وقع الانقلاب المفاجئ لقاطرة قطار الركاب رقم 753 المتجه من الدار البيضاء الى الرباط قرب محطة القنيطرة في الساعات الاولى من صباح السبت الثامن من مايو 2025 واستفاق سكان القرى المجاورة على صوت تصادم شنيع مع قيام عربتين بالانقلاب عن القضبان مما اسفر عن سقوط اكثر من خمسين قتيلا ونحو مائة وخمسين جريحا وفق اخر احصائيات الحماية المدنية المغربية وسط حالة من الذهول والرعب اجتاحت المنطقة خاصة بعد التحليق المكثف لطائرات الهليكوبتر لنقل الحالات الحرجة الى مستشفيات العاصمة الرباط والدار البيضاء
جهود الانقاذ ومسارات استجابة عاجلة
لم تكد تتضح ملامح الحادثة حتى انتشرت فرق الانقاذ من الدرك الملكي والحماية المدنية والدفاع المدني وعناصر الوقاية المدنية الى جانب المئات من المتطوعين من سكان القرى المجاورة الذين شاركوا في اخراج الركاب من عربات القطار في ظل مخاوف من انفجار خزانات الوقود والاكتظاظ داخل العربات المحطمة وكان لافتا وصول فرق الانقاذ المغربية التي استعانت بطائرات الانقاذ الاسرائيلية المتخصصة في رفع الحطام عبر الكرينات القوية الى جانب سيارات الاسعاف التابعة للهلال الاحمر المغربي وسيارات المراقبة الطبية المتنقلة مما خفض وقت الاستجابة بشكل كبير واعطى زخما لجهود انقاذ المصابين ونقلهم الى المستشفيات الميدانية والاوريمعتمدة في المراكز الصحية البعيدة عن مكان الحادثة
تحقيقات فنية وتقنية للوقوف على الاسباب
اسفرت التحقيقات الاولية التي اشرفت عليها النيابة العامة عن اشارات الى خلل محتمل في نظام الفرامل الالكترونية للقطار وهو ما دعا الخبراء الفنيين الى معاينة القطع التالفة وتفكيكها لفحص اعطالها وتم استدعاء الشركة المشغلة للقاطرة وشركة الصيانة المنفذة لاعمال الصيانة الدورية للتحقيق في مدى توافر معايير الامان والجودة خلال عمليات التفتيش الشبه سنوية مع استدعاء مهندسين متخصصين في السكك الحديدية من فرنسا واسبانيا للاستعانة بخبراتهم لاضاءة جوانب الظاهرة الفنية التي اودت بحياة الضحايا قبل ان تضع اللجنة الفنية تقريرها النهائي المرجح صدوره خلال عشرة ايام
ردود فعل شعبية ورسمية غاضبة
اثار حادث القطار موجة استنكار واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي في مختلف المدن المغربية والعربية خاصة بعد تداول شهود عيان صورا ومقاطع فيديو تظهر تصدعات خطيرة في القضبان قبل الانقلاب مباشرة وهو ما دفع رواد التواصل للمطالبة بمحاسبة المسؤولين عن صيانة الخطوط وتجديد البنية التحتية للسكك الحديدية وتقديم التعويضات العاجلة لذوي الضحايا وفي المقابل اصدر رئيس الحكومة المغربية بيانا موجهاً بتعويضات عاجلة تقدر بمئة الف درهم لكل اسرة مقيمة في الدار البيضاء والرباط وخمسين الف درهم للعائلات من القرى المجاورة مع وعد بتشكيل لجنة برلمانية لاصلاح شامل لمنظومة النقل بالسكك الحديدية
انعكاسات الحادث على خطة تطوير النقل المغربي
يأتي هذا الحادث في وقت تنفذ فيه الحكومة مشاريع كبرى لرفع مستوى السلامة في قطاع السكك الحديدية ضمن خطة خمسية تستهدف زيادة حصة النقل بالقطار الى ثلاثين بالمئة من اجمالي حركة الركاب بحلول 2030 ويستوجب الانقلاب الحالي مراجعة جدية لشروط المناقصات الخاصة بصيانة الخطوط وتأهيل المحطات بالاضافة الى تعزيز قدرات الفرق الفنية لدى المكتب الوطني للسكك الحديدية عبر دورات تدريبية وشراكات دولية فورية لضمان التزام كامل بمعايير الامان العالمية مما سيسهم في استعادة ثقة المواطنين وحفظ الارواح
تضامن عربي ودولي مع المغرب ودعوات لتبادل الخبرات
عبرت عدة دول عربية عن تضامنها مع المغرب بعد الحادثة المأساوية حيث اعلنت مصر والجزائر والامارات عن استعدادها لارسال فرق فنية وتجهيزات لرفع الانقاض وتقديم المساعدات الانسانية وفي السياق ذاته دعا الاتحاد الدولي للسكك الحديدية الى عقد مؤتمر استثنائي في جنيف لدراسة تجربة المغرب في تحسين السلامة وتبادل الخبرات مع الدول العربية والاوروبية بهدف وضع معايير اقليمية مشتركة للسكك الحديدية تضمن حماية حياة الركاب وتقليل حوادث النقل البري بشكل عام،.