في جولة ميدانية داخل مبنى سنترال رمسيس بعد تجدد الحريق المروع الذي اندلع مساء الخميس الموافق 10 يوليو 2025، تكشفت مشاهد مأساوية عن حجم الدمار الهائل الذي لحق بالمبنى ومكاتبه. الحريق الذي تجدد بعد ساعات قليلة من إعلان السيطرة على الحريق الأول الذي وقع يوم الاثنين، خلف وراءه آثارًا مدمرة في الطوابق العليا، حيث اشتعلت النيران بشكل كبير. رائحة الدخان الكثيف لا تزال تخيم على الأجواء، بينما تنتشر بقايا الركام والحطام في الممرات، مما يعكس حجم الكارثة التي حلت بالمبنى. هذا الحريق الثاني يثير تساؤلات حول أسباب تجدد النيران والإجراءات اللازمة لتأمين المبنى ومنع تكرار مثل هذه الحوادث المؤسفة، خاصة بعد الخسائر البشرية التي نجمت عن الحريق الأول.

 

آثار الحريق جلية داخل المبنى

 

بمجرد الدخول إلى مبنى سنترال رمسيس، تتضح آثار الحريق بشكل لا لبس فيه. رائحة الدخان لا تزال عالقة في الأجواء، وتنتشر بقايا الركام والحطام في الممرات، مما يعيق الحركة ويشير إلى حجم الدمار. على الرغم من أن المعاينة الأولية لم تسجل خسائر بشرية أو مادية كبيرة في الحريق الأخير، إلا أن الوضع داخل المبنى يروي قصة أخرى من التحديات التي تواجه عودة العمل إلى طبيعته. فالأضرار المادية جسيمة، وتتطلب جهودًا مضاعفة لإعادة تأهيل المبنى وتجهيزه من جديد. تظهر الصور الملتقطة من داخل المبنى حجم التلف الذي لحق بالمكاتب والمعدات، مما يستدعي تقييمًا شاملاً للأضرار ووضع خطة لإعادة البناء والتأهيل.

 

جولة في الطوابق المتضررة: مشاهد مؤلمة

 

في الطوابق المتضررة، وخاصة الطابق السابع الذي كان بؤرة الحريق، تحولت المكاتب إلى أكوام من الفحم، والأجهزة الإلكترونية والمكاتب دمرت بالكامل. الجدران اكتست بالسواد نتيجة أثر الدخان واللهب، والزجاج المحطم يغطي الأرض، مما يجعل التنقل في هذه المناطق أمرًا خطيرًا. المشاهد في هذه الأدوار مؤلمة للغاية، وتذكر بالخسائر البشرية التي وقعت في الحريق الأول، حيث لقي 4 موظفين مصرعهم وأصيب ما لا يقل عن 33 شخصًا، بينهم عناصر من قوات الحماية المدنية. هذه الخسائر البشرية تلقي بظلالها على حجم الكارثة التي مرت بها المنشأة، وتؤكد على أهمية اتخاذ كافة التدابير الوقائية لتجنب تكرار مثل هذه المآسي في المستقبل.

 

غرف الخوادم وشبكات الاتصالات: دمار شامل

 

الجولة لم تقتصر على المكاتب الإدارية، بل امتدت إلى غرف الخوادم وشبكات الاتصالات، حيث كانت المشاهد صادمة. كابلات الإنترنت والوصلات تحولت إلى أكوام من الأسلاك المتفحمة والمنصهرة، مما يشير إلى أن الحريق تسبب في أضرار جسيمة للبنية التحتية للاتصالات. هذا الدمار الشامل يؤثر بشكل كبير على قدرة سنترال رمسيس على استئناف عملياته، ويتطلب استثمارات كبيرة لإعادة بناء الشبكات واستبدال المعدات المتضررة. كما أن هذا الوضع يثير تساؤلات حول مدى كفاءة أنظمة الحماية من الحرائق في غرف الخوادم، وضرورة تطوير هذه الأنظمة لضمان حماية المعدات الحيوية في المستقبل.

 

تفاصيل الحريق والجهود المبذولة للسيطرة عليه

 

صرح مصدر أمني مسؤول بأن قوات الحماية المدنية بالقاهرة تمكنت من السيطرة على حريق محدود نشب أعلى مبنى سنترال رمسيس دون وقوع أي خسائر بشرية في الحريق الثاني. ومع ذلك، فإن تجدد النيران بعد ساعات من السيطرة على الحريق الأول يثير القلق ويدعو إلى إجراء تحقيق شامل لتحديد أسباب الحريق واتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع تكراره. الحريق الهائل الذي اندلع في الطابق السابع من المبنى مساء الإثنين، أسفر عن مصرع 4 موظفين وإصابة ما لا يقل عن 33 شخصًا بينهم عناصر من قوات الحماية المدنية. هذا الحريق الأول كشف عن نقاط ضعف في أنظمة السلامة والإطفاء في المبنى، مما يستدعي إجراء مراجعة شاملة لهذه الأنظمة وتطويرها لتلبية أعلى معايير السلامة.