في خطوة مؤثرة تعكس عمق المأساة الإنسانية في قطاع غزة، أعلن محمود بصل، المتحدث باسم الدفاع المدني، عن بدء إضرابه الكامل عن الطعام اعتبارًا من 20 يوليو 2025. يأتي هذا الإعلان تضامنًا مع الشعب الفلسطيني، وخاصة الأطفال الذين يواجهون خطر الموت جوعًا نتيجة الحصار المستمر ونقص المساعدات الإنسانية. وقال بصل في رسالته المؤثرة: "لن أتذوق الطعام حتى يتذوقه أبناء شعبي، وحتى تدخل المساعدات بطريقة إنسانية تحترم البشر". يهدف بصل من خلال إضرابه إلى لفت أنظار العالم إلى المعاناة القاسية التي يعيشها سكان غزة، والمطالبة بتحرك فوري لإنهاء الحصار وتوفير الغذاء والدواء للمحتاجين. وتأتي هذه الخطوة في ظل تفاقم الأوضاع الإنسانية في القطاع، حيث يعاني أكثر من مليوني شخص من نقص حاد في الغذاء والمياه النظيفة، وتدهور الخدمات الصحية.
وفي مداخلة مع الإعلامية رغدة أبو ليلة على قناة "القاهرة الإخبارية"، وصف بصل الوضع في غزة بأنه "عقاب جماعي ممنهج"، ودعا الضمائر الحية في العالم، وخاصة الزعماء العرب والبرلمانات الأوروبية والعلماء، إلى اتخاذ موقف عملي حقيقي والتوقف عن الاكتفاء بالبيانات والتصريحات الإعلامية. وشدد على أن "إذا كان أطفال غزة لا يجدون ما يأكلونه، فليضرب الجميع عن الطعام تضامنًا معهم". يعكس هذا التصريح مدى اليأس والإحباط الذي يشعر به سكان غزة تجاه الصمت الدولي وعدم القدرة على إيجاد حلول جذرية للأزمة الإنسانية المتفاقمة. كما يعبر عن رغبة في رؤية تحرك فعلي وملموس من قبل المجتمع الدولي لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني.
حذر بصل من خطورة استمرار الصمت الدولي، مؤكدًا أن "هذه الجرائم ستبقى وصمة عار في جبين الإنسانية، وستلاحق كل من يتغنّى بحقوق الإنسان والقانون الدولي". وأضاف: "القضية ليست غزة فقط، بل هي قضية إنسانية تمسّ العالم بأسره. وإن لم يتوقف هذا الكابوس، فقد يتكرر في أماكن أخرى، فهل سننتظر حتى نشاهد الأطفال يتساقطون جوعًا في شوارع غزة؟!". تعكس هذه الكلمات قلقًا عميقًا بشأن مستقبل المنطقة والعالم، وتحذر من أن استمرار الظلم والقهر قد يؤدي إلى تدهور الأوضاع وتكرار المآسي في أماكن أخرى.
كما تدعو إلى التفكير مليًا في القيم الإنسانية الأساسية وضرورة الدفاع عنها في وجه التحديات.
اختتم بصل رسالته بالتأكيد على أن "ما يجري في غزة انتهاك صارخ لكل الأعراف والقوانين الإنسانية، وعلى العالم أن يتحرك بخطوات فعلية وليس فقط عبر بيانات الإدانة". يعكس هذا التصريح إصرارًا على المطالبة بالعدالة والإنصاف للشعب الفلسطيني، ورفضًا للاكتفاء بالتنديد والشجب دون اتخاذ إجراءات ملموسة لإنهاء الحصار وتوفير الحماية للمدنيين. كما يعبر عن أمل في أن يستجيب المجتمع الدولي لهذه الدعوة وأن يتحرك بشكل جدي لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني وتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة.
إضراب محمود بصل عن الطعام يمثل صرخة مدوية في وجه العالم، تهدف إلى إيقاظ الضمائر وتحريك القلوب نحو قضية إنسانية عادلة. إنه تذكير بأن الصمت ليس خيارًا، وأن التضامن والعمل المشترك هما السبيل الوحيد لإنهاء الظلم وتحقيق السلام والأمن للجميع. يبقى الأمل معقودًا على أن تستجيب الحكومات والمنظمات الدولية والمجتمع المدني لهذه الدعوة وأن تتخذ خطوات فعالة لإنقاذ حياة الأطفال والمدنيين في غزة، وضمان مستقبل أفضل لهم وللأجيال القادمة.