شهد اجتماع اتحاد الكرة المصري برئاسة المهندس هاني أبو ريدة، والمنعقد بمقر الاتحاد الجديد بمدينة السادس من أكتوبر، سلسلة من القرارات الحاسمة التي ستُشكل ملامح الموسم الكروي المقبل في الدوري المصري الممتاز، وذلك بحضور مجلس إدارة رابطة الأندية برئاسة أحمد دياب، إلى جانب مسؤولي وممثلي الأندية.
اتحاد الكرة يحسم 3 قرارات كبرى في اجتماع موسع: استمرار عدد الأجانب، إلغاء الهبوط، وترشيحات جديدة للرابطة
أول هذه القرارات كان حسم الجدل المثار حول عدد اللاعبين الأجانب في قوائم الفرق، حيث تم الاتفاق بالإجماع على رفض زيادة عدد الأجانب في الموسم الجديد وأكد الحضور على استمرار النظام الحالي المعتمد، الذي يسمح بتسجيل خمسة لاعبين أجانب في قائمة الفريق الأول، مع السماح بتواجد ثلاثة لاعبين أجانب تحت السن من مواليد 2005، ما يفتح المجال أمام الاستثمار في المواهب الأجنبية الشابة، مع الحفاظ على توازن المنافسة وإعطاء الفرصة للاعبين المحليين.
القرار الثاني المثير للانتباه في الاجتماع هو الموافقة الرسمية على إلغاء الهبوط في الدوري الممتاز خلال الموسم المقبل، وهو القرار الذي كان قد تم طرحه من قبل مجلس رابطة الأندية ولاقى تأييدًا واسعًا من الأندية، ليتم اعتماده رسميًا خلال هذا اللقاء.
هذا القرار يأتي في ظل ظروف استثنائية تمر بها بعض الأندية من حيث الجوانب المالية والفنية، حيث رأى المجتمعون أن إلغاء الهبوط من شأنه أن يوفر مناخًا أكثر استقرارًا ويتيح الفرصة للأندية لإعادة ترتيب أوراقها من دون الخوف من فقدان مقاعدها في الدوري الممتاز.
أما ثالث الملفات التي تم مناقشتها خلال الاجتماع فكان متعلقًا بتشكيل مجلس إدارة رابطة الأندية المحترفة في نسخته الجديدة، حيث رشح اتحاد الكرة الثنائي ثروت سويلم وصفي الدين بسيوني للانضمام إلى مجلس إدارة الرابطة في تشكيله المقبل، لما يمتلكانه من خبرات واسعة في العمل الإداري والتنظيمي داخل كرة القدم المصرية. ويُنظر إلى هذا الترشيح على أنه خطوة لتعزيز التنسيق بين الاتحاد والرابطة، خاصة في ظل التحديات التنظيمية التي تواجه الدوري.
وشهد الاجتماع حضورًا واسعًا من ممثلي أندية الدوري الممتاز، مما أضفى على اللقاء طابعًا من الجدية والتوافق، حيث حضر خالد مرتجي، أمين صندوق النادي الأهلي، ممثلًا عن القلعة الحمراء، فيما مثل نادي الزمالك هشام نصر، نائب رئيس النادي.
كما شاركت أندية الإسماعيلي، طلائع الجيش، المصري، زد، المقاولون العرب، وادي دجلة، الجونة، الاتحاد السكندري، فاركو، وبيراميدز، ما يعكس مدى التفاعل الإيجابي من جانب الأندية مع القضايا التي تمت مناقشتها.
ويُعتبر قرار عدم زيادة عدد اللاعبين الأجانب استجابة واضحة لمطالب بعض الأندية التي تخوفت من تأثير ذلك على فرص اللاعبين المصريين في اللعب والتطور، إلى جانب تخفيف الأعباء المالية على الأندية التي تعاني من ضغوط اقتصادية.
كما أن إلغاء الهبوط خطوة غير تقليدية تهدف إلى منح الأندية فرصة لمزيد من الاستقرار الفني والمالي، لكن في المقابل قد تُثير جدلاً بين جماهير الكرة والمحللين الرياضيين، لما تحمله من تبعات محتملة على مبدأ التنافسية في المسابقة.
من جانبه، أكد هاني أبو ريدة في كلمته خلال الاجتماع على ضرورة مواصلة التعاون بين الاتحاد والرابطة والأندية بما يخدم تطوير الكرة المصرية، مشددًا على أهمية العمل الجماعي والشفافية في اتخاذ القرارات التي تمس مستقبل البطولة المحلية.
وأوضح أن الاتحاد سيتابع تنفيذ ما تم الاتفاق عليه، وسيعمل على توفير الدعم اللوجستي والفني لضمان سير الموسم الكروي الجديد بشكل منظم واحترافي.
يُذكر أن الدوري المصري الممتاز يمر بمرحلة انتقالية حرجة، تسعى خلالها الجهات المنظمة لإحداث تطوير على صعيد الإدارة والتحكيم والجدولة والملاعب والبث التليفزيوني، وهي خطوات تُعتبر ضرورية لمواكبة التطور الكبير الذي تشهده الدوريات الإقليمية والدولية.
في ضوء ما سبق، يمكن القول إن اجتماع اتحاد الكرة مع رابطة الأندية شهد تحولاً مهمًا في المشهد الكروي المحلي، حيث وُضعت اللبنات الأولى لموسم جديد مختلف من حيث التنظيم والرؤية، في انتظار التنفيذ الفعلي على أرض الملعب ومدى تأثير هذه القرارات على أداء الفرق وتفاعل الجماهير.