مميزةً على العرج العصبى، و يعد تحسين مسافة المشي هدفًا أساسيًا للعلاج. قد يكون المشي مفيدًا للأشخاص المصابين بالعرج العصبي، ولكن قد يتطلب التمرين إشرافًا لدى البعض، مثل المشي على جهاز المشي مع دعم وزن الجسم أثناء جلسات العلاج الطبيعي. من المهم استشارة الطبيب أو أخصائي العلاج الطبيعي لتحديد البرنامج المناسب للمشي والتمارين الرياضية التي تتناسب مع حالة المريض وقدراته. بالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدام بعض الأدوات المساعدة مثل العصا أو المشاية لتحسين التوازن وتقليل الضغط على العمود الفقري أثناء المشي.