انطلاق فعاليات منتدى شباب العالم 2025 في شرم الشيخ تحت شعار “الطاقة المتجددة والمستقبل”.. انطلقت فعاليات الدورة الخامسة من منتدى شباب العالم 2025 في مدينة شرم الشيخ المصرية أمس الأربعاء بحضور أكثر من خمسة آلاف شاب وشابة من مائة وخمسين دولة حول العالم، حيث حملت الدورة هذا العام شعار “الطاقة المتجددة والمستقبل” في ضوء الاهتمام المتزايد بقضايا المناخ وتوفير حلول مستدامة للتحديات البيئية، وقد تميز حفل الافتتاح بالكلمة الافتتاحية للرئيس عبد الفتاح السيسي الذي أكد فيها على دور الشباب في قيادة مساعي التحول الأخضر والتنمية المستدامة، مشددًا على أهمية تبادل الخبرات والتجارب بين الدول الشقيقة والصديقة لخلق بيئة حاضنة للابتكار والطاقة النظيفة.

 

انطلاق فعاليات منتدى شباب العالم 2025 في شرم الشيخ تحت شعار “الطاقة المتجددة والمستقبل”

 شهدت الجلسة الافتتاحية مشاركة وزراء الطاقة والبيئة من عدة دول، إضافة إلى رؤساء مؤسسات دولية متخصصة في الطاقة المتجددة، حيث استعرض الوزير الدكتور محمود شريف آخر جهود مصر في مجال الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، مشيرًا إلى نجاح مشروعات “بنبان” للطاقة الشمسية التي تعد الأكبر من نوعها في أفريقيا والشرق الأوسط، والتي ساهمت في زيادة حصة الطاقة النظيفة على الشبكة الوطنية إلى أكثر من خمسة عشر بالمئة، وهو ما يعكس التزام مصر بتحقيق أهداف اتفاقية باريس وتخفيض الانبعاثات الكربونية.

 

في الجلسات المتخصصة، تمحور النقاش حول أربعة محاور رئيسية تتعلق بالطاقة المتجددة تشمل التقنيات الحديثة لإنتاج الهيدروجين الأخضر وكيفية استخدامه كوقود نقي، وتطوير شبكات ذكية لإدارة الطاقة وتحقيق التكامل بين مصادر الطاقة التقليدية والمتجددة، إضافة إلى دور القطاع الخاص والمستثمرين في تمويل المشروعات الخضراء، وأخيرًا تعزيز التعليم والبحث العلمي في مجالات الطاقة النظيفة لتخريج أجيال قادرة على مواصلة الابتكار، وقد قدمت الجامعات المصرية كجامعة القاهرة وجامعة أسيوط ورش عمل بالتعاون مع جامعات أوروبية لتبادل المناهج وأفضل الممارسات.

 

إلى جانب الجلسات العلمية، قدمت مصر عددًا من التجارب الميدانية للشباب المشاركين في المنتدى، حيث نظمت وزارة الشباب والرياضة جولة إلى مشروع محطات طاقة الرياح في خليج السويس، بالإضافة إلى زيارة لمنظومة إعادة تدوير المخلفات في العاصمة الإدارية الجديدة، بهدف تعريف المشاركين بالنجاحات الوطنية وتشجيعهم على نقل هذه الخبرات إلى بلدانهم، وقد أعرب العديد من الشباب المشاركين عن إعجابهم بجهود مصر في التوسع بمشروعات الطاقة النظيفة رغم التحديات الاقتصادية، مؤكدين أنهم سيعملون على إنشاء مبادرات مماثلة في بلدانهم.

 

من جهة أخرى، شهدت فعاليات اليوم الثاني إطلاق “جائزة الابتكار الأخضر” التي تمنحها مؤسسة شباب العالم لأفضل ثلاثة مشاريع شبابية مبتكرة في مجال الطاقة المتجددة والبيئة، وقد تأهل للتصفية النهائية أكثر من أربعين مشروعًا من مصر واليونان والهند وكندا وكينيا، وركزت معظم هذه المشاريع على مستشعرات ذكية لإدارة استهلاك الكهرباء في المنازل وتحويل النفايات العضوية إلى سماد صالح للزراعة، فيما استقطب مشروع فريق مصري عنوانه “السقيا الخضراء” اهتمامًا خاصًا بعد تطويره نظامًا متكاملاً لتوصيل المياه لمحاصيل البدو باستخدام الطاقة الشمسية.

 

في الأمسية الختامية، قدم الفنانون الشباب المشاركون من مختلف الدول عروضًا فنية تعكس ثقافات بلدانهم وتسلط الضوء على رسائل الحفاظ على البيئة، حيث رقصت الفرقة البرازيلية على أنغام الموسيقى المتجددة، بينما عرض المشاركون المصريون مقطعًا تمثيليًا حول أهمية الترشيد في استخدام الموارد المائية، وقد اختتم الحفل بعرض للألعاب النارية الخضراء صديقة البيئة التي استخدمت تقنية الدخان الكربوني المنخفض.

 

من المتوقع أن يصدر المنتدى في ختام فعالياته عددًا من التوصيات والمشاريع المشتركة بين الشباب والدول المشاركة، كما ستعقد قمة ثنائية تشمل ممثلي القطاعين العام والخاص لإطلاق مبادرة “التحول الأخضر للشباب” التي تهدف إلى تمكين خمسة آلاف شاب من تدريب عملي في شركات الطاقة المتجددة بحلول نهاية عام 2026، مما يعكس التزام المنتدى بتحويل الأفكار والشغف الشبابي إلى أفعال على الأرض تسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة والمحافظة على كوكبنا للأجيال القادمة.