في خطوة أثارت الكثير من الجدل داخل أروقة القلعة الحمراء، قرر محمود الخطيب، رئيس النادي الأهلي المصري، استبعاد عدد من الصفقات الجديدة التي أبرمها الفريق مؤخرًا، من المشاركة في بطولة كأس العالم للأندية، المقررة إقامتها في الولايات المتحدة الأمريكية خلال الفترة من 15 يونيو إلى 13 يوليو المقبلين.
قرارات الخطيب تُربك حسابات الأهلي: صفقات خارج قائمة مونديال الأندية
القرار جاء بمثابة صدمة لبعض اللاعبين المنتظرين لدخول التاريخ من أوسع أبوابه، والظهور لأول مرة بقميص الأهلي في واحدة من أضخم البطولات على الإطلاق، التي تضم هذا العام 32 فريقًا، موزعين على 8 مجموعات بنظام مشابه لكأس العالم للمنتخبات.
مجموعة نارية تنتظر الأهلي
يشارك النادي الأهلي في المجموعة الأولى، إلى جانب أندية كبرى مثل إنتر ميامي الأمريكي بقيادة النجم ليونيل ميسي، وبالميراس البرازيلي، وبورتو البرتغالي مجموعة قوية تضع الفريق الأحمر أمام اختبار حقيقي، ما دفع الجماهير لتوقع مشاركة كل العناصر الجديدة لدعم القائمة؛ لكن جاءت قرارات الخطيب لتخلط الأوراق، وتُعيد النظر في خطة التحضيرات الفنية والبدنية للبطولة.
صفقات مميزة... ولكن!
رغم أن الأهلي أعلن رسميًا عن التعاقد مع الجناح الدولي محمود حسن "تريزيغيه" قادمًا من طرابزون سبور التركي، إلى جانب حمدي فتحي لاعب وسط الوكرة القطري بنظام الإعارة، فقد كان من المفهوم ضمهم لقائمة الفريق في كأس العالم للأندية، نظرًا لأهميتهم الفنية وخبراتهم الدولية.
لكن المفاجأة الأكبر، كانت فيما كشفت عنه مصادر صحفية داخل النادي، حول توصل الأهلي لاتفاق نهائي مع الثنائي أحمد "زيزو" لاعب الزمالك، ومحمد علي بن رمضان لاعب فرينكفاروزي المجري، على أن يتم الإعلان عنهما بعد نهاية الموسم، وينضمان بدورهما لقائمة المونديال.
رغم كل هذه التعاقدات القوية، اختار الخطيب أن يقوم بعملية فلترة داخلية صارمة، بناءً على رؤية فنية وإدارية، تؤكد أن بعض اللاعبين المنضمين حديثًا لن يكونوا جزءًا من خطة الفريق في البطولة العالمية.
استبعاد أسماء لافتة... والسبب؟
بحسب المصدر ذاته، فإن بعض الأسماء مثل محمد سيحا حارس مرمى بتروجت، وحامد حمدان لاعب بتروجت أيضًا، ومحمد شكري ظهير أيسر سيراميكا كليوباترا، قد تم إبلاغهم رسميًا بعدم مشاركتهم في المونديال، رغم توقيع العقود وانضمامهم فعليًا إلى الفريق.
القرار تم تبليغه للاعبين من قبل المدير الرياضي محمد يوسف، ويبدو أنه يأتي في إطار سياسة واضحة يتبعها الخطيب والجهاز الفني، تعتمد على أمرين أساسيين: جاهزية اللاعبين البدنية والفنية: فالبطولة لا تحتمل التجربة أو المجازفة، ويُفضل الاعتماد على العناصر الأكثر انسجامًا مع الفريق؛ وترتيب الأولويات: حيث يسعى الأهلي لإظهار صورة مشرفة في المونديال، وبالتالي لن يتم إشراك لاعبين لم يخوضوا فترة إعداد كافية أو لا يمتلكون تجربة مع الفريق.
جدل جماهيري وتحفظات
قرارات الخطيب أحدثت ردود فعل متباينة بين جماهير الأهلي فبينما يرى البعض أن القرار منطقي ويهدف للحفاظ على التجانس داخل الفريق، يعتبره آخرون خطوة محبطة، خاصة وأن البطولة تمثل فرصة ذهبية لهؤلاء اللاعبين لإثبات أنفسهم، والمساهمة في رفع اسم الأهلي عالميًا.
الجدل يزداد بسبب التوقيت، حيث تزامنت هذه الخطوة مع حالة حماس كبيرة شهدها الشارع الكروي المصري بعد إعلان التعاقد مع أسماء بحجم "تريزيغيه" و"زيزو"، ما دفع الجماهير لتخيل خط هجومي ناري قد يُرعب كبار القارة والعالم.
تقييم القرار: رؤية فنية أم توجّه إداري؟
من المنظور الفني، قد يكون القرار مبررًا، حيث يملك الأهلي قاعدة قوية من اللاعبين الذين خاضوا عدة بطولات كبرى مؤخرًا، ويتميزون بالانسجام والتفاهم داخل الملعب أما من الناحية الإدارية، فإن رسالة النادي تبدو واضحة: ليس كل من يوقع للفريق يضمن مكانًا فوريًا في المباريات الكبرى.
وفي كل الأحوال، تبقى البطولة اختبارًا مهمًا لقدرات الأهلي على مواجهة مدارس كروية متنوعة، وسط أجواء مختلفة تمامًا عن المعتاد، ما يضع على عاتق الإدارة والمدرب تحديًا كبيرًا في اختيار التشكيلة الأمثل.
قرار استبعاد بعض الصفقات الجديدة من مونديال الأندية يعكس نهجًا صارمًا اتخذه محمود الخطيب لضمان التركيز الكامل على الأسماء الجاهزة فنيًا ونفسيًا وبينما يرى البعض في ذلك حرمانًا لنجوم جدد من فرصة العمر، يراه آخرون خطوة ضرورية لتحقيق أفضل نتيجة ممكنة في مجموعة تعد من بين الأقوى في البطولة.