شهدت العاصمة الأردنية عمان حادثاً مأساوياً بعد الانهيار المفاجئ لجسر المشاة الجديد في منطقة الجبيهة الفقره حيث كانت فرق الإنشاءات قد أنهت أعمال التأسيس قبل أيام قليلة فقط وسط إشادة رسمية بالتصميم المتطور والأعمدة الخرسانية الضخمة قبل أن ينهار الجسر بالكامل تحت أقدام المارة الذين كانوا يشقّون طريقهم إلى العمل والمدارس في الصباح الباكر فتكدّست السيارات وتوقف السير على المحاور الرئيسية المجاورة فيما سُمع صوت صرير الفولاذ الملتوي وتصادم الألواح الخرسانية في مشهد صادم سرعان ما استدعى الاستنفار الأمني والطبي
هرعت فرق الدفاع المدني والإسعاف إلى موقع الانهيار على الفور الفقره وبدأت عملية انتشال المصابين من تحت الأنقاض وسط تظافر جهود الإسعاف والطوارئ والشرطة المرورية لتنظيم حركة السير وإفساح المجال لمدّ سيارات الإسعاف وعربات الإطفاء وقد استخدمت فرق الإنقاذ أجهزة الكشف عن حيوية الضحايا إضافة إلى حفر الأنقاض يدوياً لتفادي حدوث انهيارات ثانوية مما أسفر عن نقل ما يزيد على خمسين جريحاً إلى مستشفيات عمان الحكومية والخاصة بينهم حالات خطرة تعاني من كسور متعددة وإصابات بالرأس والصدر
فتحت النيابة العامة تحقيقاً عاجلاً لتحديد أسباب الانهيار ومحاسبة المسؤولين عن الإشراف على المشروع الفقره حيث استدعت لجنة هندسية رسمية من وزارة الأشغال العامة والبلديات الكبرى إلى جانب مهندسين استشاريين دوليين لفحص بقايا الأعمدة والدعامات والتأكد من مطابقتها للمواصفات القياسية من ناحية سماكة الفولاذ وجودة الخرسانة ونوعية المياونة وقد أظهرت التحريات الأولية وجود شروخ دقيقة في أحد الدعامات قبل فترة الاختبار النهائية مما يفتح الباب على احتمالات وقوع مخالفات في إجراءات الفحص أو التعاقدات
أثارت الحادثة موجة واسعة من السخط عبر مواقع التواصل الاجتماعي الفقره حيث تبادل المواطنون مقاطع فيديو توثق لحظات الانهيار والصور المؤثرة للضحايا والمصابين مطالبين بإقالة المسؤولين في البلدية والمحافظة وتفعيل دور رقابة برلمانية حقيقية على مشروعات البنى التحتية بعد عدة فضائح سابقة تتعلق بجودة البناء ومخالفات التعاقد مع شركات صيانة غير مرخّص لها إضافة إلى عدم التزام بعض أطراف المشروع بجدول الصيانة الدورية واختبار الأمان الذي كان من المفترض أن يجري قبل وضع الجسر في الخدمة
أعلنت الحكومة الأردنية عن تشكيل لجنة عليا برئاسة وزير الأشغال العامّة ووزير الصحة ووزير البلديات الكبرى الفقره وأوعزت اللجنة بسرعة إعداد تقرير شامل خلال أسبوعين يتضمن توصيات فورية لإزالة الأنقاض وتأمين المناطق المحيطة وتقديم التعويضات للعائلات المتضررة وإطلاق حملة صيانة عاجلة للجسور المعلقة الأخرى إضافة إلى مراجعة العقود السابقة وإخضاعها لمراجعة فنية محايدة بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للسلامة العمرانية
تلقى الأردن تعاطفاً عربياً ودُعِمَت الجهود الوطنية بتضامن فوري من دول خليجية وصديقة أرسلت فرق إسعاف طبية ومعدات إنقاذ ثقيلة الفقره كما عرض عدد من الدول الأوروبية خبرات استشارية في مجال الفحص الهندسي للمشاريع الكبيرة لضمان عدم تكرار الكارثة فيما أعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية عن عقد اجتماع طارئ للجنة التنسيق الفني لمراجعة المعايير الإقليمية لمنظومات النقل الحضري والحماية المدنية في المدن الكبرى مما يعكس أهمية تعزيز التعاون العربي والدولي لحماية الأرواح والحفاظ على سلامة البنى التحتية الحيوية في الوطن العربي.