وصل وفد طبي سعودي متخصص الى العاصمة السورية دمشق امس عبر مطار دمشق الدولي في مهمة انسانية نبيلة بتنظيم ورعاية من مركز الملك سلمان للاغاثة والاعمال الانسانية يتكون هذا الفريق التطوعي الهام من اربعة وعشرين متطوعا يمثلون نخبة من الخبرات الطبية السعودية في تخصصات متنوعة ودقيقة وتأتي هذه المبادرة النوعية ضمن برنامج امل السعودي التطوعي وهي تجسيد لالتزام المملكة العربية السعودية بدعم الاشقاء في سوريا وتخفيف معاناتهم لا سيما في القطاع الصحي الذي يواجه تحديات كبيرة

تفاصيل المهمة الطبية في دمشق 

يركز الوفد الطبي السعودي خلال زيارته لسوريا على تنفيذ مشروع طبي تطوعي متخصص في جراحة القلب المفتوح والقسطرة القلبية للبالغين وتجري هذه العمليات الدقيقة في المستشفى الجامعي بمدينة دمشق وهو صرح طبي معروف يستهدف الفريق اجراء ما مجموعه خمس وتسعين عملية جراحية خلال فترة وجوده تتوزع هذه العمليات بين خمس عشرة عملية قلب مفتوح وهي من الجراحات الكبرى والمعقدة وثمانين عملية قسطرة قلبية تشخيصية وعلاجية بالاضافة الى اجراء العمليات يتولى الفريق الطبي الكشف على المرضى وتقديم الاستشارات الطبية اللازمة وتحديد الحالات التي تحتاج الى تدخل جراحي عاجل او قسطرة وتوفير الرعاية اللازمة لهم طوال فترة المشروع

بعد انساني لجهود المملكة

تعتبر هذه المبادرة امتدادا طبيعيا للمشاريع الطبية والانسانية المتعددة التي تنفذها المملكة العربية السعودية في مختلف انحاء العالم عبر ذراعها الانساني الفاعل مركز الملك سلمان للاغاثة والاعمال الانسانية يهدف المركز من خلال هذه البرامج التطوعية الى الوصول الى الافراد والاسر الاكثر احتياجا وذوي الدخل المحدود في الدول الشقيقة والصديقة وتقديم الدعم اللازم لهم خاصة في المجال الصحي ويعكس برنامج امل السعودي التطوعي الذي يندرج تحته هذا المشروع روح العطاء والتكافل التي تتميز بها المملكة وشعبها وحرصها الدائم على مد يد العون والمساعدة للمحتاجين اينما كانوا

بناء القدرات الطبية السورية

لا يقتصر دور الوفد الطبي السعودي على اجراء العمليات الجراحية وتقديم العلاج فقط بل يمتد ليشمل جانبا مهما اخر وهو تطوير مستوى الخدمة الطبية في الجمهورية العربية السورية يهدف المشروع الى تمكين الفرق الطبية المحلية من خلال نقل الخبرات والمعرفة السعودية المتقدمة في مجال جراحة وقسطرة القلب سيقوم الفريق السعودي بتدريب نحو خمسة عشر ممارسا صحيا سوريا حيث يشمل هذا التدريب العملي المكثف المراقبة والمشاركة داخل غرف العمليات واقسام العناية المركزة بالاضافة الى تعلم احدث بروتوكولات الرعاية الصحية المتعلقة بامراض القلب وهذا يضمن استدامة الاثر الايجابي للمشروع حتى بعد مغادرة الوفد ويساهم في رفع كفاءة الكوادر الطبية السورية على المدى الطويل وتعزيز قدرتها على التعامل مع الحالات القلبية المعقدة مستقبلا

فريق طبي سعودي متعدد التخصصات

يضم الوفد الطبي السعودي الذي وصل الى دمشق اربعة وعشرين متطوعا من الكفاءات الطبية المتميزة في المملكة العربية السعودية يغطي هؤلاء المتطوعون مختلف التخصصات الطبية الدقيقة اللازمة لتنفيذ مثل هذه العمليات المعقدة يشمل ذلك جراحي القلب واطباء التخدير واخصائيي القسطرة القلبية وفنيي التروية القلبية وممرضي العناية المركزة وغيرهم من الكوادر الطبية المساندة هذا التنوع في الخبرات يضمن تقديم رعاية صحية متكاملة وعالية الجودة للمرضى السوريين بدءا من التشخيص مرورا بالعملية الجراحية وانتهاء بمرحلة التعافي في العناية المركزة وكل ذلك يتم بروح الفريق الواحد والتفاني في العمل الانساني

اهمية المبادرة في ظل الظروف الراهنة

تكتسب هذه المبادرة الطبية السعودية اهمية خاصة في ظل الظروف التي تمر بها سوريا والتحديات التي يواجهها قطاعها الصحي حيث تساهم مثل هذه المشاريع التطوعية في سد جزء من الفجوة في الخدمات الطبية المتخصصة لا سيما في مجال امراض القلب الذي يتطلب تقنيات وخبرات عالية وتكاليف باهظة ان وصول هذا الفريق لاجراء عمليات القلب المفتوح والقسطرة مجانا يمثل بصيص امل للكثير من المرضى الذين كانوا ينتظرون فرصة للعلاج ويؤكد على عمق العلاقات الاخوية بين المملكة العربية السعودية والجمهورية العربية السورية ورغبة المملكة الصادقة في الوقوف الى جانب الشعب السوري الشقيق في محنته وتقديم كل دعم ممكن لتجاوز الصعوبات الصحية

في الختام يمثل وصول الوفد الطبي السعودي التطوعي الى دمشق خطوة انسانية رائدة تعكس التزام المملكة العربية السعودية بقيادة مركز الملك سلمان للاغاثة والاعمال الانسانية بدعم الاشقاء في سوريا لا يقتصر الامر على اجراء خمس وتسعين عملية قلب حرجة بل يمتد ليشمل تدريب الكوادر المحلية بما يعزز القدرات الطبية السورية على المدى البعيد انها رسالة امل وعطاء تؤكد على روح الاخوة والتضامن الانساني بين الشعبين الشقيقين