في الفترة الأخيرة، تصدّر اسم بلبن: عناوين الأخبار ومواقع التواصل الاجتماعي، ليس بسبب منتج جديد أو حملة دعائية مبتكرة، بل بسبب قرارات إغلاق متعددة طالت فروع السلسلة في مناطق مختلفة داخل محافظة الجيزة.
السلسلة التي اشتهرت بمنتجاتها العصرية المستوحاة من الحلويات التقليدية، وعلى رأسها الأرز باللبن، وجدت نفسها فجأة في مرمى الجهات الرقابية، وسط تساؤلات حول التراخيص، الالتزام بالمعايير الصحية، وربما ما هو أبعد من ذلك.
بداية الأزمة: قرارات الإغلاق المفاجئة
أعلنت محافظة الجيزة مؤخرًا عن إغلاق 12 فرعًا تتبع محلات "بلبن" و"بلين"، وذلك ضمن حملة رقابية موسعة تنفذها الجهات المعنية لمتابعة الالتزام بالاشتراطات الصحية والقانونية.
وبحسب البيان الرسمي، فإن عددًا من هذه الفروع تتبع سلسلة بلبن: تحديدًا، وتقع في مناطق مثل:
-
العجوزة
-
إمبابة
-
العمرانية
-
الشيخ زايد
-
الحوامدية
وقد أكدت مديرية الشؤون الصحية أن هذه الفروع تعمل بدون تراخيص تشغيل أو تصاريح صحية، مما يشكل خطرًا على صحة وسلامة المستهلكين.
موقف رسمي حاسم
محافظ الجيزة شدد على ضرورة اتخاذ إجراءات صارمة وفورية ضد المنشآت المخالفة، بما في ذلك قطع المرافق، وإغلاق المحلات بالشمع الأحمر، إلى جانب متابعة دورية للتأكد من عدم إعادة التشغيل بطريقة غير قانونية.
"بلبن" تحت المجهر: مجرد مخالفات أم أزمة ثقة؟
القرارات الأخيرة فتحت باب التساؤلات حول ما إذا كانت "بلبن" مجرد مشروع حلويات ناجح أم أن هناك ما هو أكبر يُدار خلف الكواليس.
فقد سبق أن انتشرت شائعات حول حالات تسمم غذائي مرتبطة بمنتجات السلسلة في السعودية، ما دفع السلطات هناك إلى إغلاق جميع فروع بلبن بشكل فوري.
المثير للانتباه أن إدارة "بلبن" لم تصدر بيانًا رسميًا واضحًا، مما زاد من الغموض وأثار قلق جمهورها الواسع على مواقع التواصل الاجتماعي.
أثر الأزمة على الجمهور
"بلبن" كانت قد استطاعت خلال فترة قصيرة أن تحجز لنفسها مكانة مميزة لدى شريحة كبيرة من الشباب، بفضل منتجاتها المبتكرة وتسويقها القوي.
لكن بعد قرارات الإغلاق، بدأت ردود الأفعال السلبية تظهر، مع تعليقات تتهم السلسلة بإهمال المعايير الصحية وتغليب المظاهر على الجودة.
هل تكون "بلبن" بداية لحملة رقابية أكبر؟
قد لا تكون قصة "بلبن" حالة فردية، بل ربما تمثل بداية لمرحلة رقابية جديدة تستهدف كل سلاسل الطعام والمطاعم والمقاهي غير الملتزمة بالشروط الصحية أو القانونية، خاصةً في ظل تزايد المنافسة والانفجار في المشاريع الغذائية.
الخلاصة: هل تفقد "بلبن" نكهتها الحقيقية؟
نجحت "بلبن" في الوصول إلى قلوب الناس بسرعة، لكن الحفاظ على هذا النجاح يتطلب شفافية ومهنية.
فهل تستوعب الإدارة الدرس وتقوم بإصلاح الوضع؟ أم أن الأزمة الحالية ستكون بداية لانحدار علامة تجارية كانت واعدة يومًا ما؟
الزمن وحده كفيل بالإجابة، ولكن المؤكد أن المستهلك اليوم أكثر وعيًا... ولن يرضى بأقل من الأمان والجودة.