أفادت مصادر طبية فلسطينية بأن القصف الإسرائيلي المتواصل هذا الصباح استهدف عدة مناطق متفرقة في قطاع غزة مما أسفر عن مقتل 42 شخصًا على الأقل وإصابة عشرات آخرين بجروح متفاوتة الخطورة، ويشمل ذلك نساء وأطفالًا بينهم إصابات حرجة تتطلب نقلهم إلى الخارج لتلقي العلاج اللازم.
تحذيرات من انهيار المنظومة الصحية
حذرت تلك المصادر من أنّ المستشفيات والمراكز الطبية في القطاع باتت على حافة الانهيار مع نفاد الأدوية والمستلزمات الطبية الأساسية، كما أن العشرات من الجثث لا تزال محتجزة في ثلاجات الموتى بسبب كثافة الإصابات وقلة الطواقم الطبية، ما ينذر بكارثة صحية وشيكة في حال استمرار القصف دون فتح معابر للإجلاء الطبي.
انقطاع الكهرباء والمياه يفاقم الكارثة
تعاني أحياء واسعة في شمال وجنوب القطاع من انقطاع شبه كامل للكهرباء والمياه منذ ساعات القصف الأولى، مما يعيق عمل أجهزة التنفس الاصطناعي ويجعل من عمليات التعقيم ومكافحة العدوى مشكلة إضافية تواجه الأطباء والممرضين داخل المستشفيات المكدسة بالجرحى.
نزوح داخلي تحت القصف
شهدت مناطق وسط وغرب غزة موجة نزوح داخلي جديدة، حيث لجأ آلاف المدنيين نحو الشمال والجنوب باحثين عن ملاذات آمنة، لكن القصف امتد إلى مخيمات النزحين والفنادق التي تحولت لمراكز إيواء، الأمر الذي ترك المدنيين عرضة للخطر مجددًا وسط شحّ المياه والغذاء والدواء.
تحركات دولية عاجلة
دعت عدة منظمات حقوقية وإغاثية دولية إلى فتح ممرات إنسانية فورية لإدخال المساعدات الطبية والغذائية، كما طالبت بإيقاف القصف لحماية المدنيين واستئناف مسار التفاوض لإقرار هدنة عاجلة، لكن حتى لحظة كتابة الخبر لم تصدر أي تصريحات رسمية مؤكدة من حكومة الاحتلال أو الوسطاء الدوليين حول وقف العمليات العسكرية.
يأتي هذا التصعيد في سياق صراع متواصل على مدى أكثر من عام بين حركة المقاومة الفلسطينية والقوات الإسرائيلية، والذي أودى منذ بدايته بمئات القتلى وآلاف الجرحى ودمر بنية تحتية حيوية في القطاع، فيما ما زال الحصار والإغلاق يفرضان ضغطًا هائلاً على السكان الذين يعانون نقصًا حادًا في كافة مقومات الحياة اليومية.
مساعي وقف النار تراوح مكانها
رغم ما تردد من تصريحات عن وساطات عربية ودولية للتوصل إلى تهدئة أو هدنة مؤقتة، فإن الخلافات حول آليات مراقبة وقف إطلاق النار وضمان دخول المساعدات لم ترقَ بعد إلى اتفاق شامل يُوقف حمام الدم ويوقف معاناة المدنيين في غزة.
يحذر خبراء الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية من أن استمرار هذا التصعيد قد يدفع القطاع نحو أزمة إنسانية غير مسبوقة تشمل انتشار الأمراض والأوبئة، في ظل شُحّ الوقود والدواء وانهيار خدمات الصرف الصحي، ما يجعل من أي اتفاق هدنة عاجلة ضرورة قصوى لتفادي المزيد من الكوارث والضحايا.