في تطور مفاجئ وصادم لمتابعي كرة القدم التونسية، أعلن المستثمر الأمريكي فيرجي شامبيرز، الذي ارتبط اسمه مؤخرًا بالنادي الإفريقي، عن تفكيره الجدي في الانسحاب من المشهد الإداري للفريق، بعد أسابيع فقط من تسلمه مهام تسيير النادي إثر استقالة جماعية لمجلس الإدارة.

 

فيرجي شامبيرز يصدم جماهير الإفريقي التونسي: "أفكر في الانسحاب بعد المقاومة الداخلية"

وفي بيان مقتضب نشره عبر خاصية "ستوري" على منصات التواصل الاجتماعي، كشف شامبيرز عن وجود "مقاومة داخلية شرسة" تُعرقل جهوده المستمرة لإنقاذ النادي، معتبرًا أن ما يواجهه من ضغوطات يعكس رفضًا من بعض الأطراف داخل محيط الفريق لأي محاولة للتغيير، حتى لو كانت في مصلحة النادي.

 

"أحاول بمفردي"

قال شامبيرز في بيانه:“المحاولات التي تسعى للعرقلة مستمرة بشكل يومي، من الجنون الاعتقاد بأنني أحاول بمفردي إنجاح الفريق. أواجه حاليا مقاومة داخلية وإذا استحالت الأمور، فلا شيء يمكنني فعله للتغيير”.

 

كلمات اعتبرها العديد من مشجعي النادي إعلانًا ضمنيًا بالاستعداد للرحيل، خاصة أنها تأتي بعد أيام قليلة فقط من تصريحاته السابقة التي أكد فيها التزامه الكامل بإنقاذ الفريق ماليًا وإداريًا.

 

من الأمل إلى الإحباط

وكان فيرجي شامبيرز قد قدم نفسه منذ صيف 2023 كمستثمر ومستشهر في النادي الإفريقي، ونجح خلال أشهر قليلة في تسوية عدد من الديون الثقيلة التي كانت تهدد الفريق بالعقوبات، ما جعله يحظى بدعم شريحة واسعة من جماهير النادي، خصوصًا مع تراجع النتائج في كرة القدم وكرة اليد.

 

وبعد استقالة رئيس النادي هيكل دخيل وأعضاء مجلس إدارته يوم 18 مايو الجاري، بدا أن شامبيرز في طريقه للعب دور محوري في المرحلة المقبلة، حيث أعلن تسلمه مفاتيح التسيير مؤقتًا بالتعاون مع لجنة إدارية وفنية جديدة، وأكد أن جميع قرارات الهيئة السابقة باتت "غير شرعية".

 

لكن سرعان ما بدأت العقبات تظهر، ومعها ازدادت نبرة التشكيك في جدوى المشروع الذي يقوده شامبيرز، خاصة من بعض الأطراف داخل محيط الفريق، ما أدى إلى التوتر بين المستثمر الأمريكي وبعض الجهات النافذة داخل النادي.

 

رغم الأجواء المشحونة والتوترات الإدارية التي تحيط بالنادي الإفريقي، لا تزال جماهير الفريق تمني النفس برؤية انفراج قريب يُعيد الاستقرار إلى أحد أعرق أندية تونس.

 

وبينما تتباين ردود الأفعال حول تصريحات فيرجي شامبيرز وتلميحه بالانسحاب، يرى البعض أن بيانه قد يكون ورقة ضغط لدفع الأطراف المعطّلة إلى التراجع وفتح الباب أمام مشروع إنقاذ شامل، خصوصًا أن الرجل سبق وأن أظهر التزامًا واضحًا بتسوية الملفات المالية العالقة.

 

وفي ظل اقتراب موعد الجلسة العامة الانتخابية في 12 يونيو، يتوقع أن تشهد الأيام القادمة تحركات حاسمة قد تحدد مصير النادي في المرحلة المقبلة، سواء من خلال تجديد الثقة في الشراكة مع شامبيرز أو عبر بروز وجوه جديدة تتولى دفة القيادة في محاولة لإعادة ترتيب البيت الإفريقي من الداخل.