قرر مجلس إدارة نادي الزمالك، برئاسة حسين لبيب، فتح تحقيق داخلي عاجل بشأن صفقة ضم اللاعب أحمد الجفالي، المنتقل حديثًا إلى صفوف الفريق الأول لكرة القدم بالنادي، قادمًا من الاتحاد المنستيري التونسي، خلال فترة الانتقالات الماضية.

 

جاء هذا القرار عقب اكتشاف عدد من الأمور المثيرة للقلق في بنود التعاقد، بالإضافة إلى خلفيات طبية تخص اللاعب لم تُكشف بشكل واضح قبل توقيع العقد.

 

بحسب مصادر داخل القلعة البيضاء، فقد تبين لمسؤولي النادي وجود بند جزائي في عقد اللاعب تبلغ قيمته 150 ألف دولار، وهو ما أثار استغراب مجلس الإدارة، خاصة أن الرقم يعتبر منخفضًا نسبيًا ولا يتناسب مع التوقعات المالية لمثل هذه الصفقات في نادٍ بحجم الزمالك.

 

والأكثر إثارة للقلق، أن التقارير الطبية التي وصلت لإدارة النادي مؤخرًا أشارت إلى أن الجفالي يعاني من إصابة مزمنة في العمود الفقري، تؤثر بشكل مباشر على العضلة الخلفية، ما يعني وجود مشكلة بدنية معقدة قد تهدد استمراريته كلاعب فعال ضمن الفريق.

 

التحقيق الذي بدأه مجلس الإدارة يهدف إلى تحديد المسؤولية بشأن مرور هذه الصفقة بهذا الشكل، ومن سمح بمرور تقرير طبي غير دقيق، ومن وافق على توقيع عقد يتضمن هذا الشرط الجزائي، دون تقييم دقيق للحالة الصحية للاعب.

 

الأمر الذي يضع إدارة التعاقدات واللجنة الطبية في موقف حرج، وسط تساؤلات جماهيرية عن كيفية السماح بتمرير صفقة كهذه دون دراسة شاملة.

 

الجفالي، الذي وقع عقدًا رسميًا مع الزمالك يمتد لثلاثة مواسم ونصف، لم يشارك سوى في ثلاث مباريات فقط منذ انضمامه، بإجمالي دقائق لعب بلغت 38 دقيقة، ما يعكس مدى محدودية دوره في الفريق، ويزيد من حجم الانتقادات التي تُوجه حالياً إلى مجلس الإدارة.

 

الجماهير الزملكاوية، التي كانت تأمل في تدعيم صفوف الفريق بلاعبين على مستوى فني وبدني عالي، أبدت استياءً كبيرًا بعد تسريب هذه المعلومات، خصوصًا في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها الفريق على مستوى النتائج والاستقرار الفني.

 

وطالبت بعض الأصوات الغاضبة من جمهور النادي بمحاسبة المتسببين في هذه الصفقة، التي اعتبرها كثيرون غير مدروسة ومضرة بمصالح الزمالك.

 

من جهة أخرى، لم يصدر حتى الآن أي تعليق رسمي من اللاعب أو وكيله بشأن البند الجزائي أو التقارير الطبية المثارة، كما لم يتم توضيح ما إذا كانت الإصابة المزمنة تم الكشف عنها مسبقًا لإدارة الزمالك أم لا.

 

تأتي هذه الأزمة في وقت حساس للنادي، الذي يسعى للعودة إلى منصات التتويج بعد مواسم شهدت تذبذبًا كبيرًا في الأداء والنتائج.

 

ويبدو أن هذه القضية ستفرض نفسها بقوة خلال الأيام المقبلة، مع ترقب جماهيري لمعرفة نتائج التحقيق وما سيسفر عنه من قرارات تخص المسؤولين عن إتمام الصفقة.