شهدت محافظة أسوان حادثًا مأساويًا جديدًا، بعد العثور على جثامين خمسة شباب لقوا حتفهم خلال محاولة تنقيب غير قانوني عن الذهب في منطقة جبال العلاقي، الواقعة في الجنوب الشرقي من المحافظة.
وفقًا لتحقيقات أولية، فإن الضحايا كانوا في مهمة تنقيب غير رسمية، وعقب انتهائهم من أعمال التنقيب، ضلوا طريق العودة وسط التضاريس الوعرة والجبال القاحلة وبسبب الظروف المناخية القاسية، وارتفاع درجات الحرارة التي تجاوزت حاجز الـ45 درجة مئوية، توفي الشباب نتيجة الإجهاد الحاد ونقص المياه.
كان الأهالي قد أبلغوا الجهات المختصة بتغيبهم، وبعد عدة أيام من البحث، تمكنت فرق محلية من العثور على جثثهم في منطقة نائية داخل العلاقي، حيث جرى نقلهم إلى مشرحة أسوان العمومية، وقد باشرت النيابة العامة التحقيق في الواقعة، كما أمرت بتشريح الجثامين لمعرفة أسباب الوفاة بدقة.
الحادثة المؤلمة ليست الأولى من نوعها في أسوان، إذ تتكرر حالات الوفاة والإصابة بين شباب يُعرفون محليًا باسم "الدهابة"، وهم أفراد يسلكون طريق التنقيب عن الذهب بشكل عشوائي وبدون ترخيص، بحثًا عن فرصة لتحسين أوضاعهم المعيشية.
هؤلاء الدهابة يُغامرون بحياتهم في رحلات محفوفة بالمخاطر داخل الجبال والمناطق الصحراوية القاسية، وغالبًا ما يعانون من نقص وسائل الحماية أو الأدوات المناسبة، ما يجعلهم عرضة للموت عطشًا، أو الانهيارات الصخرية، أو حتى لدغات العقارب والثعابين المنتشرة في هذه البيئات.
وتشير تقارير محلية إلى أن ارتفاع معدلات البطالة وتراجع فرص العمل النظامي في بعض قرى الجنوب، هما من أبرز الأسباب التي تدفع الشباب إلى خوض مغامرات خطرة في البحث عن الذهب.
وبالرغم من أن الدولة تنظم أعمال التنقيب من خلال شركات رسمية ومناجم مرخصة، إلا أن غياب الرقابة الفاعلة على المناطق الجبلية الشاسعة، سمح بانتشار ظاهرة التنقيب غير القانوني، التي تتحول في كثير من الأحيان إلى مآسٍ إنسانية كما هو الحال في حادث العلاقي.
الحادث أثار موجة من الحزن والغضب في أوساط الأهالي، الذين طالبوا عبر منصات التواصل الاجتماعي وجهات رسمية بـ: تقنين أوضاع التنقيب الفردي ضمن أطر قانونية تراعي سلامة المنقّبين.
زيادة الرقابة على المناطق الجبلية لتفادي تكرار مثل هذه الحوادث.
إطلاق حملات توعية بمخاطر التنقيب العشوائي.
توفير بدائل اقتصادية وفرص عمل حقيقية للشباب في المناطق النائية.