شهدت محافظة جدة صباح اليوم الاثنين مراسم انطلاق أول باص كهربائي ذكي ذاتي القيادة في المملكة العربية السعودية ضمن مشروع النقل الحضري الذكي 2025، وتم تفعيل الرحلة التجريبية بحضور محافظ جدة، ووزير النقل والخدمات اللوجستية، ومديري عدد من الجهات الحكومية، وقد بدأت الحافلة الذكية جولتها من محطة الكورنيش الغربية مرورًا بمنطقة البلد وصولًا إلى حي الشاطئ، حيث تمكن النظام الآلي من السير بسرعة تصل إلى 60 كيلومترًا في الساعة مع الحفاظ على مسافة أمان ثابتة من المركبات المحيطة، واستقبال الركاب عبر بوابات إلكترونية مرتبطة بتطبيق هاتف ذكي.

 

المواصفات التقنية للحافلة


تعتمد الحافلة الذكية على منصة قيادة ذاتي متطورة مزودة بأربعة ليدارات، وستة رادارات ونظام رؤية حاسوبي متقدم، كما تم تجهيزها بستة كاميرات محيطية تسمح برصد العقبات البشرية والمركبات بدقة عالية، وتعمل بطارية ليثيوم أيون توفر مدى تشغيل يصل إلى 350 كيلومترًا بشحنة واحدة، وقد نفذت الشركة المنفذة اختبارات أمان وصيانة صارمة وفق معايير الاتحاد الأوروبي وتجارب محاكاة في بيئات شديدة الحرارة والرطوبة، إلى جانب تمكينها من التواصل اللحظي مع مركز التحكم لتلقي تحديثات الخرائط والظروف المرورية.

 

تسهيلات للركاب ودمج تقنيات الدفع


يوفر مشروع النقل الذكي في جدة مجموعة من التسهيلات المبتكرة للركاب، حيث يمكن للمستفيدين حجز مقعدهم مسبقًا عبر تطبيق “جدة سمارت موبيليتي” ومتابعة موقع الحافلة في الوقت الفعلي، كما تم تزويد الحافلة بخدمة الواي فاي المجاني ومنافذ شحن USB لكل مقعد بالإضافة إلى أنظمة تكييف متطورة تعمل تلقائيًا وفقاً لدرجة الحرارة الخارجية، وقد رُبطت بوابات الصعود بالنظام الإلكتروني للسفر لتسديد الأجرة دون لمس أو أوراق نقدية، مما يحد من الاختلاط ويُعزز من سلامة وصحة الركاب.

 

الأثر المروري والبيئي


يستهدف مشروع الحافلات الذكية الحد من الازدحام في شوارع جدة المكتظة، والمساهمة في تقليل الانبعاثات الكربونية الناتجة عن وسائل النقل التقليدية، حيث تُقدّر الجهات المنفذة أن الحافلة الواحدة ستوفر نحو 25 طناً من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سنوياً مقارنة بالحافلات العادية، ويُسهم الاستخدام الواسع للنقل الجماعي الذكي في تخفيض استهلاك الوقود وزيادة فعالية استغلال البنية التحتية المرورية، كما يخطط المسؤولون لتوسيع شبكة الحافلات الذكية لتشمل خمس خطوط رئيسية تخدم مناطق الفيلات شمالًا ودرء الزحام على مدخل المدينة الجنوبي.

 

الشراكات المحلية والدولية


يُنفّذ المشروع تحالف تقني بين الهيئة السعودية للنقل، وشركة “هيونداي موتور” الكورية، و”نظامات جوجل كلاود” للإدارة الحوسبية، و”شركة جدوى” المحلية للتخطيط العمراني، وذلك بهدف نقل الخبرات الدولية وتوطين التقنية في السعودية، ويشمل الاتفاق تدريباً عمليا لمئتي مهندس سعودي على صيانة وتشغيل أنظمة القيادة الذاتية، بالإضافة إلى إنشاء مركز أبحاث وتطوير منفصل في جامعة الملك عبدالعزيز لدعم البحث العلمي وتعاون الطلبة مع المختصين في هذا المجال.

 

خطط التوسع وآفاق المستقبل


أعلنت وزارة النقل عن خطة لاستكمال تشغيل 50 حافلة ذكية ذاتية القيادة بحلول نهاية 2026، إضافة لربطها بمحطات القطار الكهربائي المتكامل ومحطات النقل البحري السياحي، كما يُجري حالياً تصميم محطة ذكية بمحافظة الخبر لإنشاء شبكة محركات كهربائية مشتركة، ويطمح القائمون إلى دمج هذه المشاريع ضمن استراتيجية السعودية للنقل الوطني المستدام بهدف تحقيق رؤية المملكة 2030 بتخفيض نسبة استعمال السيارات الخاصة إلى أقل من 30% من إجمالي التنقلات الحضرية.