بدأ نادي ليفربول الإنجليزي تحركاته من أجل تأمين مستقبل أحد أبرز نجومه هذا الموسم، الدولي الكولومبي لويس دياز، والذي بات ملف تجديد عقده من أولويات الإدارة في ظل الأداء اللافت الذي قدمه خلال موسم 2024-2025.
ويأتي ذلك بعد أن نجح النادي مؤخرًا في تأمين مستقبل الثنائي محمد صلاح وفيرجيل فان دايك بعقود جديدة، ضمن خطة إعادة بناء الفريق مع قدوم المدرب الهولندي آرني سلوت، خلفًا ليورغن كلوب.
عقد دياز الحالي وأرقامه مع ليفربول
يرتبط لويس دياز بعقد مع ليفربول يمتد حتى صيف 2027، منذ انضمامه قادمًا من بورتو البرتغالي في يناير 2022 مقابل 54 مليون يورو، لكن مستواه المتصاعد جعله يستحق وضعًا جديدًا داخل الفريق، من حيث الأجر والمكانة.
في الموسم الحالي، سجّل دياز 17 هدفًا في جميع البطولات، وهو أفضل سجل تهديفي له منذ انضمامه إلى "الريدز". إلى جانب أهدافه، ساهم أيضًا في عدد من التمريرات الحاسمة، وأثبت نفسه كعنصر رئيسي في الهجوم، خاصة في ظل غيابات متكررة لكل من صلاح وجوتا.
دياز: "لو كان الأمر بيدي، لبقيت إلى الأبد"
وفي تصريحات تؤكد رغبته في الاستمرار، قال لويس دياز: "أنا سعيد جدًا هنا. ليفربول نادٍ رائع، وجماهيره لا تُصدق. لو كان الأمر بيدي، لبقيت هنا إلى الأبد".
كلمات تعكس التزام اللاعب بالمشروع الجديد للنادي، وتمنح الإدارة دفعة قوية في مفاوضاتها القادمة، خاصة مع وجود اهتمام أوروبي غير معلن من أندية كبرى في إسبانيا وفرنسا.
توقيت المفاوضات المرتقبة
بحسب مصادر صحفية بريطانية، يخطط ليفربول لبدء مفاوضات تجديد عقد دياز رسميًا عقب نهاية الموسم الحالي في 25 مايو 2025. ويتوقع أن تشمل المفاوضات تحسين راتب اللاعب بشكل كبير، ليقترب من الفئة الأولى في سلم الرواتب داخل الفريق.
رغم تألقه اللافت، لا يصنف لويس دياز حاليًا ضمن أعلى 10 لاعبين أجرًا في ليفربول. ويحصل على راتب أسبوعي أقل بكثير مقارنة بالنجمين محمد صلاح وفيرجيل فان دايك، اللذين يتقاضيان أكثر من 350 ألف جنيه إسترليني أسبوعيًا.
دياز يرى أن مساهماته الفنية تستحق معاملة مالية توازي تلك المقدّمة لنجوم الصف الأول، لا سيما في ظل الأدوار التكتيكية المتعددة التي يؤديها على الطرف الهجومي، وقدرته على الحسم في المباريات الكبيرة.
تواجه إدارة ليفربول تحديًا في تحقيق التوازن بين مكافأة دياز ماليًا والحفاظ على هيكل الأجور داخل الفريق، خاصة في ظل السياسة التي انتهجها النادي في السنوات الماضية لضبط النفقات والامتناع عن التعاقدات الضخمة، مقابل الاستثمار في اللاعبين الشباب وتطوير الموجودين.
إلا أن المصادر القريبة من النادي تؤكد أن الإدارة تدرك أهمية الإبقاء على اللاعبين المؤثرين، خاصة أولئك الذين عبّروا عن رغبتهم الصريحة في البقاء، وهو ما يجعل التجديد لـ دياز "مسألة وقت لا أكثر".
مع رحيل يورغن كلوب نهاية الموسم، وبدء عهد جديد بقيادة المدرب آرني سلوت، يسعى ليفربول للحفاظ على العناصر الأساسية في الخط الأمامي، خاصة مع تراجع مستوى بعض المهاجمين الآخرين ووجود احتمالات كبيرة برحيل بعضهم في الصيف، مثل داروين نونيز أو كودي جاكبو.
ويمثّل دياز خيارًا مستقرًا فنيًا وبدنيًا، بفضل مهاراته العالية، التزامه الدفاعي، وقدرته على اللعب في أكثر من مركز هجومي، ما يجعله ضمن أعمدة المشروع الجديد.
على وسائل التواصل الاجتماعي، أبدت جماهير ليفربول دعمها الكامل لاستمرار دياز، حيث تصدر اسمه "الترند" عقب تسجيله هدف الفوز أمام مانشستر يونايتد الشهر الماضي، وارتفعت الأصوات المطالبة بتجديد عقده وتحسين راتبه بما يتناسب مع قيمته الفنية.
وينظر إلى دياز كأحد اللاعبين الذين يمكن البناء عليهم في الحقبة الجديدة بعد رحيل كلوب، إلى جانب ألكسيس ماك أليستر وسوبوسلاي وتشواميني.
يبدو أن مستقبل لويس دياز مع ليفربول بات أقرب إلى الحسم الإيجابي، في ظل التفاهم بين رغبة اللاعب واستراتيجية النادي في الحفاظ على ركائزه ومع التحول المنتظر في شكل الفريق خلال المرحلة المقبلة، سيكون دياز أحد المفاتيح الأساسية في خطط المدرب الجديد.
يبقى أن نرى ما إذا كانت إدارة النادي ستمنحه الراتب الذي يليق بمكانته، أم أنها ستواجه اختبارًا جديدًا في قدرتها على الحفاظ على نجومها وسط تطور سوق الانتقالات الأوروبية.