يطل علينا فصل الصيف حاملاً معه فاكهة الخوخ الشهية بلونها الجذاب ومذاقها الحلو الذي يغري الكثيرين ويعرف الخوخ بكونه مصدر جيد للعديد من العناصر الغذائية الضرورية لصحة الجسم، ولكن عندما يتعلق الأمر بمن يعانون من متلازمة القولون العصبي ويبرز السؤال المهم: هل تناول الخوخ مفيد لهم أم أنه قد يزيد من متاعبهم الهضمية؟ دعونا نتعمق في مكونات الخوخ لنفهم تأثيره المحتمل.
سر الخوخ يكمن في أليافه
تحتوي حبة الخوخ المتوسطة على ما يقارب غرامين من الألياف الغذائية، وهي تنقسم بشكل متساوي تقريبًا بين نوعين رئيسيين ولكل منهما دور مختلف في الجهاز الهضمي:
-
الألياف غير القابلة للذوبان:
-
تعمل هذه الألياف على زيادة حجم الفضلات داخل الأمعاء.
-
تساعد في تسهيل وتسريع حركة الطعام عبر الجهاز الهضمي.
-
قد تساهم في تقليل احتمالية حدوث الإمساك، وهو أحد الأعراض الشائعة لدى بعض مرضى القولون العصبي.
-
-
الألياف القابلة للذوبان:
-
تعتبر هذه الألياف بمثابة غذاء مفضل للبكتيريا النافعة التي تستوطن أمعاءنا.
-
عندما تتغذى هذه البكتيريا الصديقة على الألياف القابلة للذوبان فإنها تنتج مركبات هامة تعرف بالأحماض الدهنية قصيرة السلسلة (SCFAs)، مثل الأسيتات، والبروبيونات، والزبدات (البيوتيرات).
-
دور الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة
هذه المركبات الناتجة عن تخمر الألياف القابلة للذوبان تلعب أدوار حيوية في الصحة العامة وقد تكون مفيدة بشكل خاص لصحة الأمعاء:
-
تعتبر الـ SCFAs مصدر أساسي للطاقة لخلايا بطانة القولون مما يساعد في الحفاظ على سلامتها ووظيفتها.
-
تشير بعض الأبحاث إلى أن هذه الأحماض قد تساعد في تقليل الالتهابات داخل الجهاز الهضمي.
-
يعتقد أن الـ SCFAs قد يكون لها دور إيجابي في تحسين أعراض بعض الحالات الهضمية مثل داء كرون، والتهاب القولون التقرحي، وربما متلازمة القولون العصبي (IBS).
ملاحظة حول أزهار الخوخ
-
أظهرت أبحاث أُجريت على الحيوانات واستخدمت مستخلص أزهار الخوخ أن بعض المركبات الموجودة في هذه الأزهار قد تزيد من قوة وتواتر انقباضات الأمعاء مما يساعد نظريًا في الحفاظ على إيقاع منتظم لحركة الطعام، لكن هذه النتائج من دراسات حيوانية وباستخدام جزء مختلف من النبتة، ولا يمكن تطبيقها مباشرة على تناول فاكهة الخوخ من قبل مرضى القولون العصبي.
هل الخوخ مفيد أم مضر لمرضى القولون العصبي؟
بناء على محتواه من الألياف بنوعيها يمكن أن يقدم الخوخ فوائد محتملة لمرضى القولون العصبي:
-
الألياف غير القابلة للذوبان قد تساعد في تنظيم حركة الأمعاء لدى من يعانون من الإمساك.
-
الألياف القابلة للذوبان، عبر إنتاج الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة، قد تساهم في صحة بطانة الأمعاء وتقليل الالتهاب، وهو أمر قد يكون مفيد لبعض مرضى القولون العصبي.
إذا كنت تعاني من القولون العصبي وترغب في تناول الخوخ يفضل البدء بكمية صغيرة ومراقبة ردة فعل جسمك استشر طبيبك أو أخصائي تغذية للحصول على إرشادات شخصية تناسب حالتك ونظامك الغذائي فالخوخ ليس بالضرورة مضر ولكنه قد يكون مفيد للبعض ومثير للأعراض للبعض الآخر والاعتدال والمراقبة هما المفتاح.