في مشهد نادر يجسد القيم الأخلاقية الحقيقية للرياضة، أظهر الكابتن محمود الخطيب، رئيس النادي الأهلي، موقفًا إنسانيًا رفيعًا عندما تنازل عن حقه الشخصي في واقعة إساءة تعرض لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكداً تمسكه بالقيم والمبادئ التي تربى عليها، ومفضلاً طي الصفحة بدلاً من التصعيد.
تعود الواقعة إلى منشور مسيء تم تداوله مؤخرًا على مواقع التواصل، نُسب إلى الدكتور مصطفى القاضي، المدير التنفيذي لنادي جرين هيلز، تضمن إساءة مباشرة ودعاء بالمرض ضد رئيس النادي الأهلي هذا المنشور أثار موجة استياء عارمة بين جماهير الفريق الاول لكرة القدم بالنادي الأهلي وقطاع واسع من الرأي العام الرياضي، ما دفع إدارة نادي جرين هيلز إلى اتخاذ قرار عاجل بإنهاء خدمات القاضي.
رغم القرار الإداري، جاءت المفاجأة الكبرى في اتصال هاتفي أجراه الكابتن محمود الخطيب مع الدكتور تامر السعيد، رئيس نادي جرين هيلز، حيث عبّر عن رفضه تحميل أسرة الدكتور مصطفى القاضي ثمن خطأ فردي، مؤكدًا أنه لم يكن على علم بالواقعة بسبب تواجده في جنوب إفريقيا برفقة بعثة الأهلي.
وجاء في البيان الرسمي للنادي: "الكابتن الخطيب قدّر قرار مجلس الإدارة، لكنه أكد أنه لا يقبل الأذى الذي طال أسرة القاضي، وأعلن تنازله التام عن حقه الشخصي، طالبًا إعادة القاضي إلى منصبه"
في لفتة رمزية تهدف إلى تعزيز روح التسامح، وجّه الخطيب دعوة رسمية لرئيس وأعضاء مجلس إدارة نادي جرين هيلز لزيارة مقر النادي الأهلي، تعبيرًا عن طيّ الخلاف وبداية صفحة جديدة، بما يعكس شخصية رياضية استثنائية قادرة على تحويل الأزمات إلى دروس في الأخلاق والمسؤولية.
رئيس نادي جرين هيلز، الدكتور تامر السعيد، وصف الموقف بـ"المفاجأة الجميلة"، مضيفًا: "هذا ليس غريبًا على شخصية بحجم وقيمة الكابتن الخطيب. سنتعامل مع طلبه بكل تقدير، ونعرضه على مجلس الإدارة لاتخاذ القرار المناسب"
هذا الموقف النبيل يعكس جزءًا من شخصية محمود الخطيب، اللاعب والإداري الذي طالما عُرف بروحه الراقية داخل وخارج الملاعب وفي وقت تتصاعد فيه حدة الخلافات والشتائم في المشهد الرياضي، يُقدم رئيس الأهلي درسًا في القيادة الأخلاقية وضبط النفس والتمسك بالقيم الأصيلة.