تصاعدت حالة من القلق والاستياء بين طلاب الشهادة الإعدادية وأولياء أمورهم في محافظة سوهاج، عقب ورود شكاوى حول وجود أخطاء فنية وصياغية في عدد من امتحانات نهاية العام الدراسي. هذه الأخطاء، بحسب الشكاوى، أثّرت على تركيز الطلاب وأثارت تساؤلات حول مدى دقة إعداد الامتحانات، في وقت تعتبر فيه الشهادة الإعدادية من المحطات الدراسية الحاسمة.

 

شكاوى حول امتحان اللغة العربية

 

أولى الشكاوى جاءت بشأن امتحان مادة اللغة العربية الذي عقد قبل يومين، حيث رصد أولياء الأمور خطأً واضحًا في نموذج (ب)، تمثل في غياب سؤال "صح أو خطأ" ضمن فقرة القراءة المتحررة، رغم وجود هذا السؤال في النماذج الأخرى، مما أحدث ارتباكًا لدى الطلاب الذين تلقوا النموذج الخاطئ.

 

كما شمل الامتحان خطأً نحويًا في كتابة كلمة "مهتدي"، حيث كتبت بالياء بدلًا من أن تُحذف منها مع وضع كسرتين أسفل حرف الدال، وهو ما اعتبره المعلمون خطأ يؤثر على صحة السؤال النحوي ويشتت فهم الطالب.

 

أخطاء في امتحان الهندسة

 

لم تقتصر الشكاوى على اللغة العربية، بل امتدت إلى امتحان مادة الهندسة، الذي جرى يوم أمس. في نموذج (د) تحديدًا، وردت سؤالان غير متطابقين مع الرسومات المرافقة لهما في الصفحة الثانية، ما أحدث ارتباكًا شديدًا بين الطلاب، وعرّضهم لصعوبة في ربط المحتوى النظري بالتمثيل البصري، وهو عنصر أساسي في امتحانات المواد الهندسية.

 

وأكد بعض أولياء الأمور أن الطلاب فقدوا وقتًا طويلًا في محاولة فهم مضمون السؤال ومطابقته مع الرسم، ما أثر على إجابتهم وبقية الوقت المخصص للامتحان.

 

رد فعل أولياء الأمور

 

في ضوء هذه الأخطاء، وجه أولياء الأمور نداءً رسميًا إلى الدكتور محمد السيد، وكيل وزارة التربية والتعليم بسوهاج، طالبوا فيه باتخاذ قرارات عاجلة تحفظ حقوق الطلاب وتمنحهم الدرجة الكاملة في الأجزاء المتضررة من الامتحانات.

 

كما دعوا إلى إحالة المسؤولين عن إعداد الامتحانات إلى التحقيق لدى إدارة الشؤون القانونية، وذلك لضمان المحاسبة والشفافية، وحتى لا تتكرر هذه الأخطاء مستقبلاً، خاصة أن الشهادة الإعدادية تعد من المراحل التعليمية المؤثرة على مستقبل الطالب الأكاديمي.

 

بخلاف اللغة العربية والهندسة، أدى الطلاب امتحاناتهم في مواد العلوم والتربية الفنية، وأعرب عدد كبير من الطلاب عن ارتياحهم لمستوى أسئلة مادة العلوم، مؤكدين أن الامتحان جاء في مستوى الطالب المتوسط، ولم يحتوِ على أسئلة معقدة أو غامضة.

 

هذا التفاوت في تقييم مستوى الامتحانات يعكس وجود خلل في آليات وضع الامتحانات والتدقيق اللغوي والفني، وهو ما يسلط الضوء على أهمية وجود لجنة مراجعة مركزية تُشرف على مطابقة جميع نماذج الأسئلة ومراجعتها بدقة قبل توزيعها على الطلاب.

 

من المتوقع أن تتخذ مديرية التربية والتعليم في سوهاج إجراءات سريعة وعادلة لاحتواء الموقف، خاصة أن الشكاوى جاءت موثقة وتتعلق بجوانب فنية واضحة. وقد تكون أولى الخطوات المنتظرة هي تشكيل لجنة لمراجعة الامتحانات موضوع الشكوى، وتقديم تقرير تفصيلي يحدد المسؤولية ويوصي بالمعالجة المناسبة.

 

تكرار الأخطاء في امتحانات الشهادة الإعدادية بمحافظة سوهاج يضع نظام الامتحانات في دائرة المساءلة، ويعزز من مطالب الطلاب وأولياء الأمور بضرورة إصلاح جذري في منظومة إعداد الامتحانات. فبينما يسعى الجميع لضمان العدالة وتكافؤ الفرص، فإن مثل هذه الأخطاء تهدد بتحقيق العكس، خاصة في ظل الضغوط النفسية التي يتعرض لها الطالب خلال فترة الامتحانات.