ارتبط الرقص الشرقي بالنساء منذ زمن بعيد كأحد الفنون التعبيرية التقليدية ومع ذلك، فقد شهد هذا الفن تحولات كبيرة في السنوات الأخيرة، حيث بدأ الرجال يشاركون فيه، مما أثار نقاشات واسعة في المجتمع اللبناني والعربي.

 

الرقص الشرقي للرجال..  تصارع مع المفاهيم الاجتماعية في لبنان

بدأ الحديث عن الرقص الشرقي للرجال في لبنان بعد ظهور مقاطع فيديو لراقصين لبنانيين على وسائل التواصل الاجتماعي وقد اعتبرت هذه الظاهرة بمثابة خطوة نحو مواجهة العادات الاجتماعية وبهدف تعليم الناس فن الرقص الشرقي وتحقيق دخل من مهنة ما زالت تعتبر جديدة تمامًا بالنسبة للرجال في المجتمعات العربية.

 

إيليا سعد: راقص شرقي رجالي شغوف

أعادت تجربة الشاب اللبناني إيليا سعد في مجال الرقص الشرقي إحياء النقاش حول بداية واستمرار مسيرته الفنية المثيرة وأوضح إيليا أنه لم يغير هويته لدخول عالم الرقص مؤكدًا أنه لا يتظاهر بأي صفة أخرى من أجل إيصال رسالته الفنية كما أفاد بأن لديه شغفًا كبيرًا بالرقص الشرقي رغم التحديات التي يواجهها.

 

تحديات رقص الرجال الشرقي ونجاح إيليا سعد

أفاد إيليا سعد أن بدايته في فن الرقص الشرقي كانت عندما كان في الثالثة عشرة من عمره، حيث كان يتدرب بمفرده دون أن يفهم سبب حبه لهذا الفن في ذلك الحين وأوضح أنه عمل كـ"شيف" في المطار الدولي لمدة 12 عامًا، مشيرًا إلى أن هذه المعلومة لم تكن معروفة لدى أحد من قبل وقد استطاع إيليا سعد أن يحقق شهرة واحترافية في مجال الرقص الشرقي، حيث يقدم عروضه حاليًا في 14 نادي في لبنان، بالإضافة إلى تقديمه عروضًا في دول خارج لبنان.

 

تأثير الرقص الشرقي الرجالي

ويعتبر الرقص الشرقي للرجال ظاهرة فنية جديدة في لبنان، حيث بدأ الرجال في الانخراط في هذا الفن مما أحدث جدلًا واسعًا في المجتمع من خلال تجربة إيليا سعد، يتضح أن الرقص الشرقي للرجال يمكن أن يكون مهنة مثمرة وممتعة، رغم الصعوبات التي قد تواجههم في هذا المجال.

وفي زمن تتغير فيه المفاهيم وتنكسر فيه الصور النمطية، يبرز الرقص الشرقي للرجال لكفن جريء يعيد تعريف الحدود بين الجسد، الفن، والثقافة. ورغم أن الرقص الشرقي يعرف تقليديًا بأنه مجال نسائي، إلا أن عددًا متزايدًا من الرجال بدأوا يشقون طريقهم في هذا الفن الغني بالحركات المعقدة والإيقاعات الساحرة.