حقق باريس سان جيرمان إنجازًا تاريخيًا طال انتظاره، بعدما تُوّج بلقب دوري أبطال أوروبا لأول مرة في تاريخه، عقب فوزه الكاسح على إنتر ميلان بنتيجة 5-0 في نهائي البطولة، في ليلة لا تُنسى من ليالي المجد الكروي الأوروبي.
هذا التتويج جاء بعد سنوات من المحاولات التي كانت تنتهي دومًا دون تحقيق الهدف، رغم استثمارات ضخمة وأسماء لامعة ارتدت قميص النادي الباريسي.
كيليان مبابي، نجم ريال مدريد الحالي وأحد أبرز من دافعوا عن ألوان باريس في السنوات الماضية، لم يتأخر في تقديم التهنئة لفريقه السابق.
وكتب عبر حسابه على "إنستجرام": "لقد جاء اليوم الكبير أخيرًا. نصر مبهر للنادي بأكمله. تهانينا لباريس سان جيرمان".
مبابي كان قد غادر الفريق في صيف 2024 بعد فشل مفاوضات تجديد عقده بسبب مشاكل مالية مع إدارة النادي، لينتقل بعدها إلى ريال مدريد.
تتويج باريس جاء تتويجًا لمرحلة جديدة بدأها النادي عقب رحيل عدد من النجوم الذين طالما تصدروا المشهد في العقد الأخير، وعلى رأسهم نيمار، ليونيل ميسي، ومبابي نفسه.
ومع قدوم المدير الفني لويس إنريكي، والمستشار الفني لويس كامبوس، تغيرت ملامح الفريق تمامًا، ليصبح أكثر جماعية وصلابة، ويعتمد بشكل واضح على عناصر شابة مغمورة، لكنها تمتلك الطموح والقدرة على صناعة الفارق.
الفريق بدأ مشواره في النسخة الحالية من البطولة بشكل غير مبهر، بل إنه احتل المركز الخامس عشر بعد مرحلة المجموعات، حيث خسر أمام أرسنال وأتليتكو مدريد، رغم تفوقه على مانشستر سيتي وبايرن ميونيخ.
لكن النقلة الحقيقية بدأت في الملحق، حين تفوق بصعوبة على بريست بنتيجة 1-0، ليبدأ بعد ذلك حملة الانتصارات المدوية على الأندية الإنجليزية.
في الأدوار الإقصائية، أطاح باريس بكل من ليفربول، ثم أستون فيلا، ثم أرسنال، ليصل إلى النهائي في مواجهة إنتر ميلان، ويحقق فوزًا ساحقًا بخماسية نظيفة، في أداء جمع بين الحسم والتفوق الفني، وأظهر ملامح فريق بطل لا يُقهر.
وسط كوكبة النجوم الجدد الذين لمعوا خلال مشوار البطولة، خطف الأنظار لاعب شاب يُدعى دزيري دوي، بعمر لم يتجاوز 19 عامًا و362 يومًا، والذي برز كأحد مفاتيح الفوز في أكثر من مباراة، وقدم أداءً استثنائيًا رغم صغر سنه، ليُكتب اسمه بحروف من ذهب في سجل أبطال أوروبا.
باريس سان جيرمان، الذي طالما لاحق حلم البطولة الأوروبية منذ انتقال ملكيته إلى الإدارة القطرية قبل 14 عامًا، وضم أسماء من العيار الثقيل مثل زلاتان إبراهيموفيتش، ديفيد بيكام، نيمار، ميسي، وأخيرًا مبابي، وجد في النهاية الحل في توليفة من اللاعبين الشباب، بقيادة فنية هادئة ومدروسة من إنريكي، وحقق ما كان يبدو مستحيلًا: دوري أبطال أوروبا لأول مرة، وبأداء لا يُمحى من ذاكرة عشاق كرة القدم.