تترقب الأوساط المالية في المملكة العربية السعودية هذا الأسبوع حدثا مهما يتمثل في بدء بنك الرياض أحد أعمدة القطاع المصرفي توزيع أرباح نقدية سخية على مساهميه تتجاوز قيمتها 2.5 مليار ريال سعودي تأتي هذه الخطوة التي حظيت بموافقة الجمعية العامة غير العادية للبنك بناء على توصية من مجلس الإدارة لتعكس الأداء المالي القوي والمستقر للبنك وتتزامن مع موجة إعلانات توزيع أرباح مماثلة من كبرى الشركات السعودية عن النصف الثاني من عام 2023.
تفاصيل التوزيع المنتظر
وفقا لما أعلنه بنك الرياض رسميا عبر منصة تداول السعودية فإن عملية توزيع الأرباح النقدية ستبدأ فعليا يوم الخميس الموافق 24 إبريل الجاري تبلغ قيمة الربح الموزع 0.9 ريال لكل سهم أي ما يعادل 9% من القيمة الاسمية للسهم ويصل إجمالي المبلغ المخصص للتوزيع إلى نحو 2.69 مليار ريال سعودي يعكس هذا المبلغ الضخم قدرة البنك على تحقيق عوائد مجدية لمساهميه ويؤكد متانة مركزه المالي تجدر الإشارة إلى أن سرعة إقرار وبدء التوزيع بعد أيام قليلة من اجتماع الجمعية العامة تعكس الكفاءة الإدارية والمالية للبنك والتزامه بتعزيز ثقة المستثمرين.
من هم المستحقون للارباح
حدد البنك بوضوح أن الأحقية في هذه الأرباح ستكون للمساهمين المسجلين في سجلات البنك لدى مركز إيداع الأوراق المالية بنهاية ثاني يوم تداول يلي تاريخ انعقاد الجمعية العامة التي أقرت التوزيع يصل عدد الأسهم المستحقة لهذه الأرباح إلى حوالي 2.995 مليار سهم وهو رقم يدل على القاعدة الواسعة من المساهمين وحجم رأس المال الكبير للبنك تتم عملية التوزيع بشفافية تامة حيث يحصل كل مساهم على نصيبه بناء على عدد الأسهم التي يمتلكها فمثلا من يمتلك ألف سهم سيستلم 900 ريال تضمن هذه الآلية العدالة لجميع فئات المساهمين كبارا وصغارا.
اهمية هذه التوزيعات للسوق والمساهمين
يحمل إعلان بنك الرياض عن توزيع أرباح بهذا الحجم دلالات إيجابية متعددة فهو أولا شهادة على نجاح استراتيجيات البنك وقدرته على تحقيق نمو مستدام في الأرباح مما يعزز مكانته في القطاع المصرفي وثانيا تساهم هذه التوزيعات الضخمة في ضخ سيولة نقدية كبيرة في شرايين الاقتصاد السعودي وهو ما قد ينعش الاستهلاك والاستثمار ويدعم بشكل غير مباشر أهداف رؤية 2030 المتعلقة بتنويع الاقتصاد كما أن هذا السخاء في التوزيع قد يحفز شركات ومؤسسات أخرى على اتباع نهج مماثل مما يعود بالنفع على السوق ككل.
نظرة مستقبلية
بالنسبة للمساهمين تمثل هذه الأرباح دخلا إضافيا يعزز قدرتهم المالية أو يمكنهم من إعادة استثمارها أما للمؤسسات الاستثمارية فهي تأكيد على سلامة قراراتهم الاستثمارية في بنك الرياض بشكل عام تعزز هذه الخطوة جاذبية السوق المالية السعودية كوجهة استثمارية آمنة ومربحة للمستثمرين المحليين والدوليين ومع استمرار الأداء المالي القوي لبنك الرياض يتوقع أن تستمر سياسة توزيع الأرباح المجزية مما يرسخ مكانته كخيار استثماري موثوق ومفضل في السوق السعودي.