شهد دور البحث الأثري تطورًا جذريًا بفضل دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي والطائرات بدون طيار في مواقع مثل سقارة والأقصر، حيث تستخدم برامج تحليل صور الأقمار الصناعية للكشف عن التغيرات الطفيفة في التربة، مما يساعد في تحديد مواقع دفن مخفية تحت الرمال دون الحاجة إلى الحفر العشوائي، كما توفر أجهزة الرادار المخترق للأرض بيانات ثلاثية الأبعاد عن العمق والفراغات، ما يُسرّع وتيرة العمل ويقلل من التكاليف والمخاطر البيئية.
دور الأدوات الجديدة لحماية المقتنيات
تعتمد فرق الترميم الآن على أنظمة استشعار ذكية تقيس مستويات الرطوبة والحرارة داخل المقابر والمتاحف بشكل لحظي، وترسل تنبيهات في حال ظهور تغيرات مفاجئة قد تؤثر على حالة القطع، كما تُستخدم مواد ترميم بيئية مبتكرة مستخلصة من النباتات، تضمن عدم التفاعل الكيميائي الضار مع الألوان أو المعادن القديمة، وتُطيل عمر القطعة دون التأثير على شكلها الأصلي.
دور الطباعة ثلاثية الأبعاد في التوثيق والترميم
وفرت الطباعة ثلاثية الأبعاد ثورة حقيقية في مجال الآثار، حيث تستخدم لإنتاج نسخ طبق الأصل من التماثيل أو النقوش التالفة، ما يسمح للزوار بالتفاعل معها دون لمس الأصل، كما تُستخدم في تجميع القطع المبعثرة داخل معامل الترميم عن طريق نماذج رقمية تم إنشاؤها بناء على مسح ليزري دقيق، مما يسرّع عمليات الترميم ويقلل من نسبة الخطأ.
مشاركة المجتمعات المحلية في حماية التراث
أطلقت وزارة السياحة والآثار مبادرات توعوية في المدارس والمراكز الثقافية للقرى المحيطة بالمواقع الأثرية، شملت ورشًا للرسم، ورواية القصص التاريخية، وزيارات ميدانية موجهة، ما عزز انتماء الجيل الجديد لتراثه وشجعهم على حمايته، كما تم تعيين عدد من الشباب المحلي كمساعدي مرشدين بعد تدريبهم على التواصل مع السياح وشرح تاريخ الموقع بلغات متعددة.
الترويج الرقمي للآثار عبر الإنترنت
تعمل الدولة على دعم منصات الواقع الافتراضي التي تتيح جولات رقمية داخل المواقع الأثرية مثل مقبرة بتاح حتب أو هرم أوناس، مما يزيد من الإقبال على زيارتها فعليًا، كما جرى إطلاق قناة رسمية على يوتيوب لعرض كواليس الحفائر واللقاءات مع علماء الآثار، ما جعل المحتوى الأثري أكثر جاذبية للمتابعين، خاصة فئة الشباب والمهتمين بالتاريخ من خارج مصر.
تحديات الاستدامة والحفاظ على الاكتشافات
تواجه الفرق تحديات بيئية حقيقية، منها تأثير التغير المناخي وزيادة ملوحة التربة، ما يدفع الدولة إلى تبني خطط مستدامة مثل تركيب محطات طاقة شمسية في المواقع النائية، واستخدام مواد تغليف غير بلاستيكية في المتاحف، إلى جانب تطوير أدلة حماية تراثية تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتوقع المخاطر البيئية مسبقًا.