في خطوة أثارت الكثير من الجدل داخل الأوساط الفنية والإعلامية، يمنح الممثل الهوليوودي كيفن سبايسي جائزة تكريمية عن مجمل مسيرته الفنية، مساء الثلاثاء، على هامش مهرجان سينمائي يقام في مدينة على الريفييرا الفرنسية.
الجائزة ستمنح خلال حفلة خيرية تنظمها مؤسسة "ذي بتر وورلد فاند" (عالم أفضل)، بحسب ما أكدته المؤسسة لوكالة فرانس برس، مشيرة إلى أن التكريم يأتي "تقديرًا لعقود من التألق الفني"، رغم ما رافق مسيرة سبايسي في السنوات الأخيرة من اتهامات وتغطية إعلامية مثيرة للجدل.
يأتي هذا التكريم بعد نحو عام من تبرئة سبايسي من تسع قضايا تتعلق بجرائم جنسية مفترضة في المملكة المتحدة، حيث خلصت المحكمة إلى عدم كفاية الأدلة لإدانته، ما مثل حينها انتصارًا قانونيًا كبيرًا للممثل الأمريكي البالغ من العمر 65 عامًا.
كما كانت محكمة في نيويورك قد رفضت في عام 2022 دعوى مدنية بقيمة 40 مليون دولار، تتهم سبايسي بسوء السلوك الجنسي، حيث برّأت هيئة المحلفين الممثل من التهم الموجهة إليه، في قضية كانت إحدى أبرز محطات "حركة MeToo".
لكن هذا التكريم يأتي في وقت لا يزال فيه اسم سبايسي متداولًا في قضايا أخلاقية، بعد أن ظهرت اتهامات جديدة في مايو الماضي من خلال وثائقي بريطاني بعنوان "سبايسي أنماسكد" (Spacey Unmasked)، والذي بثته قناة Channel 4 البريطانية.
يتضمن الوثائقي شهادات عشرة رجال يدّعون تعرضهم لسلوك جنسي غير لائق من قبل سبايسي، رغم أنهم لم يكونوا طرفًا في أي من القضايا التي نظرت فيها المحاكم سابقًا وقد أثار الوثائقي موجة من النقاشات في الأوساط الإعلامية والفنية حول مسؤولية وسائل الإعلام في إحياء قضايا سبق وأن أُغلق ملفها قانونيًا.
سبايسي من جهته، نفى جميع الادعاءات الواردة في الوثائقي، وأكد مرارًا التزامه بالقانون وحقه في الدفاع عن نفسه.
تكريم سبايسي يعتبر أول حضور رسمي له على الساحة العامة منذ ظهوره الأخير على السجادة الحمراء في مهرجان كان السينمائي عام 2016 ومع أن البعض يرى أن من حق الفنان العودة إلى الساحة بعد تبرئته من التهم رسميًا، إلا أن جهات أخرى، خصوصًا داخل الحركة النسوية وبعض الأوساط الحقوقية، تعتبر تكريمه رسالة خاطئة تعكس تطبيعًا مع قضايا التحرش.
في المقابل، يُشير بعض النقاد إلى أن سبايسي، الحائز على جائزتي أوسكار عن فيلمي American Beauty وThe Usual Suspects، يمتلك رصيدًا فنيًا كبيرًا لا يمكن إنكاره، وأن العدالة القانونية يجب أن تكون هي المعيار الوحيد في تحديد مصير الفنانين.
في ردها على الانتقادات، قالت مؤسسة "ذي بتر وورلد فاند" إن الحفل يهدف إلى "الاحتفاء بالفن كأداة للتغيير الاجتماعي"، مؤكدة أن تكريم سبايسي يأتي ضمن تقدير لتاريخه المهني وليس مناقشة مواقفه الشخصية.
ورغم ذلك، تشير تقارير إلى أن عددًا من الشخصيات السينمائية قد قاطعوا الحفل الخيري، احتجاجًا على هذا التكريم، في وقت تتصاعد فيه المطالب بمراجعة المعايير الأخلاقية في منح الجوائز داخل الصناعة السينمائية.