شهدت الرياض اليوم انطلاق أول شبكة نقل جوي كهربائي تعتمد على طائرات كهربائية صغيرة دون طيار تابعة لمبادرة الحكومة السعودية لتطوير النقل المتقدم ورفع كفاءة التنقل بين المدن حيث تم تنفيذ تجربة أولى بين الرياض ومدينة الدرعية التاريخية بحضور وزيري النقل والطاقة وعدد من المسؤولين والخبراء التقنيين بهدف قياس جاهزية الأنظمة والأمان الجوي والاستعداد للتوسع في المشروع بكافة أنحاء المملكة لتلبية احتياجات السكان والزوار وتسريع الوصول إلى الوجهات السياحية والتاريخية دون الازدحام المروري.
تعتمد الطائرات الكهربائية على خلايا بطارية ليثيوم أيون عالية الكثافة توفر مدى طيران يفوق المائة وخمسين كيلومترًا بشحنة واحدة كما تم تجهيز الكبائن بنظام ذكي للتحكم في درجة الحرارة والضغط الجوي لتوفير راحة الركاب وضمان سلامتهم مع تركيب شاشات عرض توضح مسار الرحلة وبيانات الطيران الحية كما ربطت المحطات البرية بنظام شحن سريع يتيح شحن البطاريات بنسبة تصل إلى ثمانين في المئة خلال أقل من ثلاثين دقيقة مما يسهل حركة التشغيل متعدد الرحلات.
شارك في تنفيذ المشروع تحالف بين الهيئة العامة للطيران المدني ووزارة النقل وشركة وطنية للطائرات الكهربائية وشركة ألمانية متخصصة في أنظمة الملاحة الجوية كما شارك معهد الملك عبدالله للعلوم والتقنية في إجراء اختبارات أولية للطيران فوق مناطق سكنية وصحراوية وتعليم الكوادر الوطنية على برمجة الطائرات وضبط مستويات الاستشعار والأمان الإلكتروني للتواصل مع أبراج المراقبة والسيطرة الأرضية لضمان توافق الشبكة الجديدة مع الأنظمة العالمية للطيران المدني.
تم تجهيز سبع محطات رئيسية تشمل مطار الملك خالد الدولي ومنطقة الدرعية وجامعة الملك سعود والمدينة الطبية والغاط وحي حطين والخبر وتم تصميم هذه المحطات بواجهات زجاجية ذكية تعمل بالطاقة الشمسية كما تمت مصادقة التصميمات على معايير المدن الذكية ليتمكن الركاب من استخدام بوابات صعود آلية مدعمة بالمسح البيومتري وتعقب الأمتعة آليًا عبر سير متحرك متزامن مع صعود الطائرة لتحقيق انسيابية عالية في عمليات التحميل والتفريغ.
يتوقع الخبراء أن يساهم إطلاق الشبكة في خفض انبعاثات الكربون بنحو خمسين ألف طن سنويًا مقارنة بوسائل النقل التقليدية بين تلك المدن مع توفير أكثر من ألف فرصة عمل مباشرة في قطاعات التشغيل والصيانة والتكنولوجيا الرقمية ويعزز المشروع الدور الريادي للسعودية في تبني الحلول النظيفة والتقنيات المستقبلية بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030 لترسيخ مكانتها كمركز عالمي للابتكار والتنقل الذكي وجذب المزيد من الاستثمارات المحلية والأجنبية في مجالات النقل الجوي غير التقليدي.
أطلقت الهيئة المنصة الرقمية المخصصة للمشروع والتي تتضمن تطبيقًا هاتفيًا يتيح للمستخدمين حجز رحلاتهم مسبقًا واختيار أوقات الإقلاع والهبوط وتتبع موقع الطائرة في الوقت الفعلي مع إمكانية تحديد مستويات الأمان والخدمات الإضافية مثل الواي فاي المجاني وتوفير مشروبات خفيفة وخدمات أرضية من خلال تطبيق متكامل يصدر إشعارات عند تأخيرات محتملة ويقدم تقديرات دقيقة لزمن الوصول.
يرتبط المشروع بخطط مستقبلية لربط المدن الصناعية الكبرى مثل الدمام وجدة والخبر وينوي القائمون إضافة مسارات داخلية قصيرة لربط مطارات المملكة الستة بتجربة نقل فائق السرعة فضاء ممتد مما يكمل منظومة النقل الجوي والبحري والبري ويجعل السفر الداخلي بلا منافذ أرضية مكتظة ويساهم في تسريع دوران عجلة الاقتصاد وتسهيل الربط التجاري والسياحي بين مختلف مناطق المملكة والتخفيف من الضغط على شبكات الطرق التقليدية.