الصلاة عمود الدين، وهي الركن الأعظم بعد الشهادتين، وهي الصلة المباشرة بين العبد وربه. قال الله تعالى: (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ) (البقرة: 45). هذه الآية الكريمة تدل على أهمية الصلاة في تيسير الأمور وتخفيف الهموم. فالصلاة ليست مجرد حركات وأقوال، بل هي عبادة قلبية وجسدية، تهذب النفس وتزكيها، وتعين المسلم على مواجهة صعاب الحياة. وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة، كما ورد في الحديث الصحيح: "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر صلى". فالصلاة هي الملجأ والملاذ في كل وقت وحين، وهي مصدر القوة والثبات في وجه التحديات. إنها وقود الروح الذي يمدنا بالطاقة الإيمانية لمواصلة طريق الخير والسعادة.
فضل الصلاة وأثرها في حياة المسلم
الصلاة ليست مجرد فريضة، بل هي نعمة عظيمة ومنحة ربانية. إنها تطهر القلب من أدران الدنيا، وتزيل الهموم والأحزان، وتجلب السكينة والطمأنينة. قال تعالى: (إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ) (العنكبوت: 45). فالصلاة الحقيقية هي التي تترك أثراً في سلوك المسلم وأخلاقه، فتجعله أكثر استقامة وصلاحاً. وهي التي تحثه على فعل الخير وتجنب الشر، وتذكره دائماً بوجود الله ورقابته. كما أن الصلاة تساهم في تقويم نفس المسلم واعتدال مزاجه، قال الله تعالى: (إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا، إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا، وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا، إِلَّا الْمُصَلِّينَ، الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ) (المعارج: 19-23). فالصلاة هي الدواء الشافي لكل داء، وهي البلسم الذي يريح القلوب ويسعدها.
مواقيت الصلاة وأهمية الأذان
الأذان هو الإعلام بدخول وقت الصلاة، وهو فرض كفاية على الرجال، فإذا قام به البعض سقط عن الباقين. وللأذان أهمية عظيمة في إظهار الشعائر الإسلامية وحث المصلين على عمارة المساجد في الأوقات الخمسة. ومراعاة مواقيت الصلاة أمر ضروري ومهم، لأن الصلاة في وقتها هي أحب الأعمال إلى الله. وقد ورد في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل: أي العمل أحب إلى الله؟ قال: "الصلاة على وقتها". فالمحافظة على أداء الصلاة في وقتها دليل على الإيمان الصادق والحرص على طاعة الله. وفيما يلي مواقيت الصلاة اليوم في بعض المدن والمحافظات المصرية، وفقاً لبيانات الهيئة العامة للمساحة: القاهرة: الفجر: 4:18 ص، الظهر: 1:00 م، العصر: 4:37 م، المغرب: 7:59 م، العشاء: 9:30 م. الإسكندرية: الفجر: 4:18 ص، الظهر: 1:06 م، العصر: 4:45 م، المغرب: 8:07 م، العشاء: 9:40 م. أسوان: الفجر: 4:34 ص، الظهر: 12:54 م، العصر: 4:14 م، المغرب: 7:39 م، العشاء: 9:03 م. الإسماعيلية: الفجر: 4:12 ص، الظهر: 12:57 م، العصر: 4:34 م، المغرب: 7:56 م، العشاء: 9:29 م.
فوائد الصلاة الجسدية والنفسية
بالإضافة إلى الفوائد الروحية والإيمانية، فإن للصلاة فوائد جسدية وبدنية عظيمة. فالصلاة لا تتم إلا بشرط الوضوء، وطهارة الجسد والثياب وبقعة الصلاة من النجاسات، ويندب للمصلي استعمال السواك، وأن يستعمل أحسن ثيابه، وأن يغتسل ويتطيب لصلاة الجمعة، كما يجب عليه الاغتسال للصلاة إذا أصابته جنابة. وهذه الأعمال أنفع وقاية للإنسان من الأمراض. والصلاة منشطة للجسم مذهبة للخمول خاصة إذا كان المصلي كثير النوافل وكثير المشي إلى المساجد. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (يَعْقِدُ الشَّيْطَانُ عَلَى قَافِيَةِ رَأْسِ أَحَدِكُمْ إِذَا هُوَ نَامَ ثَلاَثَ عُقَدٍ، يَضْرِبُ على كُلَّ عُقْدَةٍ: عَلَيْكَ لَيْلٌ طَوِيلٌ فَارْقُدْ. فَإِنِ اسْتَيْقَظَ فَذَكَرَ اللَّهَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَإِنْ تَوَضَّأَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَإِنْ صَلَّى انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَأَصْبَحَ نَشِيطًا طَيِّبَ النَّفْسِ، وَإِلَّا أَصْبَحَ خَبِيثَ النَّفْسِ كَسْلاَنَ). فالصلاة هي سر النشاط والحيوية، وهي طاردة للكسل والهم.
فلنحافظ على الصلاة في وقتها
أيها المسلمون، حافظوا على الصلوات الخمس في أوقاتها، وأقيموها كما أمر الله، فإنها نور لكم في الدنيا والآخرة، وهي نجاتكم من عذاب الله. وتذكروا دائماً أن الصلاة هي الصلة بينكم وبين ربكم، فلا تقطعوا هذه الصلة أبداً. واحرصوا على تعليم أبنائكم وبناتكم الصلاة منذ الصغر، حتى ينشأوا على حبها والمحافظة عليها. واجعلوا بيوتكم عامرة بذكر الله والصلاة، فإن البيت الذي تقام فيه الصلاة هو بيت مبارك، تنزل عليه الرحمات وتعم فيه البركات. فالله الله في الصلاة، فإنها رأس الأمر وعمود الدين.