أكدت نبال فرسخ، المتحدثة باسم الهلال الأحمر الفلسطيني، أن قطاع غزة يواجه اليوم وضعاً كارثياً نتيجة لتفاقم أزمة الجوع التي باتت خارج السيطرة. وأشارت إلى أن جميع سكان القطاع، من الشمال إلى الجنوب، يعانون من جوع شديد ويواجهون صعوبات يومية للحصول على الحد الأدنى من الطعام اللازم للبقاء على قيد الحياة. وأوضحت أن غالبية السكان يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، مما ينذر بعواقب وخيمة على صحتهم وسلامتهم. الوضع الإنساني في غزة يتدهور بشكل متسارع، ويحتاج إلى تدخل فوري وعاجل من المجتمع الدولي لإنقاذ حياة المدنيين.
وفي لقاء مع الإعلامية داليا أبو عميرة عبر قناة «القاهرة الإخبارية»، كشفت فرسخ عن أرقام مفزعة حول الوضع الغذائي في القطاع. وأوضحت أن شخصاً من بين كل ثلاثة أشخاص في غزة يقضي أياماً كاملة بدون طعام، وأن البقية يحصلون بالكاد على وجبة واحدة في اليوم. وأضافت أن معظم الأصناف الغذائية الأساسية قد اختفت من الأسواق، وأن الأسعار المرتفعة تجعل تأمين الطعام أمراً مستحيلاً بالنسبة لمعظم المواطنين، مما يدفعهم إلى مواجهة خطر الموت جوعاً. هذا الوضع المأساوي يتطلب تحركاً سريعاً لتوفير الغذاء والدواء للمحتاجين في غزة.
كما سلطت فرسخ الضوء على المخاطر التي تواجه المدنيين أثناء محاولتهم الحصول على المساعدات الإنسانية. وأوضحت أن مراكز توزيع المساعدات تقع في مناطق خطرة، وأن هناك ضحايا يسقطون يومياً بين الشهداء والجرحى من المواطنين الذين ينتظرون الحصول على الغذاء. وأشارت إلى أن عدد الشهداء الذين سقطوا أثناء انتظارهم المساعدات الإنسانية قد وصل إلى نحو ألف شخص حتى الآن. هذا الوضع المروع يؤكد على ضرورة توفير حماية للمدنيين وتأمين وصول المساعدات الإنسانية إليهم بشكل آمن ومنظم. يجب على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤوليته في حماية المدنيين وتوفير المساعدات اللازمة لهم.
وحذرت فرسخ من أن الفلسطينيين في غزة يواجهون خطر الموت إما برصاص القصف أو بسبب الجوع وانعدام الرعاية الصحية.
وأشارت إلى أن المستشفيات في القطاع تشهد ارتفاعاً في أعداد المرضى الذين يعانون من سوء التغذية والإعياء الشديد، خاصة الأطفال والنساء الحوامل والمسنين والمرضى المزمنين. وأكدت أن نقص المكملات الغذائية والمحاليل الطبية يزيد من خطورة الوضع ويهدد حياة الكثيرين. هذا الوضع الصحي المتدهور يستدعي توفير الدعم الطبي اللازم للمستشفيات والمراكز الصحية في غزة، وتوفير الأدوية والمستلزمات الطبية الضرورية.
إن الوضع الإنساني في قطاع غزة يتطلب تحركاً دولياً عاجلاً وفعالاً لإنقاذ حياة المدنيين وتوفير احتياجاتهم الأساسية من الغذاء والدواء.
يجب على المجتمع الدولي أن يضغط على جميع الأطراف لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين بشكل آمن ودون عوائق. كما يجب العمل على إيجاد حلول مستدامة للأزمة الغذائية في غزة، من خلال دعم الزراعة المحلية وتوفير فرص العمل للمواطنين. إن إنقاذ حياة المدنيين في غزة هو مسؤولية إنسانية وأخلاقية يجب على الجميع تحملها.