يواصل دوري أبطال أوروبا تحضيراته للانطلاق في موسم 2025 – 2026، وسط ترقب كبير من عشاق كرة القدم الأوروبية لمشاهدة النسخة الثانية من البطولة بنظامها الجديد "النظام السويسري"، الذي يمثل تحوّلاً جذرياً في آلية تنظيم المسابقة الأكبر على مستوى الأندية في العالم.
دوري أبطال أوروبا بنظامه الجديد يقترب من الاكتمال: 29 نادياً تأهلوا رسمياً وصراع مشتعل على 7 مقاعد
وقد حسمت 29 نادياً حتى الآن تأهلها الرسمي إلى مرحلة الدوري الجديدة، التي تضم 36 فريقاً في مجموعة واحدة، يخوض فيها كل فريق 8 مباريات ضد خصوم مختلفين، ما يفتح الباب أمام مواجهات أكثر تنوعاً وقوة في الدور الأول من البطولة.
نظام جديد مستوحى من الشطرنج
التغيير الأكبر الذي طرأ على البطولة تمثل في استبدال نظام المجموعات المعتاد بنظام مستوحى من "الدوري السويسري للشطرنج"؛ في هذا النظام، لا تتوزع الفرق على مجموعات، بل توضع جميعها في مجموعة موحدة، وتخوض كل منها 8 مباريات ضد خصوم مختلفين يتم تحديدهم بناءً على التصنيف والقوة النسبية.
يتم لعب 4 مباريات على أرض الفريق و4 خارجها، ثم يتأهل أول 8 فرق إلى دور الـ16 مباشرة، فيما تخوض الفرق من المركز التاسع إلى الرابع والعشرين ملحقاً فاصلاً لتحديد بقية المتأهلين لدور ثمن النهائي.
هذا النظام الجديد تم تطبيقه لأول مرة في نسخة 2024 – 2025، والتي ستختتم في نهائي مرتقب يوم 31 مايو الجاري بين باريس سان جيرمان الفرنسي وإنتر ميلان الإيطالي على ملعب أليانز أرينا بمدينة ميونخ الألمانية.
زيادة عدد الأندية وعدد المباريات
إضافة إلى تغيير نظام المجموعات، شهدت البطولة توسعاً واضحاً في عدد الأندية المشاركة، حيث ارتفع العدد من 32 إلى 36 فريقاً، الأمر الذي أثار بعض الجدل في الأوساط الكروية الأوروبية، بسبب المخاوف من ضغط المباريات وتأثير ذلك على اللاعبين والأندية المشاركة في أكثر من بطولة.
ومع ذلك، رحب كثيرون بهذا التطوير، معتبرين أن النظام الجديد يمنح فرصاً أكبر لأندية من دوريات أقل شهرة، ويضفي تنوعاً وندية أكبر في مرحلة المنافسات المبكرة.
الدوريات الكبرى تفرض هيمنتها
حتى الآن تم تحديد هوية 29 نادياً ضمن قائمة المشاركين رسمياً في النسخة الجديدة. كالعادة، هيمنت الدوريات الخمس الكبرى على الحصة الأكبر من المقاعد، مع حصول إنجلترا وإسبانيا على استثناء خاص يمكنهما من إشراك 5 أندية بدلاً من 4.
وقد حقق الدوري الإنجليزي رقماً قياسياً تاريخياً بمشاركة 6 أندية، بعد تتويج توتنهام بلقب الدوري الأوروبي، مما منحه بطاقة إضافية للمشاركة في دوري الأبطال وسيكون الدوري الإنجليزي ممثلاً بفرق: ليفربول، توتنهام، آرسنال، مانشستر سيتي، تشيلسي، ونيوكاسل.
أما الدوري الإسباني فسيكون حاضراً بخمسة فرق أيضاً، وهي: ريال مدريد، برشلونة، أتلتيكو مدريد، أتلتيك بلباو، وفياريال.
ومن ألمانيا تأهلت أربعة فرق: بايرن ميونخ، باير ليفركوزن، بروسيا دورتموند، وآينتراخت فرانكفورت، بينما تمثلت إيطاليا بأربع قوى كبرى هي: إنتر ميلان، يوفنتوس، نابولي، وأتالانتا.
الدوري الفرنسي سيمثله باريس سان جيرمان، مرسيليا، وموناكو، بينما يشارك من البرتغال فريق سبورتينغ لشبونة فقط حتى الآن، بانتظار حسم الأدوار التمهيدية.
ومن هولندا، سيكون الحضور من خلال آيندهوفن وأياكس، في حين تمثل بلجيكا بنادي سانت جيلواز، واليونان بنادي أوليمبياكوس، والتشيك بسلافيا براغ، وتركيا بغالطة سراي.
7 مقاعد متبقية وصراع محتدم
تبقى فقط 7 بطاقات شاغرة سيتم حسمها من خلال التصفيات المؤهلة، التي تقام في نهاية الموسم، وتجمع بين أبطال الدوريات الأقل تصنيفاً في أوروبا وأصحاب المراكز المتقدمة في دوريات قوية مثل فرنسا والبرتغال وتركيا.
هذه المباريات التمهيدية ستكون حاسمة في تحديد الشكل النهائي للبطولة، وستشهد مواجهات قوية ومصيرية لأندية تبحث عن المجد الأوروبي وربما فرصة العمر للمشاركة في أكبر بطولة للأندية في القارة.
فرصة للأندية الصغيرة لترك بصمتها
رغم أن البطولة تبدو بطبيعتها مناسبة للعمالقة الأوروبيين، فإن نظامها الجديد قد يمنح الأندية المتوسطة والصغيرة مساحة أكبر للمنافسة مواجهة فرق مختلفة في مرحلة الدوري تعني احتمال تفادي الاصطدام المبكر بالعمالقة، وإمكانية جمع نقاط من مباريات متوازنة.
كما أن توسيع المشاركة ليشمل 36 فريقاً سيوفر تنوعاً جغرافياً وثقافياً للبطولة، ما يعزز من انتشارها وجاذبيتها في جميع أنحاء أوروبا وخارجها.
مع اقتراب موعد انطلاق نسخة 2025 – 2026 من دوري أبطال أوروبا، تبدو الإثارة مضمونة من البداية، سواء من خلال نظامها الجديد، أو من خلال الأندية الكبيرة المشاركة، أو حتى من خلال الأندية الطامحة التي تطمح لكسر احتكار الكبار.
ومع استمرار الحسم في التصفيات المؤهلة، تترقب الجماهير اكتمال قائمة الفرق المشاركة، في انتظار موسم جديد يعد بأن يكون من الأكثر تنافسية وتنوعاً في تاريخ البطولة.