أكد الدكتور نافذ القرم، مدير مستشفى الهلال الأحمر الميداني في غزة، في تصريحات لقناة "القاهرة الإخبارية"، أن المستشفى يواجه وضعًا كارثيًا نتيجة التدفق الهائل للجرحى. ووصف الدكتور القرم الوضع بأنه "مجزرة إسرائيلية كبرى"، مشيرًا إلى أن المستشفى استقبل أكثر من 150 جريحًا، بالإضافة إلى خمسة شهداء على الأقل. وأوضح أن هذا العدد يفوق بكثير القدرة الاستيعابية للمستشفى، مما يضع الطاقم الطبي والموارد المتاحة تحت ضغط شديد.
"نواجه مجزرة إسرائيلية كبرى، استقبلنا أكثر من 150 جريحًا، إلى جانب خمسة شهداء على الأقل، وهو عدد يفوق كثيرًا قدرة المستشفى الاستيعابية"، هذا ما قاله الدكتور القرم ليصف حجم المأساة التي يعيشها القطاع الصحي في غزة.
وأشار الدكتور القرم إلى النقص الحاد في الأدوية والمحاليل الطبية، وهو ما يزيد من صعوبة تقديم الرعاية اللازمة للمصابين. وأكد أن الطاقم الطبي يبذل قصارى جهده بالإمكانات المحدودة المتاحة، لكنه شدد على أن هذه الإمكانات لا تكفي للتعامل مع حجم الإصابات المتزايد.
"نحن نعاني من نقص شديد في الأدوية والمحاليل الطبية، ونبذل ما بوسعنا بالإمكانات المحدودة"، بهذه الكلمات لخص الدكتور القرم الوضع المأساوي الذي يعيشه المستشفى. وأضاف أن حتى أكبر المستشفيات في العالم لن تستطيع التعامل مع هذا الكم الهائل من الإصابات، مما يعكس حجم التحديات التي تواجه القطاع الصحي في غزة.
وأضاف "أبو كويك" أن المشهد المأساوي يتكرر في مختلف مستشفيات غزة، بما في ذلك مستشفى الهلال الأحمر، ومستشفى الشفاء، والمشفى الأهلي العربي والمعمداني. وأشار إلى أن هذه المستشفيات تعاني جميعها من نقص في الإمدادات الطبية والقدرة الاستيعابية، مما يعرض حياة المصابين للخطر. ويعكس هذا الوضع المتردي حالة الضعف التي يعاني منها القطاع الصحي في غزة، والذي يعاني أصلًا من سنوات من الحصار والقيود المفروضة على حركة الأفراد والبضائع.
وتشير التقديرات إلى أن عدد الشهداء منذ افتتاح مراكز المساعدات الأميركية تجاوز 900 شهيد، في حين سجلت مجزرة زكيم الأخيرة شمال غرب القطاع أكثر من 30 شهيدًا وعشرات الجرحى. هذه الأرقام المروعة تعكس حجم العنف والمعاناة التي يعيشها سكان غزة. وتثير هذه الأحداث تساؤلات حول مدى فعالية المساعدات الإنسانية المقدمة، وما إذا كانت تصل بالفعل إلى المحتاجين، في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها القطاع.
إن الوضع الصحي في غزة يتطلب تدخلًا عاجلًا من المجتمع الدولي لتقديم الدعم اللازم للمستشفيات والمراكز الطبية، وتوفير الإمدادات الطبية والأدوية الضرورية. كما يتطلب الأمر العمل على رفع الحصار المفروض على غزة، والسماح بحرية حركة الأفراد والبضائع، لتمكين القطاع الصحي من التعافي وتلبية احتياجات السكان. إن استمرار الوضع الحالي يهدد بوقوع كارثة إنسانية حقيقية، ويتطلب تحركًا فوريًا لإنقاذ الأرواح.