في تطور دبلوماسي لافت يعكس الانفتاح المتنامي بين القاهرة وطهران، استقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، في زيارة تحمل دلالات سياسية وإقليمية عميقة، اللقاء الذي تم بحضور الدكتور بدر عبدالعاطي وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، واللواء حسن رشاد رئيس المخابرات العامة، جاء في ظل ظروف إقليمية دقيقة، وشهد نقاشًا صريحًا حول العلاقات الثنائية والتطورات المتسارعة في المنطقة، لا سيما فيما يخص القضية الفلسطينية وملف غزة، كما ناقش الطرفان الملفات الأمنية الحساسة في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، والتعاون المشترك لضمان الاستقرار في الشرق الأوسط

تأكيد مصري على ثوابت القضية الفلسطينية

أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال اللقاء على الموقف المصري الثابت تجاه القضية الفلسطينية

  • ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة

  • إنفاذ المساعدات الإنسانية العاجلة دون قيود

  • دعم الجهود السياسية الرامية لتحقيق حل الدولتين

  • التأكيد على أن القضية الفلسطينية هي جوهر الاستقرار في المنطقة

كما شدد الرئيس على أهمية عدم توسيع دائرة الصراع، موضحًا أن اندلاع حرب إقليمية شاملة سيؤدي إلى عواقب وخيمة على كافة دول وشعوب المنطقة، وهو ما يتطلب تكاتف الجهود الدولية لمنع التصعيد الحالي

إشادة إيرانية بالدور المصري

عبّر وزير الخارجية الإيراني عن تقدير بلاده للجهود المصرية الهادفة إلى تهدئة الأوضاع الإقليمية، ونقل تحيات وتقدير الرئيس الإيراني الجديد "مسعود بزشكيان" إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، مؤكدًا حرص إيران على استمرار التشاور والتنسيق مع مصر في الملفات المشتركة، وأبرز ما تطرق إليه الوزير الإيراني خلال اللقاء

  • دعم إيران للدور المصري في استعادة الاستقرار بالمنطقة

  • أهمية الحفاظ على أمن مضيق باب المندب والملاحة في البحر الأحمر

  • متابعة المفاوضات الجارية بين طهران وواشنطن لما لها من أثر مباشر على الأمن الإقليمي

  • تعزيز فرص التعاون المشترك في الملفات السياسية والأمنية

تعزيز المسار الثنائي بين القاهرة وطهران

شهد اللقاء تأكيدًا من الجانبين على أهمية الاستمرار في استكشاف آفاق تطوير العلاقات بين الدولتين، في ضوء التحديات المشتركة والمصالح المتبادلة، وقد أشار السيسي إلى أن مصر منفتحة على التعاون البنّاء مع كافة الأطراف في إطار احترام السيادة ومبادئ حسن الجوار

كما جرى بحث عدة ملفات إقليمية ذات أولوية مثل

  • أزمات اليمن وسوريا ولبنان

  • أمن الملاحة في مضيق هرمز وباب المندب

  • مستقبل الترتيبات الأمنية في الخليج العربي

  • محاربة الإرهاب والتطرف العابر للحدود

تحمل زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى القاهرة بعدًا استراتيجيًا مهمًا في سياق التحولات الجيوسياسية بالمنطقة، وتعكس حرص الجانبين المصري والإيراني على بناء قنوات تواصل فعالة تعزز الاستقرار وتدعم القضايا العربية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، ومع استمرار التشاور بين البلدين، تبقى مصر ملتزمة بدورها التاريخي في دعم السلام والدبلوماسية، ورفض كل ما يهدد الأمن الإقليمي ويقوض حقوق الشعوب في الحياة والاستقلال