لم تمضي أيام قليلة على هدوء نسبي داخل نادي الزمالك حتى انفجرت أزمة جديدة بطلها نجم الفريق الأول أحمد سيد "زيزو" حيث تقدم اللاعب بشكوى رسمية ضد إدارة النادي لدى لجنة شؤون اللاعبين باتحاد الكرة، متهمًا إياها بالإساءة له وترويع أسرته هذه الواقعة أعادت فتح ملف الأزمات المتكررة بين اللاعبين والإدارة، وأثارت جدلًا واسعًا في الشارع الرياضي المصري.

 

أزمة زيزو والزمالك.. شرارة خلاف تشعل الأجواء في القلعة البيضاء

 بدأت الأزمة بتصريحات زيزو خلال أحد اللقاءات الصحفية، حيث ألمح إلى تعرضه لضغوط نفسية وتجاوزات إدارية أثّرت على مستواه في الفترة الأخيرة بعدها، تصاعد الموقف بشكل حاد، وتقدّم اللاعب رسميًا بشكوى للاتحاد المصري لكرة القدم، يتهم فيها إدارة الزمالك بعدم الالتزام ببنود العقد وتأخير المستحقات، إلى جانب "إهانته وترويع أسرته" على حد وصفه.

 

الشكوى تضمنت مطالبة اللاعب بالحصول على مستحقاته المالية المتأخرة، إلى جانب فسخ عقده دون شروط جزائية، وهو ما اعتبره النادي تصعيدًا غير مبرر جاء رد الزمالك حادًا وسريعًا، حيث أصدرت الإدارة بيانًا رسميًا تنفي فيه الاتهامات جملةً وتفصيلًا، وتؤكد التزامها الكامل ببنود عقد اللاعب وهددت الإدارة باتخاذ إجراءات قانونية ضد زيزو، ملوحة بعقوبات تصل إلى الإيقاف ، وفتح ملف التحقيق الداخلي لمعرفة أسباب هذا التصعيد.

 

كما عبر بعض أعضاء مجلس الإدارة عن دهشتهم من تصرف زيزو، خاصة وأنه كان يُنظر إليه كقائد للفريق وركيزة أساسية في المشروع الكروي المستقبلي وتفاعلت الجماهير البيضاء مع الأزمة بشكل ملحوظ، إذ انقسمت الآراء بين داعم للاعب، يرى أنه من حقه المطالبة بمستحقاته، وبين من اعتبر تصرفه خيانة للنادي في وقت حرج، وامتدت ردود الأفعال إلى مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تصدر وسم "زيزو_والزمالك" التريند المصري.

 

أما الإعلام الرياضي، فانشغل بتحليل أبعاد الأزمة، وتأثيرها المحتمل على استقرار الفريق في ظل المنافسات المحلية والدولية القادمة، خاصة مع اقتراب نهائي كأس مصر أمام بيراميدز.

 

وفقًا للخبراء القانونيين، فإن شكوى زيزو ستأخذ وقتًا طويلًا للفصل فيها، خاصة أن العقد بين الطرفين لا يزال ساريًا حتى 2026. وأشاروا إلى أن إثبات وجود "إساءة" أو "ترويع" هو أمر صعب ويستلزم أدلة ملموسة، وفي المقابل، قد يواجه اللاعب غرامات أو إيقاف إذا ثبت تعمده الإساءة إلى ناديه.

 

الأزمة الحالية فتحت باب التكهنات حول مصير زيزو مع الزمالك، البعض يرى أنه قرر الرحيل بالفعل ويبحث عن مخرج قانوني، وسط أنباء عن اهتمام أندية خليجية بالتعاقد معه. بينما يرى آخرون أن الأزمة قد تنتهي بتدخلات من كبار النادي وتهدئة الأجواء، كما حدث في أزمات سابقة.

 

من جهة أخرى، سيؤثر استمرار هذه الأزمة على الأداء الفني للفريق، حيث يعتمد الجهاز الفني على زيزو كعنصر أساسي في التشكيلة، وقد يضطر الزمالك للاستعانة بعناصر بديلة إذا قرر اللاعب التمرد أو الغياب عن المباريات.

 

ليست هذه المرة الأولى التي يواجه فيها الزمالك أزمة مشابهة، إذ سبق أن شهد النادي مشكلات مع لاعبين مثل فرجاني ساسي، مصطفى محمد، وحمدي النقاز، جميعها انتهت بالرحيل أو التسوية القانونية، ويبدو أن أزمة زيزو تسير في نفس الاتجاه، ما يطرح تساؤلات حول سياسة الإدارة في التعامل مع نجوم الفريق.

 

أزمة زيزو مع الزمالك تُعد من أبرز التحديات التي تواجه النادي في المرحلة الحالية ورغم أن الحلول لا تزال ممكنة عبر الحوار والتهدئة، إلا أن التصعيد المتبادل بين الطرفين ينذر بمواجهة قانونية قد تفقد الفريق أحد أهم نجومه، جماهير الزمالك تنتظر الآن ما ستسفر عنه الأيام القادمة، بين أمل في المصالحة وخوف من خسارة ركيزة فنية طالما كانت مصدر فخر للقلعة البيضاء.