أعلنت مجموعة لوسيد ومقرها كاليفورنيا يوم الجمعة الموافق الحادي عشر من أبريل عام ألفين وخمسة وعشرين عن استحواذها على منشآت وأصول مختارة في ولاية أريزونا كانت مملوكة سابقا لشركة نيكولا كورب لصناعة الشاحنات الكهربائية والهيدروجينية التي أعلنت إفلاسها مؤخرا هذه الخطوة تمثل توسعا مهما لعمليات لوسيد في الولاية وتأتي في وقت حاسم لصناعة السيارات الكهربائية 

تفاصيل صفقة الاستحواذ

أكدت شركة لوسيد الرائدة في صناعة المركبات الكهربائية الفاخرة في بيان رسمي أن هذه الصفقة تقتصر على منشآت وأصول محددة ولم تتضمن الاستحواذ على أعمال نيكولا الأساسية أو قاعدة عملائها المتنامية سابقا أو حتى التكنولوجيا المتعلقة بشاحنات نيكولا الكهربائية التي تعمل بخلايا وقود الهيدروجين وهو ما يوضح أن تركيز لوسيد ينصب على تعزيز بنيتها التحتية وقدراتها الإنتاجية بدلا من دمج تقنيات نيكولا أو علامتها التجارية

مستقبل موظفي نيكولا السابقين

في خطوة إيجابية للمنطقة وللقوى العاملة التي تأثرت بإفلاس نيكولا أضافت لوسيد أنها تخطط لتقديم فرص عمل لأكثر من ثلاثمئة موظف سابق لدى نيكولا سيتوزع هؤلاء الموظفون في جميع منشآت لوسيد بولاية أريزونا وتشمل الفرص المتاحة وظائف فنية متنوعة تتميز بأجر ثابت وساعات عمل محددة في أقسام متعددة داخل الشركة مما يوفر استقرارا وظيفيا لعدد كبير من العمال المهرة الذين واجهوا مستقبلا غامضا

السياق خلف انهيار نيكولا

يأتي هذا الاستحواذ في أعقاب تقدم شركة نيكولا بطلب للحماية من الإفلاس بموجب الفصل الحادي عشر في شهر فبراير الماضي وأشارت الشركة حينها إلى أنها ستواصل عملية بيع أصولها لتصبح بذلك أحدث ضحايا سوق السيارات الكهربائية الذي يشهد تقلبات حادة وتحديات كبيرة واجهت نيكولا صعوبات جمة تمثلت في الطلب الفاتر على منتجاتها وحرق السيولة النقدية بوتيرة سريعة بالإضافة إلى تحديات التمويل المستمرة

مسار نيكولا المتعثر

بدأت شركة نيكولا مسيرتها بالتركيز على تصنيع شاحنات كهربائية تعمل بالبطاريات قبل أن تحول دفة استراتيجيتها نحو الشاحنات الكهربائية التي تستخدم خلايا وقود الهيدروجين وهي تقنية واعدة لكنها مكلفة ومعقدة ومع ذلك أعلنت الشركة في وقت سابق قرارها ببدء عملية بيع شاملة لأصولها بهدف تعظيم القيمة المتبقية وضمان تصفية منظمة لأعمالها تحت إشراف محكمة الإفلاس

حوادث الحريق وأثرها السلبي

لم تقتصر مشاكل نيكولا على الجوانب المالية والتشغيلية فقط ففي عام ألفين وثلاثة وعشرين تعرضت الشركة لضربة قوية عندما أدت سلسلة من حوادث الحريق التي طالت شاحناتها الكهربائية التي تعمل بالبطاريات إلى استدعاء جميع مركباتها من هذا الطراز أثارت هذه الحوادث مخاوف جدية تتعلق بالسلامة وأضرت بسمعة الشركة بشكل كبير مما زاد من صعوبة موقفها في السوق

الجدل حول مؤسس نيكولا

ومما زاد الطين بلة الجدل المحيط بمؤسس الشركة تريفور ميلتون الذي أدين بتهمة الاحتيال على المستثمرين وحكم عليه بالسجن لمدة أربع سنوات في عام ألفين وثلاثة وعشرين وفي تطور لافت أصدر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عفوا رئاسيا عن ميلتون الشهر الماضي وهي خطوة أثارت الكثير من الجدل والنقاش

الأهمية الاستراتيجية لشركة لوسيد

بالنسبة للوسيد يمثل هذا الاستحواذ فرصة استراتيجية هامة فهو يتيح لها توسيع بصمتها التشغيلية في ولاية أريزونا التي تعتبر مركزا متناميا لصناعة التكنولوجيا والمركبات الكهربائية كما يمكن للشركة الاستفادة من بنية تحتية قائمة ربما بتكلفة أقل من بناء منشآت جديدة بالكامل بالإضافة إلى ذلك يوفر الاستحواذ إمكانية الوصول الفوري إلى مجموعة من العمال المهرة وذوي الخبرة في مجال تصنيع المركبات مما يعزز قدرتها التنافسية في سوق السيارات الكهربائية الفاخرة والمتنامي بينما يمثل هذا الاستحواذ نهاية فصل مؤلم لشركة نيكولا فإنه يفتح آفاقا جديدة للوسيد في قلب الصحراء الأمريكية