في خطوة مفاجئة، أعلن الناشط السياسي وائل غنيم عن توبته وابتعاده عن الإدمان، كاشفًا عن تفاصيل رحلته مع التعافي من تعاطي المخدرات والكحول، وذلك من خلال رسالة مؤثرة نشرها عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأوضح غنيم أنه اتخذ قرارًا حاسمًا في بداية العام الجاري بالتوقف عن تعاطي المواد المخدرة والكحول والتدخين، مؤكدًا أنه نجح في الامتناع التام عن هذه العادات منذ ثلاثة أشهر. وأشار إلى أنه قرر أيضًا الابتعاد عن الغيبة والنميمة والسب والشتم والجهر بالمعاصي، ساعيًا إلى التوبة النصوحة والتقرب إلى الله.
وقال غنيم في رسالته: "ظلمت نفسي، وأهلي، ووطني، وديني، والكثير من الناس حتى من أحبهم ويحبونني، ووقعت في انتكاسة شيطانية لم أكن يومًا أتخيل الوقوع فيها، واليوم أعود وأجدد عهدي مع الله عز وجل بحسن التوكل عليه والصبر الجميل على ما كان من نتاج ما اقترفته، والسعي الحثيث لإعادة الحقوق لكل من له حق في ذمتي قبل أن ألقى ربي".
كما وجه غنيم رسالة إلى المستشار تركي آل الشيخ، رئيس الهيئة العامة للترفيه في المملكة العربية السعودية، معربًا عن اعتذاره عن أي إساءة صدرت منه في السابق. وأكد أنه يسعى إلى تصحيح أخطائه والعودة إلى الطريق الصحيح، داعيًا الجميع إلى منحه فرصة جديدة.
تأتي هذه التصريحات بعد فترة من الغياب عن الساحة الإعلامية، حيث كان غنيم قد أثار الجدل في السنوات الماضية بسبب مواقفه وتصريحاته المثيرة للجدل. ويُعد هذا الإعلان بمثابة تحول كبير في حياة غنيم، الذي كان له دور بارز في ثورة 25 يناير 2011، حيث كان من أبرز الوجوه الشابة التي طالبت بالتغيير والإصلاح.
وقد لاقت رسالة غنيم تفاعلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبّر العديد من المتابعين عن دعمهم له في رحلته الجديدة، متمنين له الثبات والنجاح في تحقيق أهدافه. كما دعا البعض إلى ضرورة تقديم الدعم النفسي والمعنوي للأشخاص الذين يمرون بتجارب مشابهة، مؤكدين على أهمية التوعية بمخاطر الإدمان وطرق التعافي منه.
وفي هذا السياق، أشار خبراء الصحة النفسية إلى أن الاعتراف بالمشكلة واتخاذ قرار التغيير يُعدان من أهم الخطوات في طريق التعافي. وأكدوا على ضرورة توفير بيئة داعمة للمُتعافين، وتقديم الدعم اللازم لهم لمساعدتهم على تجاوز التحديات التي قد تواجههم.
من جانبه، دعا غنيم في ختام رسالته إلى ضرورة التسامح والتعاون بين أفراد المجتمع، مؤكدًا أن الجميع معرض للخطأ، وأن الأهم هو السعي إلى التوبة والإصلاح. وأعرب عن أمله في أن تكون تجربته مصدر إلهام للآخرين، داعيًا إلى نشر الوعي حول أهمية الصحة النفسية والابتعاد عن السلوكيات الضارة.
يُذكر أن وائل غنيم كان قد لعب دورًا مهمًا في إشعال شرارة ثورة 25 يناير من خلال نشاطه على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث كان من أبرز الداعين إلى التظاهر ضد النظام السابق. وبعد الثورة، تراجع ظهوره الإعلامي تدريجيًا، قبل أن يعود للواجهة مجددًا بإعلانه الأخير عن توبته وتعافيه من الإدمان.
وتُعد هذه الخطوة من غنيم بمثابة دعوة للتفكير في أهمية الصحة النفسية والدعم المجتمعي، خاصة في ظل التحديات التي يواجهها الشباب في العصر الحالي. كما تسلط الضوء على ضرورة توفير برامج توعية وعلاج فعّالة لمساعدة الأفراد على التغلب على الإدمان والعودة إلى حياة صحية ومستقرة.