تعيش جماهير نادي النصر السعودي حالة من القلق والترقب بعد أنباء متداولة عن نية إدارة النادي عدم المشاركة في بطولة "دوري أبطال آسيا 2"، رغم أحقيته في خوض منافساتها في الموسم المقبل.

 

وتأتي هذه الأخبار بعد الهزيمة أمام الاتحاد في الجولة الثلاثين من دوري روشن السعودي، والتي قلصت من فرص الفريق في التأهل إلى النسخة الأقوى من دوري أبطال آسيا المخصصة للنخبة.

 

خسارة النصر أمام الاتحاد بنتيجة 3-2، جاءت لتجعل الأمور أكثر تعقيدًا أمام الفريق في سباق التأهل للبطولة الآسيوية الأولى. النصر يحتل حاليًا المركز الرابع برصيد 60 نقطة، بفارق 5 نقاط عن الهلال صاحب المركز الثاني و11 نقطة عن المتصدر، ليبتعد نظريًا عن فرص اللحاق بركب المتأهلين إلى النسخة الأهم من دوري الأبطال، بينما ضمن الأهلي المشاركة كحامل للقب.

 

وبحسب النظام الحالي، يتأهل بطل ووصيف دوري روشن إلى "دوري أبطال آسيا للنخبة"، فيما يتأهل صاحب المركز الرابع بالإضافة إلى بطل كأس خادم الحرمين الشريفين إلى النسخة الثانية من البطولة الآسيوية.

 

وسط هذا المشهد، فجر الإعلامي هاني الداود مفاجأة صادمة لعشاق "العالمي" بعدما أشار في تصريح عبر قناة MBC Action إلى وجود توجه داخل إدارة النصر بعدم المشاركة في "أبطال آسيا 2"، والتركيز بدلًا من ذلك على البطولات المحلية والاستعداد للموسم المقبل بصورة أفضل.

 

هذا التوجه أثار علامات استفهام كثيرة، خاصة مع ارتباط اسم النصر بدوري الأبطال القاري لسنوات طويلة، ومشاركاته التي دائمًا ما كانت ضمن الكبار، فهل من المنطقي أن يرفض النادي خوض البطولة لمجرد أنها ليست ضمن "الصف الأول" آسيويًا؟

 

عقوبات صارمة في الطريق

 

قرار مثل هذا لن يمر مرور الكرام، فالاتحاد الآسيوي لكرة القدم حدد بشكل واضح العقوبات التي قد تُفرض على أي نادٍ يقرر الانسحاب من بطولاته القارية.

 

وبالعودة إلى المادة (5.2) من لائحة المسابقات للاتحاد، فإن الانسحاب حتى قبل إجراء القرعة يعرض النادي إلى عدة عقوبات، تبدأ بغرامة مالية وقد تصل إلى الحرمان من المشاركة في أي بطولات آسيوية مستقبلية لمدة يتم تحديدها حسب الحالة.

 

ولن يقف الأمر عند هذا الحد، بل يتم تحويل النادي المنسحب إلى لجنة الانضباط، التي تمتلك صلاحية إصدار عقوبات تأديبية إضافية تتناسب مع حجم المخالفة، بما في ذلك فرض حظر رياضي أو إداري أو حتى خصم نقاط مستقبلية في مسابقات محلية.

 

خسائر فنية وجماهيرية محتملة

 

الانسحاب، إن حدث، لا يُعد فقط مخالفة قانونية، بل يمثل خسارة كبيرة على المستويين الفني والتسويقي للنادي.

 

المشاركة القارية تمنح اللاعبين احتكاكًا مهمًا، كما تسهم في رفع القيمة السوقية للفريق، فضلًا عن العوائد المالية التي تأتي من حقوق البث والرعاية.

 

من جهة أخرى، قد يرى بعض المشجعين في القرار تقليلًا من مكانة النصر كنادي كبير في القارة الآسيوية، وهو ما قد يؤثر على ولاء الجماهير وحماسهم في الفترة القادمة، خاصة في ظل وجود نجوم كبار على رأسهم كريستيانو رونالدو، الذي انضم لتحقيق البطولات لا للانسحاب منها.

 

هل تتراجع الإدارة؟

 

حتى الآن، لم يصدر أي بيان رسمي من إدارة نادي النصر يؤكد أو ينفي نية الانسحاب من البطولة، لكن الضغوط الجماهيرية والإعلامية قد تدفع الإدارة لمراجعة القرار حال تم اتخاذه بالفعل.

 

وفي الوقت الذي تسعى فيه فرق أخرى لضمان أي تواجد على الساحة القارية، يبقى النصر أمام مفترق طرق حاسم: إما التمسك بالفرصة المتاحة، أو المخاطرة بعقوبات قاسية قد تلقي بظلالها على مستقبل الفريق.

 

الانسحاب من "دوري أبطال آسيا 2" ليس قرارًا بسيطًا، بل يحمل في طياته عواقب قانونية ومالية وربما جماهيرية، وهو ما يجب أن تأخذه إدارة النصر في الحسبان قبل اتخاذ أي خطوة.

 

أما جماهير النادي، فهي لا تزال تنتظر الحسم، على أمل أن يظل "العالمي" حاضرًا في الساحة الآسيوية، حتى وإن كانت من بوابة النسخة الثانية.