أفادت مصادر طبية في غزة بأن الغارات الإسرائيلية قد تصاعدت بشكل ملحوظ خلال الـ 24 ساعة الماضية، مما أسفر عن استشهاد 120 فلسطينيا وإصابة 557 آخرين. وأكدت وزارة الصحة في غزة أن من بين الشهداء ثلاثة تم انتشالهم من تحت الأنقاض، مما يعكس حجم الدمار الهائل الذي خلفته الغارات. يأتي هذا التصعيد في ظل تدهور الأوضاع الإنسانية في القطاع المحاصر، حيث يعاني السكان من نقص حاد في الغذاء والدواء والمياه النظيفة. وتسببت الغارات في تدمير واسع النطاق للمنازل والبنية التحتية، مما فاقم من معاناة المدنيين. وتجدد وزارة الصحة في غزة مطالبتها للمجتمع الدولي بالتدخل الفوري لوقف العدوان الإسرائيلي وتوفير الحماية للمدنيين الفلسطينيين. كما دعت المنظمات الإغاثية إلى تقديم المساعدات العاجلة للقطاع المنكوب، حيث تواجه المستشفيات صعوبات بالغة في التعامل مع الأعداد المتزايدة من الجرحى.

 

ارتفاع حصيلة الشهداء والإصابات منذ بداية العدوان

أعلنت وزارة الصحة في غزة عن ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر 2023 إلى 58,386 شهيدًا و 139,077 إصابة. وأشارت إلى أن هذه الأرقام تعكس حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها القطاع، حيث فقد آلاف العائلات أحبائهم وأصبح مئات الآلاف بلا مأوى. وأكدت الوزارة أن العديد من الضحايا لا يزالون تحت الركام وفي الطرقات، وأن طواقم الإسعاف والدفاع المدني تواجه صعوبات كبيرة في الوصول إليهم بسبب استمرار القصف الإسرائيلي. وناشدت الوزارة المجتمع الدولي بضرورة الضغط على إسرائيل لوقف استهداف المدنيين والسماح لطواقم الإغاثة بالقيام بواجبها الإنساني. كما دعت إلى فتح تحقيق دولي في الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل في غزة، ومحاسبة المسؤولين عنها.

 

ضحايا المساعدات الإنسانية

أشارت وزارة الصحة الفلسطينية إلى أن حصيلة الشهداء والإصابات منذ 18 مارس 2025 حتى اليوم بلغت 7,568 شهيدًا و 27,036 إصابة. وأوضحت أن من بين هؤلاء الضحايا 5 شهداء وأكثر من 143 إصابة وصلوا إلى المستشفيات خلال الـ 24 ساعة الماضية، وهم من بين الذين كانوا ينتظرون المساعدات الإنسانية. وارتفع إجمالي شهداء لقمة العيش ممن وصلوا المستشفيات إلى 838 شهيدًا وأكثر من 5,575 إصابة. ويعكس هذا الواقع المأساوي استهداف إسرائيل المتعمد للمدنيين الذين يسعون للحصول على الغذاء والدواء، مما يزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع. وتطالب منظمات حقوق الإنسان بضرورة توفير الحماية للمدنيين الذين ينتظرون المساعدات، وضمان وصول المساعدات إلى مستحقيها دون عوائق.

 

اعتقال الطواقم الصحية

كشفت مصادر طبية في غزة عن اعتقال 360 من الطواقم الصحية منذ بداية حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023. وأكدت أن من بين المعتقلين أطباء من ذوي الخبرة الطبية والتخصصات المهمة، مما يحرم المرضى والجرحى من الرعاية الصحية اللازمة. وأضافت المصادر أن الاحتلال الإسرائيلي يفرض قيودا مشددده على الأسرى بشكل عام وعلى الأسرى من الطواقم الطبية بشكل خاص، حيث يعيشون ظروفا مأساوية صعبة في معتقلات الاحتلال. وأشارت إلى أن محامية الأسير الدكتور حسام أبو صفية، المعتقل منذ 27 كانون الأول الماضي، وصفت وحشية ما يتعرض له خلال التحقيق، وتعرضه للضرب بشكل متواصل والحالة الصحية الصعبة التي وصل لها وحرمانه من العلاج. وتطالب المنظمات الحقوقية بالإفراج الفوري عن جميع المعتقلين من الطواقم الصحية، والسماح لهم بالعودة إلى عملهم لتقديم الرعاية الصحية للمرضى والجرحى.

 

دعوات للتحرك الدولي لوقف العدوان

تتزايد الدعوات الدولية للتحرك الفوري لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة وتوفير الحماية للمدنيين الفلسطينيين. وتطالب العديد من الدول والمنظمات الدولية بضرورة الضغط على إسرائيل لوقف استهداف المدنيين والبنية التحتية، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع دون عوائق. كما تدعو إلى فتح تحقيق دولي في الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل في غزة، ومحاسبة المسؤولين عنها. وتؤكد على أهمية التوصل إلى حل سياسي عادل وشامل للقضية الفلسطينية، يضمن حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. ويبقى الوضع في غزة مأساويا، ويتطلب تحركا دوليا عاجلا لإنقاذ حياة المدنيين وتخفيف معاناتهم.