يبدو أن نادي الهلال السعودي في طريقه لفتح صفحة جديدة على مستوى القيادة الفنية، بعدما اقترب من حسم التعاقد مع المدرب البرتغالي سيرجيو كونسيساو، ليتولى تدريب الفريق في الفترة المقبلة، وتحديدًا خلال مشاركته في النسخة الموسعة من بطولة كأس العالم للأندية 2025، المقررة إقامتها في الولايات المتحدة.

 

ويأتي ذلك في أعقاب إقالة المدرب السابق جورجي جيسوس في أبريل الماضي، بعد سلسلة من النتائج المتذبذبة، حيث يتولى حالياً محمد الشلهوب القيادة الفنية بشكل مؤقت، لحين الإعلان الرسمي عن المدرب الجديد.

 

بحسب تقارير إعلامية متعددة، فإن إدارة الهلال دخلت في مفاوضات مباشرة مع عدد من الأسماء التدريبية البارزة في أوروبا، إلا أن سيرجيو كونسيساو، المدير الفني السابق لبورتو وميلان، بات هو الأقرب لقيادة الزعيم، بعد أن بات رحيله عن ميلان الإيطالي شبه محسوم، خاصة في ظل فشل "الروسونيري" في إنهاء الموسم بشكل يضمن له مقعدًا أوروبيًا.

 

كوبران خسر نهائي كأس إيطاليا أمام بولونيا، وتراجع ترتيب ميلان إلى المركز التاسع في الدوري، وهو ما دفع إدارة النادي الإيطالي لاتخاذ قرار بعدم تمديد عقده.

 

إذا تم الاتفاق رسميًا، فإن كونسيساو سيدخل تحديًا مختلفًا كليًا في الملاعب السعودية، حيث سيقود واحدًا من أكبر الأندية الآسيوية وأكثرها تتويجًا. الهلال، صاحب التاريخ القاري الكبير، يعول كثيرًا على التعاقد مع مدرب يتمتع بخبرة أوروبية وثقافة الفوز، لتقديم نسخة قوية في كأس العالم للأندية، التي تقام لأول مرة بهذا الشكل الموسع، وتضم نخبة أندية العالم.

 

الهلال أُوقع في المجموعة الثامنة إلى جانب ريال مدريد الإسباني، وسالزبورج النمساوي، وباتشوكا المكسيكي وتبدو المواجهة أمام ريال مدريد خاصة جدًا، حيث تمثل اختبارًا حقيقيًا لقدرات أي مدرب سيقود الزعيم في هذا المحفل الدولي. ومن هنا تأتي أهمية اختيار اسم كبير يمتلك رصيدًا فنيًا يسمح له بقيادة الفريق بثقة وخبرة.

 

سيرجيو كونسيساو ليس غريبًا عن كرة القدم ذات الطابع التنافسي العالي. فهو يتمتع بسجل تدريبي جيد، خاصة مع نادي بورتو البرتغالي، حيث حقق معه عددًا من البطولات المحلية، وقدم أداءً لافتًا في دوري أبطال أوروبا وتميز كونسيساو بالانضباط التكتيكي، واعتماده على الضغط العالي، والكرة المباشرة، ما يجعله مناسبًا لفريق يملك عناصر هجومية بارزة مثل الهلال.

 

ورغم قصر فترته مع ميلان، إلا أنه ترك انطباعًا إيجابيًا لدى بعض النقاد، خصوصًا في بداية الموسم، قبل أن تتراجع نتائج الفريق نتيجة إصابات متعددة وضعف في دكة البدلاء.

 

تاريخ الهلال الحديث شهد تكرار التجربة البرتغالية أكثر من مرة، بداية من جورجي جيسوس عام 2018، الذي عاد لاحقًا لقيادة الفريق قبل إقالته مؤخرًا وفي عام 2021، تولى

 

جوزيه مورايس تدريب الهلال مؤقتًا لخمس مباريات، ثم جاء ليوناردو جارديم الذي نجح في قيادة الفريق لتحقيق لقب دوري أبطال آسيا في نفس العام.

 

ويبدو أن الإدارة الزرقاء وجدت ضالتها في المدرسة البرتغالية، لما تتمتع به من تنظيم تكتيكي صارم وقدرة على بناء فرق قوية هجوميًا ودفاعيًا.

 

التحدي الأول لكونسيساو في حال تعاقده مع الهلال سيكون التحضير لبطولة كأس العالم للأندية، ولكن لن يكون ذلك التحدي الوحيد فالهلال يسعى أيضًا للحفاظ على هيمنته المحلية، واستعادة لقب دوري أبطال آسيا في نسخته القادمة، مما يعني أن المدرب الجديد سيُواجه ضغطًا عاليًا منذ يومه الأول.

 

كما سيتعين عليه التكيّف مع الدوري السعودي، الذي يشهد تطورًا متسارعًا، ودخول عدد من النجوم العالميين، ما رفع من نسق التنافس وقوة المباريات.