ألقى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، كلمة مصر خلال مشاركته نيابة عن فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، في الجلسة الافتتاحية لقمة مجموعة "بريكس" التي تستضيفها مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية. وقد أكد رئيس الوزراء على الدور المحوري الذي تلعبه مجموعة "بريكس" في النظام الدولي، خاصة في ظل الأزمات والتحديات المتزايدة التي يشهدها العالم. وشدد على ضرورة تسريع التعاون والتكامل المشتركين لمواجهة هذه التحديات، وذلك من خلال تنفيذ مشروعات مشتركة في مختلف القطاعات الاقتصادية، بما في ذلك مجالات الطاقة والتصنيع والبنية التحتية، بالإضافة إلى التقنيات الناشئة والابتكار، وخاصةً الذكاء الاصطناعي.

 

أهمية التعاون الاقتصادي والمالي والنقدي

أوضح الدكتور مدبولي أن مصر تولي أهمية بالغة لتعزيز التعاون الاقتصادي والمالي والنقدي بين دول "بريكس"، وخاصةً بين البنوك المركزية. وأكد على ضرورة إحراز تقدم في تمكين التسويات المالية بالعملات المحلية، بما يتماشى مع مبادرة "بريكس" للمدفوعات عبر الحدود، وزيادة التمويل المُقدم من بنك التنمية الجديد بالعملات المحلية. هذه الخطوة من شأنها أن تقلل الاعتماد على العملات الرئيسية الأخرى، وتعزز من استقلالية الدول الأعضاء في المجموعة في إدارة اقتصاداتها. كما أنها تساهم في تقليل المخاطر المرتبطة بتقلبات أسعار الصرف، وتزيد من جاذبية الاستثمار في دول "بريكس".

 

توفير التمويل الميسر ونقل التكنولوجيا

أكد رئيس الوزراء أن توفير التمويل الميسّر ونقل التكنولوجيا إلى الدول النامية يعد شرطًا أساسيًا لتحقيق التنمية المستدامة والقضاء على الفقر. وأضاف: "نؤمن بضرورة أن تعمل مجموعة بريكس بفعالية على تحسين آلية الدين الدولي لدعم استدامة الديون، بالإضافة إلى دعم إصلاح النظام المالي العالمي لتلبية احتياجات وأولويات الدول النامية". هذا التأكيد يعكس رؤية مصر بأهمية دور "بريكس" في دعم الدول النامية ومساعدتها على تحقيق أهداف التنمية المستدامة، من خلال توفير التمويل اللازم ونقل التكنولوجيا الحديثة. كما أنها تدعو إلى إصلاح النظام المالي العالمي لجعله أكثر عدالة وإنصافًا للدول النامية.

 

إصلاح النظام المالي العالمي وتعزيز الحوكمة الاقتصادية

شدد الدكتور مدبولي على أهمية أن يضمن إصلاح النظام المالي العالمي استجابة نماذج الأعمال والقدرات التمويلية للاحتياجات الخاصة للدول النامية. وأكد على أنه من المهم أيضًا تعزيز الحوكمة الاقتصادية العالمية وزيادة المشاركة في عملية صنع القرار. هذا الطرح يعكس رغبة مصر في رؤية نظام مالي عالمي أكثر شمولية وتمثيلًا لمصالح الدول النامية، وأن يكون لهذه الدول دور أكبر في صنع القرارات الاقتصادية العالمية. كما أنها تدعو إلى إصلاح المؤسسات المالية الدولية لكي تكون أكثر استجابة لاحتياجات الدول النامية.

 

مستقبل "بريكس" ودورها في النظام الدولي

تأتي مشاركة مصر في قمة "بريكس" في ظل تزايد أهمية المجموعة كقوة اقتصادية وسياسية صاعدة في النظام الدولي. وتسعى مصر إلى تعزيز علاقاتها مع دول "بريكس" والاستفادة من الفرص المتاحة للتعاون في مختلف المجالات. وتؤمن مصر بأن "بريكس" يمكن أن تلعب دورًا هامًا في تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز الاستقرار في العالم. ومن خلال كلمته في القمة، أكد الدكتور مدبولي على التزام مصر بالعمل مع دول "بريكس" لتحقيق هذه الأهداف، ودعا إلى تضافر الجهود لمواجهة التحديات المشتركة وبناء مستقبل أفضل للجميع. تمكين التسويات المالية بالعملات المحلية يمثل خطوة حاسمة نحو تعزيز استقلالية الدول الأعضاء وتقليل الاعتماد على العملات الأجنبية.