في تطور لافت خلال محاكمة مكافحة الاحتكار الجارية ضد عملاق التكنولوجيا ميتا أدلى الرئيس التنفيذي مارك زوكربيرغ بشهادة كشفت عن حجم التحدي الذي شكله تطبيق تيك توك الشهير أمام إمبراطورية فيسبوك وإنستغرام وواتساب شهادة زوكربيرغ لم تكن مجرد إجراء روتيني بل حملت في طياتها اعترافا صريحا بتأثير المنافس الصيني العميق على مسار نمو شركته مما أثار اهتماما واسعا في أوساط التكنولوجيا والأعمال

تيك توك كابوس ميتا الذي أبطأ نموها

لم يتردد زوكربيرغ في وصف التأثير المباشر تيك توك مؤكدا أن صعود التطبيق المملوك لشركة بايت دانس الصينية تزامن مع تباطؤ ملحوظ في نمو ميتا بشكل كبير اعتبر زوكربيرغ تيك توك تهديدا تنافسيا ملحا للغاية منذ ظهوره بقوة عام 2018 واصفا إياه بأنه احتل الأولوية القصوى ضمن استراتيجيات الشركة لمواجهة المنافسين هذا الاعتراف يسلط الضوء على القلق الكبير الذي ساد أروقة ميتا مع تنامي شعبية مقاطع الفيديو القصيرة وكيف أجبر  هذا الصعود الشركة على إعادة التفكير في أولوياتها ومنتجاتها

سنوات من التركيز التنافسي وتغيير المقاييس

أكد زوكربيرغ أن تيك توك لم يكن مجرد منافس عابر بل ظل محور الجهود التنافسية لشركة ميتا لعدة سنوات متتالية هذه الفترة شهدت استحواذ بايت دانس على ميوزكلي عام 2017 ودمجه مع تيك توك في العام التالي ليخلقا قوة ضاربة في عالم المحتوى المرئي القصير بالتزامن مع هذا الصعود المثير للقلق اتخذت ميتا التي كانت تعرف آنذاك باسم فيسبوك قرارا استراتيجيا بالتوقف عن نشر أعداد مستخدمي فيسبوك بشكل منفصل في تقاريرها الفصلية وبدلا من ذلك اعتمدت مقياسا جديدا شاملا تحت مسمى مجموعة التطبيقات يضم إنستغرام وواتساب خطوة فسرتها تقارير عدة بأنها محاولة لإخفاء تباطؤ نمو التطبيق الرئيسي فيسبوك في مواجهة المنافسة الشرسة من تيك توك

شهادة زوكربيرغ في قلب معركة الاحتكار

تأتي هذه الشهادات الصادمة ضمن جلسات الأسبوع الأول المحتدمة في قضية لجنة التجارة الفيدرالية الأميركية ضد ميتا حيث تتهم اللجنة الشركة العملاقة باستغلال عمليات الاستحواذ الضخمة مثل شراء إنستغرام وواتساب كأداة للقضاء على المنافسة المحتملة وخنق الابتكار في السوق تسعى لجنة التجارة الفيدرالية من خلال هذه الدعوى إلى إثبات ممارسات ميتا الاحتكارية وفي حال نجاح مساعي محامي اللجنة قد تصدر المحكمة قرارا تاريخيا بإجبار ميتا على فصل إنستغرام أو واتساب ليصبحا شركتين مستقلتين مما سيعيد تشكيل مشهد وسائل التواصل الاجتماعي بشكل جذري ويهدد هيمنة ميتا الحالية

أهم النقاط من شهادة زوكربيرغ

  • اعتراف مباشر: أقر زوكربيرغ بأن تيك توك أبطأ نمو ميتا بشكل كبير

  • تهديد ملح: وصف تيك توك بأنه كان أولوية قصوى وتهديدا تنافسيا ملحا جدا عند إطلاقه عام 2018

  • تركيز مستمر: ظل تيك توك محور جهود ميتا التنافسية لسنوات

  • تغيير المقاييس: تزامن صعود تيك توك مع توقف ميتا عن الإبلاغ عن مستخدمي فيسبوك منفردين

  • سياق المحاكمة: جاءت الشهادة في إطار قضية مكافحة احتكار قد تؤدي لتفكيك ميتا

تداعيات الاعتراف ومستقبل المنافسة

اعتراف زوكربيرغ العلني بتأثير تيك توك لا يمثل فقط لحظة محورية في محاكمة مكافحة الاحتكار بل يكشف أيضا عن الديناميكيات المعقدة والمنافسة الشرسة في عالم وسائل التواصل الاجتماعي إنه يؤكد كيف يمكن لمنصة ناشئة نسبيا أن تزعزع استقرار لاعب مهيمن وتجبره على إعادة تقييم استراتيجياته بالكامل يذكر أن زوكربيرغ ألمح أيضا في سياق آخر إلى أن استحواذات ميتا كانت تهدف للنمو وليس خنق المنافسة مستشهدا بأن سناب شات لو تم الاستحواذ عليه لنما بشكل أسرع لكن التركيز يبقى الآن على تداعيات شهادته بشأن تيك توك وتأثيرها المحتمل على مستقبل ميتا وحكم المحكمة المرتقب الذي قد يغير قواعد اللعبة في صناعة التكنولوجيا العالمية