أعلنت وزارة التربية والتعليم في دولة الإمارات العربية المتحدة عن إطلاق أول منصة وطنية تعتمد على الذكاء الاصطناعي مخصصة لدعم التعليم في المدارس والجامعات والمنصات المهنية وقد جاء هذا الإعلان خلال فعاليات معرض "تعلم 2025" المقام في دبي بمشاركة أكثر من خمسين جهة تعليمية وتقنية إقليمية ودولية حيث تهدف المنصة الجديدة إلى تحويل العملية التعليمية إلى تجربة تفاعلية مخصصة تلائم احتياجات كل طالب على حدة وتُسهم في تعزيز الفهم وتطوير القدرات الفردية

 

تقنيات المنصة الجديدة


تعتمد المنصة على تقنيات متقدمة تشمل التعلم الآلي والتحليل التنبؤي ونماذج اللغة التفاعلية وتطبيقات توليد المحتوى الفوري وتسمح هذه التقنيات بإنشاء مسارات تعليمية مخصصة للطلبة بناءً على بيانات أدائهم وسلوكهم داخل الفصول الافتراضية أو الواقعية وتقوم خوارزميات الذكاء الاصطناعي بتقديم تغذية راجعة آنية للمعلمين والطلاب مع اقتراحات تعليمية وتحفيزية متكيفة مع مستوى كل مستخدم

 

شراكات استراتيجية


تم تطوير المنصة بالتعاون بين وزارة التربية والتعليم وشركات عالمية متخصصة أبرزها مايكروسوفت وإديوتيك بالإضافة إلى دعم فني من جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي وقد تم التوقيع على عدة مذكرات تفاهم لضمان استمرارية تطوير المنصة بما يتوافق مع المعايير العالمية للتعليم الرقمي وأمن البيانات كما تم التأكيد على التزام الشركاء بتوفير دعم فني مستمر وتدريب المعلمين على استخدام المنصة بفعالية

 

أثر مباشر على الطلاب


من المتوقع أن تُحدث المنصة تحولًا جذريًا في مستوى التحصيل الدراسي لدى الطلاب خصوصًا في المواد العلمية واللغات حيث ستتمكن الخوارزميات من تحليل نقاط الضعف والقوة لدى كل طالب واقتراح أنشطة مخصصة لتقوية الفهم في المجالات التي يعاني فيها الطلاب من صعوبات وتسمح هذه المنهجية بتقليص الفجوات التعليمية وتقليل معدلات الرسوب والتسرب المدرسي في المراحل المختلفة

 

تدريب المعلمين وتحديث المناهج


تُشرف الوزارة على برنامج تدريبي واسع يستهدف أكثر من عشرة آلاف معلم ومعلمة لتأهيلهم على استخدام أدوات المنصة بكفاءة داخل الفصول وقد أُدرجت تطبيقات الذكاء الاصطناعي ضمن المناهج الدراسية الجديدة بداية من الصف الخامس وحتى الثاني عشر لتشجيع الطلبة على فهم مفاهيم التكنولوجيا الحديثة منذ سن مبكرة وتطوير مشاريعهم الخاصة داخل بيئات تعليمية مرنة ومحفزة

 

آفاق مستقبلية


تسعى الوزارة إلى ربط المنصة بمنظومة الشهادات الرقمية الذكية وربطها بنظام التوظيف الوطني لتمكين الخريجين من الحصول على فرص عمل تتناسب مع مهاراتهم الفعلية كما تُخطط الحكومة إلى تعميم هذه التجربة على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي خلال السنوات الثلاث القادمة ضمن رؤية خليجية موحدة لتعزيز التعليم الذكي المستدام كما يجري حاليًا العمل على تطوير نسخة من المنصة مخصصة لذوي الإعاقات البصرية والسمعية لضمان شمولية التعليم للجميع

 

ردود الفعل والاحتفاء بالمنصة


حظيت المنصة بإشادة من مؤسسات تعليمية دولية مثل منظمة اليونسكو والبنك الدولي والذين وصفوها بأنها نقلة نوعية في منظومات التعليم العربي في عصر الثورة الرقمية وقد اعتُبرت الإمارات من أولى الدول في الشرق الأوسط التي تنجح في تحويل الذكاء الاصطناعي من فكرة نظرية إلى خدمة تعليمية عملية على نطاق واسع مما يعزز مكانتها في صدارة الابتكار التربوي في العالم العربي