يشهد القطاع الصحي في السودان تدهورًا كارثيًا نتيجة للحرب الدائرة بين القوات المسلحة السودانية وميليشيا الدعم السريع. وقد أدى النزاع إلى توقف العديد من المرافق الصحية عن العمل، إما بسبب العمليات العسكرية المباشرة أو الاستهداف المتعمد للمستشفيات والمراكز الطبية. وتعتبر ولايتي دارفور وكردفان الأكثر تضررًا، حيث تشهدان دمارًا واسع النطاق في البنية التحتية الصحية، في ظل سيطرة الدعم السريع على مناطق واسعة منهما. شبكة أطباء السودان حذرت من انهيار وشيك للقطاع الصحي في هذه الولايات، مؤكدة أن 90% من المرافق الطبية قد دُمرت أو توقفت عن العمل. هذا الانهيار يهدد حياة ملايين المدنيين، خصوصًا الأطفال والنساء وذوي الأمراض المزمنة، الذين يعتمدون على هذه المرافق لتلقي العلاج والرعاية الصحية الأساسية. الوضع يزداد تعقيدًا مع نزوح الكوادر الطبية وتوقف الإمدادات الطبية، مما يجعل من الصعب تقديم أي شكل من أشكال الرعاية الصحية للمحتاجين.

 

اعتداءات متزايدة على السكان انهيار وشيك للقطاع الصحي في السودان.. 90% من مستشفيات دارفور وكردفان خارج الخدمة

القطاع الصحي في السودان يواجه انهيارًا وشيكًا نتيجة للحرب الدائرة بين القوات المسلحة السودانية وميليشيا الدعم السريع. الأعمال العسكرية والاستهداف المتعمد للمرافق الطبية والمستشفيات أدت إلى توقف العديد من المرافق عن العمل. ولايات دارفور وكردفان تعانيان بشكل خاص، حيث تسيطر قوات الدعم السريع على أجزاء واسعة منها. شبكة أطباء السودان حذرت من أن 90% من المرافق الطبية في هذه الولايات قد دمرت أو أصبحت خارج الخدمة. هذا الوضع يهدد حياة الملايين من المدنيين، خاصة الأطفال والنساء وذوي الأمراض المزمنة، الذين يعتمدون على هذه المرافق لتلقي العلاج والرعاية الصحية الضرورية. الوضع الإنساني يتدهور بسرعة، وهناك حاجة ماسة إلى تدخل عاجل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من النظام الصحي المتهالك.

 

تدهور الخدمات الصحية في دارفور وكردفان

تقرير صادر عن شبكة أطباء السودان يكشف عن وقوع 136 هجومًا على مرافق الرعاية الصحية منذ اندلاع النزاع في 15 أبريل 2023 حتى نهاية العام، مما أسفر عن مقتل 238 شخصًا وإصابة 214 آخرين. في النصف الأول من العام السابق، وقع 13 هجومًا على المنشآت الطبية، مما أدى إلى مقتل 16 فردًا وإصابة 148 آخرين، وفقًا لمنظمة إنقاذ الطفولة. هذه الهجمات الممنهجة على المرافق الطبية تعيق بشدة قدرة النظام الصحي على الاستجابة للاحتياجات المتزايدة للسكان. التقرير يحذر من قرب الانهيار شبه الكامل للمنظومة الصحية في مواقع سيطرة الدعم السريع، بسبب استمرار خروج غالبية المرافق الطبية عن الخدمة، وتوقف المستشفيات، ونزوح آلاف الكوادر الطبية من البلاد. الوضع يتطلب تحركًا دوليًا فوريًا لضمان حماية المرافق الطبية والعاملين في المجال الصحي، وتوفير الدعم اللازم لإعادة تأهيل هذه المرافق وتشغيلها.

 

نقص الإمدادات وتحديات الاستجابة

التقارير الميدانية الواردة من مختلف ولايات السودان تشير إلى أن النظام الصحي يمر بأسوأ مراحله منذ بدء الصراع. معظم المناطق أصبحت خارج التغطية الصحية الفعلية، في ظل غياب شبه تام للخدمات الأساسية، ونقص حاد في الإمدادات، وفقدان القدرة على الاستجابة للحالات الطارئة أو الأمراض المزمنة أو الوبائية. في ولاية الخرطوم، المرافق الصحية معطلة بنسبة تتراوح بين 75-85%، بينما تم تدمير أو إغلاق أكثر من 90% من المرافق الصحية في بعض ولايات دارفور، خصوصًا في غرب وجنوب وشمال دارفور. حتى في ولاية الجزيرة، تضررت مستشفيات وإغلاق ما يصل إلى 60% من المرافق الطبية. الولايات الشرقية تواجه ضغطًا هائلًا على البنية الصحية نتيجة للنزوح الواسع للمدنيين من مناطق النزاعات. هذا النقص الحاد في الإمدادات والخدمات الصحية يعرض حياة الملايين للخطر، ويتطلب تدخلًا عاجلًا لتوفير المساعدات الطبية والإنسانية اللازمة.

 

انتشار الأوبئة وتفاقم الأزمة

تتزايد الهجمات على المنشآت الطبية في وقت يُكافح فيه النظام الصحي أوبئة عديدة، في مقدمتها الكوليرا، التي أصابت أكثر من 85 ألف شخص منذ يوليو 2024، وأودت بحياة 2,121 شخصًا. بالإضافة إلى ذلك، يرزح النظام الصحي تحت وطأة انتشار كبير لعدد من الأوبئة الأخرى مثل حمى الضنك والحصبة. وزارة الصحة السودانية كشفت عن تزايد انتشار هذه الأمراض على نطاق واسع، وسط نقص في الأدوية والمستلزمات الطبية. تم تسجيل 603 إصابات بالكوليرا خلال أسبوع واحد فقط، مما رفع إجمالي الحالات إلى 85,531 حالة، تتضمن 2,145 وفاة. كما ارتفعت إصابات حمى الضنك إلى 13,314 إصابة، تشمل 21 حالة وفاة، وزادت حالات الحصبة إلى 2,547 إصابة، بينها 6 حالات وفاة. هذا الانتشار المتزايد للأوبئة يضع ضغطًا إضافيًا على النظام الصحي المتهالك، ويتطلب استجابة عاجلة وفعالة للحد من انتشار الأمراض وإنقاذ الأرواح.

 

دعوات للتحرك العاجل

شبكة أطباء السودان دعت إلى إتاحة ممرات إنسانية آمنة لتوصيل الإمدادات الطبية إلى المناطق المنكوبة، وتوفير دعم مالي ولوجستي عاجل لإعادة تأهيل المستشفيات والمراكز الصحية الحيوية. كما شدد التقرير على ضرورة إرسال فرق طبية طارئة لتعويض النقص الحاد في الكوادر بالمناطق المتضررة، والضغط على الأطراف المتحاربة لوقف استهداف المرافق الصحية وضمان حيادها الكامل. مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية "أوتشا" حذر من تعرّض 33.5 مليون شخص بينهم 5.7 مليون طفل، لخطر الإصابة بالكوليرا. الوضع في السودان يتطلب تحركًا دوليًا موحدًا ومنسقًا لتوفير الدعم اللازم لإنقاذ النظام الصحي وحماية المدنيين. يجب على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤوليته في تقديم المساعدات الطبية والإنسانية، والضغط على الأطراف المتحاربة لوقف العنف وضمان وصول المساعدات إلى المحتاجين. الوقت ينفد، وهناك حاجة ماسة إلى اتخاذ إجراءات فورية لإنقاذ حياة الملايين من السودانيين.

 

افق الصحية: أرقام صادمة تكشف حجم الكارثة

كشف تقرير صادر عن شبكة أطباء السودان عن وقوع 136 هجومًا على مرافق الرعاية الصحية منذ اندلاع النزاع في 15 أبريل 2023، وحتى نهاية العام نفسه. هذه الاعتداءات أسفرت عن مقتل 238 شخصًا وإصابة 214 آخرين، مما يسلط الضوء على حجم المخاطر التي تواجه العاملين في المجال الصحي والمرضى على حد سواء. بالإضافة إلى ذلك، وقع 13 هجومًا على المنشآت الطبية خلال النصف الأول من العام السابق، مما أدى إلى مقتل 16 فردًا وإصابة 148 آخرين، وفقًا لمنظمة إنقاذ الطفولة. هذه الأرقام الصادمة تعكس استهدافًا ممنهجًا للقطاع الصحي، مما يزيد من صعوبة تقديم الخدمات الطبية ويؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية. وتعتبر هذه الاعتداءات انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، الذي يحمي المرافق الطبية والعاملين فيها والمرضى في أوقات النزاع.

 

نقص حاد في الخدمات والإمدادات: الخرطوم والجزيرة تعانيان أيضًا

لا تقتصر الأزمة الصحية على دارفور وكردفان، بل تمتد لتشمل ولايات أخرى مثل الخرطوم والجزيرة. تشير التقارير الميدانية إلى أن النظام الصحي في ولاية الخرطوم معطل بنسبة تتراوح بين 75-85%، مما يعني أن معظم السكان لا يحصلون على الرعاية الصحية اللازمة. وفي ولاية الجزيرة، تضررت مستشفيات وأُغلقت ما يصل إلى 60% من المرافق الطبية. أما في ولايات كردفان، فقد توقفت نصف المرافق أو خفّضت عملها بقدرة منخفضة جدًا. هذا النقص الحاد في الخدمات والإمدادات الطبية يؤدي إلى تفاقم الأوضاع الصحية ويزيد من معاناة السكان. كما تواجه الولايات الشرقية ضغطًا هائلًا على البنية الصحية نتيجة للنزوح الواسع للمدنيين من مناطق النزاعات، مما يزيد من صعوبة تقديم الخدمات الطبية للمحتاجين.

 

الأوبئة تفتك بالسكان: الكوليرا وحمى الضنك والحصبة تهدد حياة الآلاف

في ظل تدهور الأوضاع الصحية، يرزح السودان تحت وطأة انتشار كبير لعدد من الأوبئة، أبرزها الكوليرا وحمى الضنك والحصبة. وقد أصابت الكوليرا أكثر من 85 ألف شخص منذ يوليو 2024، وأودت بحياة 2,121 شخصًا. كما ارتفعت حالات حمى الضنك إلى 13,314 إصابة، تشمل 21 حالة وفاة، وتفشّى الوباء في 45 محلية تقع في 10 ولايات. بالإضافة إلى ذلك، زادت حالات الحصبة إلى 2,547 إصابة، بينها 6 حالات وفاة، رُصدت في 38 محلية تقع في 11 ولاية. هذا الانتشار الواسع للأوبئة يهدد حياة الآلاف من السكان، خصوصًا الأطفال والنساء وكبار السن، الذين يعانون من ضعف المناعة ونقص التغذية. وتزداد خطورة الوضع مع نقص الأدوية والمستلزمات الطبية، مما يجعل من الصعب مكافحة هذه الأوبئة والحد من انتشارها.

 

دعوات عاجلة للتحرك: إنقاذ ما تبقى من النظام الصحي

في ظل هذه الأوضاع الكارثية، دعت شبكة أطباء السودان إلى إتاحة ممرات إنسانية آمنة لتوصيل الإمدادات الطبية إلى المناطق المنكوبة، وتوفير دعم مالي ولوجستي عاجل لإعادة تأهيل المستشفيات والمراكز الصحية الحيوية. كما شدد التقرير على ضرورة إرسال فرق طبية طارئة لتعويض النقص الحاد في الكوادر بالمناطق المتضررة، والضغط على الأطراف المتحاربة لوقف استهداف المرافق الصحية وضمان حيادها الكامل. إن التحرك العاجل والفعال هو السبيل الوحيد لإنقاذ ما تبقى من النظام الصحي في السودان وتجنب كارثة إنسانية واسعة النطاق. يجب على المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية تكثيف جهودها لتقديم المساعدة الطبية والإنسانية اللازمة للشعب السوداني، والعمل على وقف النزاع وحماية المدنيين والمرافق الصحية. الوضع يتطلب استجابة فورية ومنسقة لإنقاذ الأرواح وتخفيف المعاناة.