في ظل التحولات الإقليمية العاصفة التي يشهدها الشرق الأوسط، تبرز مصر كقوة إقليمية فاعلة تتصدى لمحاولات تغيير خريطة المنطقة وتدافع بقوة عن القضية الفلسطينية، حيث جاءت كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسي في القمة العربية ببغداد بمثابة تأكيد صريح على ثوابت مصر القومية والأخلاقية، وقد أضاء الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، خلال لقائه الإعلامي مع أحمد موسى، جوانب هامة من هذا الدور المصري العميق، موضحاً حجم التحديات التي تواجهها القاهرة، بدءاً من الضغوط الدولية وانتهاءً بالحملات الإعلامية الممنهجة، ومؤكداً في الوقت ذاته أن مصر لا تزال حائط الصد الأقوى في وجه المشاريع المشبوهة التي تستهدف استقرار المنطقة

رسائل السيسي في القمة العربية: مواقف ثابتة ورؤية شاملة

أوضح الدكتور طارق فهمي أن كلمة الرئيس السيسي في قمة بغداد تضمنت رسائل محورية ذات أبعاد داخلية وخارجية، حيث:

  • أكد الرئيس على ضرورة إقامة الدولة الفلسطينية كشرط لا غنى عنه رغم مسارات التطبيع في المنطقة

  • شدد على أهمية دعم مؤسسات العمل العربي المشترك ودور الجامعة العربية

  • أعاد التأكيد على مركزية القضية الفلسطينية في السياسة المصرية

  • طرح رؤية شاملة لإعادة إعمار قطاع غزة

موقف مصر من القضية الفلسطينية: أقوال تتحول إلى أفعال

أشار فهمي إلى أن مصر لا تتوقف عند الشعارات، بل تنفذ ما تعلنه من مواقف، حيث:

  • تقدم دعمًا حقيقيًا لمؤسسات السلطة الفلسطينية للقيام بدورها

  • تتبنى نظرة شاملة للقضية الفلسطينية وليست جزئية أو مرحلية

  • تعمل على تخفيف معاناة الفلسطينيين عبر مشاريع الإعمار في غزة

  • تقف بحزم ضد محاولات تهجير الفلسطينيين أو تغيير ديموغرافية المنطقة

مخططات مشبوهة: مشروع غزة وتغيير خريطة الشرق الأوسط

حذر فهمي من وجود مخططات خارجية تهدف إلى إعادة تشكيل خريطة الشرق الأوسط، موضحًا أن:

  • ما يسمى بـ«مشروع غزة» يستهدف إقامة كيان سياسي بديل خارج أراضي فلسطين

  • هذه المشاريع تستهدف أمن مصر القومي بشكل مباشر

  • مصر تتعرض لهجوم إعلامي يومي من قنوات ومنصات العدو لإضعاف موقفها

  • هناك محاولات لتمرير هذه المخططات تحت غطاء سياسي وإنساني زائف

الدور المصري في التصدي للمشروع الإسرائيلي

أكد فهمي أن مصر تقف أمام المشروع الإسرائيلي بكل وضوح، مشيرًا إلى:

  • موقف الرئيس السيسي الذي يمثل قوة تفاوضية على الساحة الدولية

  • قدرة مصر على تحريك الموقف العربي نحو موقف موحد

  • رفض مصر للمساومة على الحقوق الفلسطينية مهما كانت الضغوط

  • مطالبة مصر للجامعة العربية بالتحرك الجماعي وفقًا لرؤية القاهرة

تمثل مصر اليوم درعًا عربيًا صلبًا في وجه المخططات التي تستهدف تمزيق المنطقة وطمس الحقوق الفلسطينية، حيث تواصل القاهرة بقيادة الرئيس السيسي دورها المحوري في دعم القضية الفلسطينية، وتثبيت الثوابت الوطنية والقومية، وبينما يتآمر البعض في الخفاء لتغيير خريطة الشرق الأوسط، تقف مصر علنًا بوجه هذه المؤامرات، بسلاح الموقف الثابت، والقرار الحر، والدبلوماسية الفعالة، والشعور الوطني العميق بأن أمن فلسطين هو جزء لا يتجزأ من أمنها القومي